تلويح أميركا .. وفرصة (ايقاد) الأخيرة..

تلويح أميركا .. وفرصة (ايقاد)  الأخيرة..

كتب : يوسف سراج

(-) التاريخ: 14/ديسمبر 2023..
الجهة: المركز الإعلامي الإقليمي في أفريقيا- وزارة الخارجية الأمريكية..
(المناسبة): إحاطة خاصة قدمتها
السفيرة الأمريكية المتجولة لشؤون العدالة الجنائية العالمية بيث فان شاك حول: تحديد الوزير بلينكن ارتكاب القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وأعمال تطهير عرقي في السودان..!

(-) مشهد مواز :
التاريخ: 15 ديسمبر..
قوات الدعم السريع تقتحم دفاعات الجيش، وتبدأ باجتياح ولاية الجزيرة ،، يوم واحد و تبدأ قوات الجيش في الانسحاب من ود مدني بوصول طلائع قوات الدعم السريع عبر جسر حنتوب شرقي المدينة.

(-) نتحول إلى واشنطن حيث ابتدر ت السفيرة بيث فان شاك كلمتها قائلة 🙁 لوضع في السودان مأساوي بحق، ومن المهم بمكان أن نواصل جميعنا التركيز عليه، فالسودانيون يستحقون فعلا انتباهنا الكامل).، وتابعت: المدنيين السودانيين يتحملون وزر نزاع يفوق التصور ولا داع له بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منذ شهر أبريل الماضي.

(-) لفتت السفيرة إلى أن البيانات المتوفرة تشير إلى مقتل ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص ونزوح أكثر من 6,8 ملايين شخص. ويبقى البعض نازحين في الداخل، بينما أصبح البعض الآخر من اللاجئين في دول أخرى.
لم تغفل إحاطة فان شاك ايضا ما أسمته (شن حرب على أجساد النساء والفتيات اللواتي تعرضن لأعمال عنف جنسي متعمد) واختطافهن من الشوارع, مشيرة إلى حوادث اختطاف واعتداءات على المنازل، والمحت الى تقارير موثوقة عن أعمال عنف على خلفية عرقية .

(-) لخصت السفيرة مؤكدة توصل وزير الخارجية الأميريكي، بناء على مراجعة متأنية للوقائع وتحليل قانوني إلى تحديد مفاده أن أفرادا من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع قد ارتكبوا جرائم حرب. كما حدد ارتكاب أفراد من قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها جرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي في دارفور.

(-) من بعد ذلك مضت السفيرة الاميركية، لمناشدة المجتمع الدولي المساعدة في وضع حد للعنف ومعالجة الأزمة الإنسانية وتعزيز العدالة للناجين وللضحايا.
ووعدت بمواصلة وزارة الخارجية ومختلف أقسام الحكومة الأمريكية تعقب نطاق واتساع جرائم الأطراف المتحاربة التي لا تعد ولا تحصى وتوثيقها.

(-) إفادات السفيرة يمكن قراءتها مع موقف الولايات المتحدة بالإعلان الأخير عن إمكانية أن تخضع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في خلال القتال الحالي للتحقيق والملاحقة القضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية، فقد أعلن مكتب المدعي العام للمحكمة عن أنها قد بدأت تحقيقات مركزة في الأحداث الأخيرة. ويجب أن يعمل المجتمع الدولي معا لتحقيق العدالة المُجدية للضحايا والمجتمعات المتضررة ووضع حد لهذه الحقبة الطويلة من الإفلات من العقاب.

(-) ليس بعيدا عن ذلك دعم واشنطن، لإنشاء بعثة جديدة لتقصي الحقائق تركز على السودان في مجلس حقوق الإنسان.
بلا شك فان الآلية الجديدة لمجلس حقوق الانسان ستعمل على جمع الأدلة على الفظائع المرتكبة وكافة انتهاكات الحرب في مختلف أنحاء البلاد والبدء في تحديد المسؤولية عن ارتكابها.

(-) النقطة الأهم تتجلى في التأكيد الأميركي بالعمل على إنهاء القتال من خلال الوسائل الدبلوماسية مع فريق من الدبلوماسيين ذوي الخبرة، وعلى وجه الدقة والخصوص ، إشارة السفيرة الأميريكة بالعمل مع الشركاء الإقليميين مثل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) والاتحاد الأفريقي والمؤسسات الحكومية الدولية الأخرى لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية والتوصل إلى وقف إطلاق النار وغير ذلك من تدابير بناء الثقة والبناء على وقف دائم للأعمال العدائية.

(-) ويبقى السؤال ..كيف تمضي جهود المنظمة الإقليمية ( إيقاد ) لإنهاء الحرب واحلال السلام في السودان بجلوس الطرفين المتقاتلين إلى طاولة تفاوض، تسعى حثيثا في ترتيبا تها بعقد اجتماع الجنرالين البرهان وحميدتي الذين تضعهما الولايات المتحدة في لائحة الاتهام المباشر وتلمح إلى إقصائهما عن المشهد .. على أقل تقدير .. تأسيسا على تحميها الرجلين مسؤولية الانتهاكات التي ترقى -برأيها- الى جرائم ضد الإنسانية..
وهل تدرك (إيقاد) ومن خلفها المجموعة الدولية ان دورها يكمن في مقاضية السلام وإنهاء الحرب بالعدالة الانتقالية الورقة الوحيدة التي تمتلكها لتمرير تسوية تعجل بإنهاء الحرب، في مقابل سيناريو التدخل الدولي عبر قوات افريقية والذي بدأ ت إرهاصاته تلوح في الأفق السوداني ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *