آثار ومخاطر التعدين.. نزاع متجدد بين الأهالي والشركات بالشمالية

آثار ومخاطر التعدين.. نزاع متجدد بين الأهالي والشركات بالشمالية

تقرير: سودان تايمز
عادت إلى السطح مجدداًقضية أهالي منطقة أبوصارا بمحلية دلقو بالولاية الشمالية ضد الشركة التركية للتعدين (دلقو) على خلفية إعتقال عدد من شباب المنطقة بواسطة قوة أمنية مشتركة بتهمة إغلاق بلف خراطيش المياه الخاص بالشركة التي يتهمها الأهالي بالنكوص عن الاتفاق السابق بمد المنطقة بالخدمات ومعالجة الأثار السالبة للتعدين حيث يشتكي الأهالي من ظهور أمراض غريبة مضرة بالإنسان والحيوان.
يذكر أن المنطقة شهدت في منتصف العام 2022 إعتصام للأهالي بعد تراجع الشركة عن تنفيذ الاتفاق بتنفيذ بعض المشاريع الخدمية المتفق عليها وترحيل مقر الشركة بعيدا عن المنطقة السكنية بعد اتهام المواطنين للشركة باستخدام مادة “السيانييد” الممنوعة والتي تسبب أمراض خطيرة .

ودونت الشركة التركية أنذاك بلاغات ضد لجان الخدمات والتغيير إلا أنه بعد قرار حل لجان التغيير الذي صدر مؤخرا من قبل حكومة الولاية الشمالية تحول مسار القضية في المحكمة.
وبحسب مصادر اكدت (لسودان تايمز) أن وفدا من مجلس السيادة قدم مؤخرا إلى الولاية الشمالية خصيصا لهذا الأمر وخاطب اللجنة بإعادة فتح بلف المياه الذي اغلق سابقا بأمر الاهالي.
وعلى خلفية إغلاق الأهالي لبلف المياه طالبت الشركة المواطنين بإعادة فتح المياه إلا أن الأهالي تمسكوا بموقفهم الرافض لاستئناف ضخ المياه مادفع الشركة للاستنجاد بالشرطة التي ألقت القبض على
كل من محمد جبارة وعبدالله صالحين وأحمد عز الدين ومصعب عكاشه وكرم سعيد.
إفراج مؤقت
في وقت لاحق أفرجت الشرطة عن المعتقلين بعد كتابة تعهد بعدم المساس بالمياه. وفور إطلاق سراح المتهمين سير أبناء المنطقة موكباً سلمياً وانخرط أهالي ابوصارا والمناطق المجاورة لبحث كيفية التصعيد حيث هددوا بالعودة للاعتصام مجددا حتى تتحقق مطالبهم .

محكمة
تطور النزاع إلى أن وصل إلى المحكمة في دلقو التي نظرت بدورها في دعوى “أمر إيقاف” مقدمة من الأهالي المتضررين من عمليات التعدين، في أبو صارا بمحلية دلقو، ضد الشركة التركية التي تحمل اسم (شركة دلقو للتعدين) على خلفية عدم إلتزام الشركة ووزارة الطاقة والتعدين بالاتفاق المبرم مع لجنة شياخة ابوصارا في 2020؛ الذي كان من المقرر أن يتم بموجبه ترحيل معامل استخلاص الذهب وكل مرافق الشركة إلى بعد قانوني آمن حدد بـ 25 كلم شرق موقعها الحالي.
كما قررت المحكمة الاستماع إلى آراء مختصين وفنيين في مجال الآثار البيئة لإثبات ضرر السيانيد على المنطقة.

أثار سالبة
يذكر أن تجمع الأجسام المطلبية – تام، (تنظيم شعبي أهلي) وفي إطار سعيه لمناهضة أنشطة التعدين الضار بالإنسان والبيئة سبق وأن أعد ونشر سلسة تقارير حول الأثر البيئي لوجود شركات التعدين بالقرب من المناطق السكنية ومصادر ومجاري المياه ، في مختلف أنحاء السودان، بينها تقارير خاصة بشركة دلقو للتعدين.
قدم أحد هذه التقارير لوزير الطاقة والتعدين الأسبق وذلك في 17 مارس 2020، كما سلمت نسخة منه أيضا للجنة تفكيك نظام الـ 30 من يونيو 1989، للنظر في أمر أرتباط نشاط التعدين في المنطقة المذكورة باستثمارات أحزاب إسلاموية أجنبية.

ورصد التقرير الذي أعده تجمع الأجسام المطلبية تاريخ الشركة التي منحت في بداياتها لرموز النظام البائد قبل المفاصلة، ثم حولت الامتيازات لأشقاء الرئيس المخلوع عمر البشير، وأدخلت شركة قطرية ثم شركة تركية.
وربط تجمع الأجسام المطلبية (تام) الشركة التي أنشئت في العام 2002 تحت مسمي شركة دلقو للتعدين بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين”.
تقلبات
واكد تجمع الأجسام المطلبية لمناهضة التعدين بأن ملف الشركة سلم من قبل للجنة إزالة التمكين لكنها لم تقوم بأي خطوة تجاه الشركة إلى أن وقع إنقلاب البرهان/ حميدتي في 25 اكتوبر 2021، حيث تحولت إمتيازات التعدين في منطقة ” المنجم القديم” إلى نافذين في قيادة ” قوات الدعم السريع”، واستمر الحال إلى إندلاع حرب 15 ابريل 2023.
تقرير
وتحصلت (سودان تايمز) على نص التقرير الذي أعده المهندس محمد صلاح عبدالرحمن، بعنوان (دلقو للتعدين، تدمير البيئة الفساد ونهب الموارد) كان ذلك قبل عام ونصف في 2022 بالتزامن مع تصاعد الحراك المناهض لأنشطة التعدين الضار بالإنسان والبيئة والمهدد للحياة الاّمنة في المنطقة النوبية وكل مناطق التعدين.
واتهم التقرير السلطات المختصة بالتراخي في ملف إدارة ومراقبة وترقية عمليات التعدين الاّمن.
و بحسب التقرير فأن الشركة الحكومية المسؤولة عن الشركات إنحصر دورها في جهود التحصيل المالي فقط، دون الإلتفات لأثار ومخاطر التعدين وإنعكاساتها على المجتمعات والارض ومصادر المياه وكل أوجه الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *