الحرب تكشف معاناة السودانيين الصحية

الحرب تكشف معاناة السودانيين الصحية

ارتفاع إصابات التهاب الكبد الوبائي وسط تراجع أمراض أخرى في السودان
أعلنت وزارة الصحة الاتحادية في السودان تسجيل حالتي وفاة و81 إصابة مؤكدة بفيروس التهاب الكبد الوبائي من النوع E، في وقت أشارت فيه إلى انخفاض معدلات الإصابة بالملاريا وحمى الضنك والكوليرا في معظم الولايات، باستثناء ولاية الجزيرة التي ما زالت تسجل ارتفاعاً ملحوظاً في الحالات. وجاء هذا الإعلان خلال اجتماع مركز عمليات الطوارئ الاتحادي بمدينة بورتسودان، حيث ناقش الاجتماع تقريراً شاملاً حول أوضاع النازحين والتحديات التي تواجه الوزارة، بما في ذلك الحاجة العاجلة لدعم المعسكرات، إضافة إلى ملف الصحة النفسية في ظل الحرب وما خلفته من آثار واسعة.

وزير الصحة بروفيسور هيثم محمد إبراهيم أكد أن الوضع الراهن للصحة النفسية في ظل الحرب الدائرة يتطلب تدخلات عاجلة، مشيراً إلى تزايد الحالات النفسية في العالم والسودان على وجه الخصوص، الأمر الذي يستدعي تكثيف التوعية وتوفير الخدمات بما يسهم في الاكتشاف المبكر وتسهيل العلاج.

ودعا الوزير إلى وضع رؤية شاملة للصحة النفسية في السودان وتخصيص ميزانيات كافية لها، موضحاً أن أهمية هذا الملف برزت بشكل أكبر خلال الحرب، خاصة في علاج المصابين جراء اعتداءات قوات الدعم السريع على المواطنين. وشدد على ضرورة إدماج الصحة النفسية ضمن خدمات الرعاية الصحية الأساسية وتدريب الكوادر الطبية لسد الفجوة القائمة، في ظل قلة عدد الأطباء النفسيين الذين لا يتجاوز عددهم حالياً 22 طبيباً فقط. وكشف الوزير عن نتائج المسح الميداني الذي أجراه المجلس الاستشاري للطب النفسي في ست ولايات هي الخرطوم، نهر النيل، الجزيرة، القضارف، كسلا، وبورتسودان، والذي وقف على أوضاع المستشفيات والمراكز النفسية في تلك المناطق.

الوزير شدد على ضرورة تأهيل أقسام ومستشفيات الطب النفسي في السودان، مشيراً إلى أن ولاية البحر الأحمر تضم المستشفى النفسي الوحيد الذي ظل يقدم خدماته بدعم اتحادي مباشر.

كما أعلن عن خطة شاملة لاستعادة خدمات المستشفيات والمراكز النفسية المتوقفة، وعلى رأسها مستشفى التجاني الماحي، بجانب توفير خمسة أجهزة للعلاج بالصعق الكهربائي (ETC) لمستشفيات التجاني الماحي والقضارف ومدني وبورتسودان، وذلك بهدف تحسين مستوى الخدمة وتوسيع نطاق الاستجابة للمرضى. وأكد أن هذه الخطوات تأتي ضمن جهود الوزارة لإعادة بناء منظومة الصحة النفسية في البلاد، بما يضمن توفير خدمات أساسية وضرورية للمواطنين في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها السودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *