شبح المجاعة يطارد سكان كردفان ودارفور

شبح المجاعة يطارد سكان كردفان ودارفور

تقرير :حوازم مقدم
لم يفلح الكثيرين من مواطني ولايات كردفان ودارفور بإنجاح الموسم الزراعي المطري نسبة للظروف الامنية التي تعيشها ولاياتهم ،وبات شبح المجاعة يهدد حياتهم ،وبحسب منظمة الفاو للاغذية فإن نحو (١٧) الف سوداني بكردفان ودارفور وبحري وام درمان يعانون من سوء تغذية من الدرجة الثالثة وتليها مرحلة المجاعة كأخر مستويات قياس الفقر.
في ذات السياق دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر ووصفت الوضع الإنساني في السودان بالخطير وقالت منسقية الامم المتحدة للشوون الانسانية في السودان (أوتشا) ان نحو (25) مليون مواطن بما يمثل نصف سكان السودان في حاجة ملحة اليوم للمساعدة الانسانية ووصفت المتحدثة باسم المنسقية (اوتشا) صوفيا كارلوسنفي في تصريحات اعلامية اوضاع النازحين الذين فرو من منازلهم بسبب الحرب والمقيمين بمعسكرات دارفور بانها مزرية وقاسية وقالت ان هناك ما بين 15 و 20 مليون مواطن يواجهون شبح الجوع في وقت تتصاعد هذه الارقام باضطراد.
الجارة الجنوبية:
شكلت حدود كردفان مع دولة جنوب السودان اهم المنافذ لدخول المواد العذائية في حركة تجارية نشطة إلا ان هناك شكاوي متكرر من التجار والمواطنيين بارتفاع اسعار السلع الغذائية وأنعدام الامن طوال الشريط الحدودي، وبلغ اسعار السلع الاستهلاكية من سكر وزيت ودقيق اسعار متضاعفة خاصة وان دولاب العمل توقف نسبة للحروب الطاحنة الدايرةةهناك بين طرفي الصراع (جيش ودعم سريع) والتي لم تجسم لصالح احد الطرفين ، الحرب افرزت واقع اقتصادي سي للغاية.
وتفاوت سعر جوال السكر في المحليات الغربية مابين(١٠٠- ١٥٠) جنيه سوداني للجوال علما بان السكر ياتي عبر حدود الجنوب مع محلية(الميرم) بغرب كردفان وولاية( شمال بحر الغزال ) ومحلية ابيي المتاخمة لولاية (واراب) ومحلية الدبب المتاخمة لولاية (الوحدة) بدولة جنوب السودان ، فيما بلغ سعر رطل زيت الطعام نحو (٢٥٠٠) بحسب مواطنيين اتصلنا بهم بينما تشكل اسعار (الذرة) و(الدخن) الاعلي سعر منذ عشرة سنوات حيث بلغ سعر الجوال نحو (١٠٠-١١٠) الف ،باعتبار ان الدخن يعتبر الغذاء الاساسي لسكان تلك الولايات
تدني في اسعار الثروة الحيوانية:
ولفت المواطنيين الي وجود تدني وإنعدام حركة تجارة المواشي واحجام تجار التصدير من شراء الماشية والخراف الامر الذي انعكس سلبا علي مستوي دخل اغلبهم
وقال المواطن حمدين إيدام المقيم بمحلية الميرم بولاية غرب كردفان ان موسم الزراعة المطرية لم ينجح لشح الامطار من جهة وانعدام الامن من جهة اخري واكد فشل محصول الدخن الغذاء الرئيسي الامر الذي تسبب في ارتفاع اسعاره واضاف بالقول (كان في السابق ياتينا الدخن من القضارف ولعدم توفر الامن اصبح الدخن الموجود بالمحلية غير كافي ولجانا لاستيراد الذرة من دولة الجنوب باسعار مرتفعة )
حركة نزوح متوقعة:
واكد إيدام ان معظم مواطني محلية الميرم اصبحو في حركة نزوح تدريجية جنوبا تجاه المناطق المتاخمة لدولة جنوب السودان وابدي مخاوفه من امكانية حدوث اشتباكات بين المواطنيين ومواطني جنوب السودان خاصة علي حدود منطقة ابيي كونها المنطقة الاقرب
وتشير متابعاتنا الي ان الاثار المترتبة من الحرب بولايات كردفان ودارفور قد تودي الي استمرار في الهجرة والنزوح بجانب خروج عدد كبير من الاطفال من الدراسة وانخراطهم بسوق العمل وظهور اعمال هامشية بغرض الحاجة وزيادة شبح العطالة والاجرام والنزاعات الجانبية بسبب مشاكل الفقر وارتفاع معدل نسب التسول والتشرد واطفال الشوارع واخيرا الامرض الناجمة من سوء التغذية
تكلفة الاستيراد عالية:
من جهته ارجع مدير مكتب تنسيق ولاية غرب كردفان دكتور عبد الحميد المليح ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية المستوردة من جنوب السودان لإرتفاع كلفة الترحيل والتعقيدات الامنية لحركة البضائع علي الشريط الحدودي بين البلدين لجهة ان هنالك مبالغ مالية يتم دفعها من قبل التجار واصحاب المركبات التجارية علي طول الطريق
وكشف المليح عن وصول نحو (١٨) عربة حمولة (٦٠) طن محملة بالقمح لولاية مقدمة من المملكة العربية السعودية بجانب (٤)شاحنة اخري من الادوية مقدمة من عدد من المنظمات الدولية بالاضافة ل(٩٠) طن من الادوية تم شحنها منذ فترة من الإمدادات الطبية فرع محلية ربك بولاية النيل الابيض وقد تم توزيعها بمحليات الولاية المختلفة واكد عن وجود متبقي كميات من الادوية حالت ظروف الحرب الأخيرة بالولاية من وصولها والاستفادة منها بالإضافة واوضح ان هنالك كميات من الامصال والانسولين لم يتم ترحيلها كونها تحتاج الي سلسلة تبريد وسرعة في الوصول وهذا لايتوافق مع الوضع الامني الذي تعيشه الولاية
وطالبت منظمات مجتمع مدني بضرورة تقديم مساعدات انسانية عاجلة تلافيا لموجة المجاعة التي باتت وشيكة وقالت انها بصدد رفع مزكرات لمنظمات الامم المتحدة لتزكيرهم باهداف الالفية ومطالبتها بعقد إجتماعات عاجلة بالسودان لمشاهدات الحالة التي وصل اليها المواطنين باماكن الحرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *