أحمد تقد: مشروع التغيير إنحرف إلى خدمة أفراد داخل ” العدل والمساواة”.

أحمد تقد: مشروع التغيير إنحرف إلى خدمة أفراد داخل ” العدل والمساواة”.

القيادي بحركة العدل والمساواة أحمد تقد لسان لـ (سودان تايمز) :

انحراف الحركة عن مشروع التغيير الحقيقي قادنا إلى المؤتمر التأسيسي..!!

جبريل إبراهيم ومعه آخرين على علاقة بتياراتهم القديمة التي أشعلت الحرب. !!

…هؤلاء فضلوا المناصب على اتفاق جوبا فذهب أرداج الرياح . !

حوار : احمد خليل

دلفت “سودان تايمز” إلى دهاليز حركة العدل والمساواة برفقة القيادي بالحركة أحمد تقد للكشف عن تفاصيل ما حدث بالحركة وقاد إلى قيام المؤتمر التأسيسي وانتخاب رئيس جديد للحركة، تقد أشار بوضوح إلى انحراف الحركة عن مشروع التغيير الحقيقي المطروح من قبلها بعد العودة إلى الداخل بموجب إتفاق السلام، قاطعاً بأنه تحول وأصبح مشروعاً لخدمة الأفراد والمجموعات، لافتاً لوجود ارتباط غير معلن لعدد من قيادات الحركة الأساسية مع قواعدها القديمة وتياراتها السياسية السابقة، بجانب ذلك أوضح تقد رؤيتهم لوقف الحرب مع حلفائهم.. تفاصيل أوفى في الحوار ادناه

* ماذا بعد التأسيس وأين تقف “العدل والمساواة الآن ..؟

جاء المؤتمر التأسيسي لحركة العدل والمساواة السودانية بعد مخاض عسير وبعد تجربة مريرة تخللت الكثير من المحطات بعد عودة الحركة للداخل، وكلنا نعلم أن حركة العدل والمساواة هي حركة قومية المنشأ والتكوين والانتشار وكذلك قومية الأهداف، قامت على نظرية كبيرة وهي “التهميش” في السودان ومحاولة لمعالجة اختلال موازين السلطة والثروة في البلاد، وقدمت في سبيل تحقيق الأهداف وفي سبيل إنجاح المشروع الكبير العديد من التضحيات إلى أن وصلت محطة السلام والعودة للسودان والدخول في المعادلة السياسية ،وكعادة الحركات التحررية والثورية يضحي أصحاب الفكر وأصحاب القيم والمبادئ في سبيل إنجاح المشروع، ويأتي من بعد ذلك قوماً آخرين هدفهم الأساسي تنمية “البطون” وإصلاح البيوت وهذا ماحدث بداخل حركة العدل والمساواة حيث انحرف مشروع التغيير الحقيقي وتحول إلى مشروع خدمة للأفراد والمجموعات.

*هل تتكئ الحركة على قوات وقاعدة جماهيرية أم ما حدث كان مجرد إنشقاق قيادات وسيطة..؟

نشأت حركة العدل والمساواة بعد دراسة متأنية لممارسات التنظيمات السياسية القديمة وكذلك التنظيمات الجهوية والعقائدية التي حكمت السودان لفترة من الزمن وكفرت الحركة بكل القديم وشقت طريقها بعيداً عن التنظيمات القديمة وفي سبيل ذلك دفعت الحركة ثمناً غالياً وقدمت الأرواح والغالي والنفيس وأرتال من الشهداء ولكن، وللأسف الشديد وبعد عودة الحركة وبعد الدخول في السلطة تبيّن أن هنالك ارتباط غير معلن لعدد من قيادات الحركة الأساسية مع قواعدهم القديمة ومع تياراتهم السياسية القديمة وهذا الارتباط قاد الحركة لاتجاه غير الإتجاه الأساسي والخط الأساسي الذي خطه المؤسس وبرز ذلك جلياً قبل الإنقلاب وبعده.

