في تصريح رسمي حمل لهجة تحذيرية، أعلن وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، جون ك. هيرلي، يوم الجمعة، أن الجماعات الإسلامية السودانية أقامت تحالفات وصفها بالخطيرة مع النظام الإيراني، مؤكداً أن الولايات المتحدة لن تظل مكتوفة الأيدي أمام ما اعتبره تهديداً مباشراً للأمنين الإقليمي والدولي. التصريح جاء ضمن موقف أمريكي متصاعد تجاه ما تعتبره واشنطن نشاطاً مهدداً للاستقرار في المنطقة، مرتبطاً بعناصر إسلامية فاعلة داخل السودان.
دور مدمّر
هيرلي أشار في حديثه إلى أن الجماعات الإسلامية السودانية لطالما شكلت قوة مدمّرة داخل البلاد، خاصة خلال فترة حكم الرئيس السابق عمر البشير، الذي استمر ثلاثين عاماً حتى عام 2019. واعتبر أن هذه الجماعات لعبت دوراً محورياً في تقويض مسار الانتقال الديمقراطي في السودان، من خلال تعطيل الحكومة المدنية الانتقالية السابقة، وإفشال عملية الاتفاق السياسي الإطاري، ما ساهم في تعميق الأزمة السياسية وتعطيل جهود الاستقرار.
عقوبات جديدة
وفي خطوة عملية تعكس هذا التوجه، أعلن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابع لوزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على شخصيتين سودانيتين بارزتين من التيار الإسلامي، هما جبريل إبراهيم محمد فيديل المعروف باسم “جبريل”، ولواء البراء بن مالك المعروف اختصاراً بـ”BBMB”، وذلك لتورطهما في الحرب الأهلية الدائرة في السودان، وارتباطهما المباشر بالنظام الإيراني. وتأتي هذه العقوبات ضمن استراتيجية أمريكية تهدف إلى تقليص نفوذ الجماعات الإسلامية داخل السودان، والحد من تأثير إيران في المنطقة.
أهداف العقوبات
البيان الصادر عن وزارة الخزانة الأمريكية أوضح أن هذه الإجراءات تستهدف تقليص الأنشطة التي تساهم في زعزعة الاستقرار الإقليمي، وتفاقم الصراعات، وتزيد من معاناة المدنيين. كما شدد على أن الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع شركائها الإقليميين والدوليين لتحقيق السلام في السودان، ومنع تحوّل البلاد إلى ملاذ آمن للعناصر التي تهدد المصالح الأمريكية والأمن العالمي.
التزام أمريكي
البيان اختتم بالتأكيد على أن واشنطن لن تتهاون في مواجهة التهديدات التي تنبع من التحالفات بين الجماعات الإسلامية السودانية والنظام الإيراني، مشيراً إلى أن هذه التحالفات لا تمثل خطراً محلياً فحسب، بل تمتد آثارها إلى الأمن الإقليمي والدولي. وأكدت وزارة الخزانة أن الولايات المتحدة ستواصل استخدام أدواتها المالية والدبلوماسية لمنع هذه الجماعات من تقويض فرص السلام والاستقرار في السودان والمنطقة.