الكشف عن اسباب الانزلاق الارضي بجبل مرة

في بيان رسمي صدر عن الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية، التابعة لوزارة المعادن السودانية، تم الكشف عن تفاصيل فنية جديدة تتعلق بالانزلاق الأرضي الذي ضرب قرية ترسين الواقعة في منطقة جبل مرة بولاية وسط دارفور، والذي خلّف خسائر بشرية ومادية جسيمة. وأوضحت الهيئة أن الحادثة وقعت نتيجة لهطول أمطار غزيرة في أواخر أغسطس، مشيرة إلى أن مثل هذه الكوارث الجيولوجية تنجم عن مجموعة من العوامل الطبيعية، أبرزها الأمطار الشديدة، الزلازل، والتغيرات البنيوية في الطبقات الأرضية، إلى جانب تدخلات بشرية تشمل التعدين العشوائي، وشق الطرق، والزراعة في مناطق غير مستقرة جيولوجيًا.

الهيئة قدّمت تعريفًا علميًا للانزلاق الأرضي، واصفة إياه بأنه حركة كتلة من التربة أو الصخور أو الحطام على منحدر تحت تأثير الجاذبية الأرضية، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة تُصنّف بحسب طبيعة المادة إلى عدة أنواع، منها انزلاقات التربة، وانزلاقات الصخور، وانزلاقات الطين، بالإضافة إلى الانزلاقات التي تحدث في الثلوج والجليد. كما بيّنت أن التصنيف لا يقتصر على نوع المادة فقط، بل يشمل أيضًا سرعة الانزلاق، حيث توجد انزلاقات بطيئة يمكن التعامل معها عبر تدخلات هندسية، في حين تُعد الانزلاقات السريعة أكثر خطورة، وغالبًا ما تؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.

وفي سياق متصل، أكدت الهيئة أن منطقة جبل مرة تُعد من أكثر المناطق الجيولوجية حساسية في السودان، نظرًا لوقوعها ضمن نطاق تكتوني نشط يُعرف باسم Tabesti Shear Zone، وهو امتداد جيولوجي يمر عبر أجزاء من وسط وغرب البلاد ويشهد نشاطًا أرضيًا متكررًا. هذا التكوين الجيولوجي، بحسب الهيئة، ساهم في تسجيل عدد من الانزلاقات الأرضية في المنطقة على مدى السنوات الماضية، لا سيما خلال مواسم الأمطار، ما يجعلها منطقة معرضة باستمرار لمثل هذه الظواهر الطبيعية.