أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أنها تلقت تقارير ميدانية تؤكد وقوع حادث مأساوي في مدينة الفاشر شمال دارفور، حيث أسفر هجوم استهدف مركز دار الأرقم للنازحين عن وفاة 17 طفلًا، بينهم تسع فتيات وثمانية أولاد، من ضمنهم رضيع يبلغ من العمر سبعة أيام فقط. ووفقًا للبيان الصادر عن المنظمة يوم الأحد، فإن الهجوم وقع صباح السبت داخل منشأة مخصصة لإيواء عائلات نزحت بسبب النزاع المستمر في الإقليم، ما أدى إلى سقوط ضحايا من الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع. المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، وصفت الحادث بأنه “مدمّر”، مؤكدة أن استهداف الأطفال والعائلات التي تبحث عن ملاذ آمن يُعد انتهاكًا صارخًا للمعايير الإنسانية، وأن الاعتداء على المدنيين في أماكن يفترض أن توفر لهم الحماية أمر غير مقبول على الإطلاق.
حصار مستمر
في سياق متصل، ذكّرت اليونيسف بأن مدينة الفاشر تخضع لحصار تفرضه قوات الدعم السريع منذ أكثر من 500 يوم، ما أدى إلى فرض قيود مشددة على حركة السكان، والوصول إلى الغذاء والمياه والرعاية الصحية. وأشارت المنظمة إلى أن المدنيين، بمن فيهم الأطفال، يواجهون قصفًا متكررًا وتدهورًا متسارعًا في الظروف المعيشية، وسط غياب أي ممرات آمنة أو مساعدات إنسانية كافية. هذا الحصار الطويل فاقم من معاناة السكان، وخلق بيئة غير مستقرة تهدد حياة الآلاف، خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية وتراجع الخدمات الأساسية في المدينة.
أزمة غذائية
اليونيسف أوضحت أن مناطق واسعة من شمال دارفور تعاني من مجاعة منذ عدة أشهر، وأن الوضع الغذائي وتغذية الأطفال في الولاية بلغ مستويات وصفتها المنظمة بـ”الكارثية”. الأسر النازحة تعيش على حصص غذائية محدودة، بينما يشهد سوء التغذية الحاد الوخيم بين الأطفال ارتفاعًا مقلقًا. كما أبلغت المرافق الصحية عن تزايد حالات الوفاة بين الأطفال نتيجة أمراض يمكن الوقاية منها، والتي ترتبط بشكل مباشر بنقص الغذاء وتدهور الوضع الصحي العام. هذه المؤشرات تعكس حجم الأزمة الإنسانية التي تعصف بالمنطقة، وتؤكد الحاجة الملحة لتدخل دولي عاجل يضمن وصول المساعدات إلى الفئات المتضررة.
دعوة عاجلة
في ختام بيانها، جددت اليونيسف دعوتها إلى وقف فوري وشامل للأعمال العدائية في جميع أنحاء السودان، بما في ذلك مدينة الفاشر، ورفع الحصار المفروض عليها. كما طالبت المنظمة باحترام القانون الدولي الإنساني، وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وتوفير ممرات آمنة للأسر الهاربة من العنف، إلى جانب تأمين وصول إنساني دون عوائق إلى السكان المتضررين. وشددت اليونيسف على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الهجمات التي تستهدف المدنيين، بمن فيهم الأطفال، مؤكدة أن استمرار هذه الانتهاكات يهدد مستقبل الأجيال ويقوض أسس الاستقرار في البلاد.