*موقف جبريل ومساندة للجيش كيف تنظر ..؟

نعم برز ذلك في شكل واضح في الترتيبات التي قادت لإنقلاب 25 إكتوبر ، وأثناء الإنقلاب وبعده، وكذلك ظهر جلياً من خلال الترتيبات التي جاءت بعد الإنقلاب عبر الحراك السياسي للبحث عن أرضية مشتركة مع القوى السياسية لحل الأزمة السياسية ، وكذلك اتضح جلياً أن الترتيبات التي قادت للحرب في ١٥ أبريل هي نتاج ذات المواقف السابقة والتي تكشفت بعدها حيث أعلن رئيس الحركة السابق انحيازه الكامل للجيش ، وأنه لم يكن في يوم من الايام محايداً في هذه المعركة ، وأعلن موقفاً واضحاً بأنه كان يعمل مع القوات المسلحة وكذلك مع الجهات التي تقود الحرب الآن بشكل واضح، وهذه من القضايا الخلافية فقد رأى عدد مقدر من قيادات الحركة ضرورة اتخاذ موقف محايد، وكان هذا هو المعلن، اما الموقف المدسوس فهو الذي تبناه جبريل ومن معه بأنهم كانوا يعملون مع الجهات التي تحارب الآن ،لذلك موقف جبريل ومساندته للجيش واحدة من الأسباب التي قادت إلى إتخاذ موقف غير موقف جبريل ومن معه.

*ماهي رؤيتكم لايقاف حرب ١٥ ابريل..؟

رؤيتنا لوقف الحرب لا تتجزأ من الرؤية الكلية لشركائنا وحلفائنا في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية المطالبة بضرورة وقف الحرب وتأسيس الدولة السودانية على أسس جديدة وذلك من أجل افساح المجال للتحول المدني الديمقراطي يصطحب الأطراف المؤمنة بهذا التحول، لذلك رؤيتنا لاتتجزا عن الرؤية الكلية لحلفائنا في “تقدم” نؤمن بضرورة وقف الحرب وذلك مخاطبة القضايا الجذرية التي صاحبت تاريخ السودان السياسي وهذا يعني بالضرورة إعادة تأسيس بنية الدولة السودانية من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكذلك المؤسسية القائمة على إعادة ترتيب الأوضاع لكل المنظومة بمؤسسات الدولة العسكرية والمدنية والسياسية.

*ماذا تقول عن اتهام (تقدم) بالاقصاء وأن الحوار السوداني ينبغي أن لا يستثني أحد..؟

العملية السياسية التي تقود للتغيير لابد أن تضم الأطراف المؤمنة بضرورة التحول المدني الديمقراطي وضرورة وقف الحرب وضرورة الإلتزام بقواعد اللعبة الديمقراطية وبالتالي فإن الأطراف التي تعيق او لا تؤمن بالتحول الديمقراطي وداعية للحرب وداعية للعودة للسودان إلى الوراء يجب أن لا يكونوا جزء من هذه العملية وهذا أمر مطلوب وبالتالي ليس من الضروري أن تكون هنالك عملية شاملة باجماع جميع السودانيين لأنه يصعب الإتفاق على كل شيء، لكن الإتفاق الكبير الذي يجمع عدد مقدر من المؤمنين بالتحول المدني الديمقراطي هو الذي يجب أن تأسس عليه عملية البناء والتحول المدني الديمقراطي.

*من الذي أعاق الترتيبات الامنية..؟

الأمر ليس متعلق بأن هناك إعاقة للترتيبات الأمنية ولكن الإشكال الكبير أن القادة “جبريل ومعه آخرين” منذ أن دخلوا السلطة وأصبحوا جزء من منظومة الدولة تنكروا لكل التاريخ القديم ولم تكن مسألة تنفيذ اتفاقية السلام بما فيها الترتيبات الأمنية إحدى أولوياتهم لأنهم كانوا كان يبحثون عن أوضاع خارج إتفاق السلام وخارج ماجاء به وبالتالي الإعاقة في تنفيذ السلام مسألة لا تتجزأ، ليس فقط الترتيبات الأمنية والاتفاق الخاص بعودة النازحين ولا بالبروتوكولات المتعلقة بمعالجة افرازات الصراع، الإعاقة كانت شاملة وسببها الأساسي هو عدم اهتمام قادة الحركات وعلى رأسهم جبريل بتنفيذ إتفاق السلام وهذا هو السبب الأساسي بالتالي المسألة كلية لا تتجزأ، ليس ببروتوكول واحد من بروتوكولات الاتفاق ولكن به كله، ماعدا الجزئية الخاصة بالسلطة والتعينات الوزارية وهذا ما تم أما بقية الإتفاق للأسف الشديد ذهب إدراج الرياح مقابل الإبقاء على جبريل ومن معه في مواقعهم وفي سبيل ذلك دفعنا نحن الثمن غالياً وضاع اتفاق السلام بين دفتي طمع جبريل ومن معه في عملية البحث عن وضع افضل خارج إتفاق السلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *