هدى عربي وجائزة نوبل للسلام

هدى عربي وجائزة نوبل للسلام

في تعليق أثار موجة من التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، أعلنت الفنانة السودانية هدى عربي أنها ترى نفسها جديرة بجائزة نوبل للسلام، وذلك في منشور نشرته على صفحتها الشخصية بموقع فيسبوك يوم الجمعة الموافق 10 أكتوبر 2025. وجاء تصريحها بالتزامن مع إعلان فوز الناشطة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام لهذا العام، تكريمًا لشجاعتها المدنية ومواقفها الراسخة في مقاومة الاستبداد والدفاع عن الديمقراطية في فنزويلا. هدى عربي، المعروفة بمواقفها الجريئة وتصريحاتها المثيرة للجدل، اختارت أن تربط بين الحدث العالمي وبين رؤيتها الذاتية لمساهماتها في السلام المجتمعي.

في منشورها الذي أثار جدلًا واسعًا، كتبت هدى عربي: “أنا براي بدي روحي جائزة نوبل للسلام، متصالحة مع نفسي وعمري ما ضريت زول، استحقها، كان ما مصدقين شوفو الأبيض دة”. هذه الكلمات، التي جاءت باللهجة السودانية، حملت في طياتها تعبيرًا عن قناعة شخصية عميقة، حيث اعتبرت الفنانة أن مسيرتها الفنية والاجتماعية لم تتضمن أي إساءة أو ضرر للآخرين، وأنها تعيش في حالة من التصالح الداخلي تؤهلها، من وجهة نظرها، لنيل جائزة عالمية بهذا الحجم. المنشور أثار تباينًا في ردود الفعل بين مؤيدين يرون في حديثها تعبيرًا عن الثقة بالنفس، وآخرين اعتبروه مبالغة أو محاولة للفت الأنظار.

تصريح هدى عربي جاء في وقت يشهد فيه العالم اهتمامًا متزايدًا بجائزة نوبل للسلام، خاصة بعد إعلان فوز ماريا كورينا ماتشادو، التي تحظى بتقدير دولي واسع لدورها في الدفاع عن الحريات السياسية في فنزويلا. هذا التزامن أضفى على منشور الفنانة السودانية بعدًا إضافيًا، حيث اعتبره البعض محاولة للمقارنة أو لطرح رؤية بديلة لمفهوم السلام، لا سيما في السياق المحلي السوداني الذي يعاني من تحديات اجتماعية وسياسية معقدة. ورغم أن هدى عربي لم تشر مباشرة إلى أي نشاط سياسي أو حقوقي، فإن حديثها عن عدم إيذاء الآخرين وعن التصالح مع الذات فتح بابًا للنقاش حول دور الفنانين في تعزيز ثقافة السلام المجتمعي.

هدى عربي ليست غريبة عن الجدل الإعلامي، إذ سبق أن أثارت تصريحاتها ومواقفها تفاعلات واسعة في الأوساط الفنية والشعبية داخل السودان وخارجه. ويأتي تصريحها الأخير ليضيف فصلًا جديدًا إلى مسيرتها الإعلامية، التي تتسم بالجرأة والتعبير المباشر. وبين من يرى في كلماتها تعبيرًا عن طموح مشروع، ومن يعتبرها خروجًا عن السياق، يبقى حضورها الرقمي مؤثرًا، ويعكس قدرة الفنانين على إثارة النقاشات العامة حول قضايا تتجاوز الفن إلى مفاهيم أوسع مثل السلام والعدالة والهوية. وفي ظل هذا التفاعل، يبرز سؤال حول حدود التعبير الفني، ودور المشاهير في تشكيل الوعي المجتمعي تجاه القضايا العالمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *