الكوليرا فى دارفور – انتشار الحميات وتفشي الوباء

سجلت السلطات الصحية في السودان يوم السبت 14 سبتمبر 2025 مؤشرات جديدة تؤكد استمرار تفشي وباء الكوليرا في البلاد، مع تسجيل 461 حالة إصابة جديدة و13 حالة وفاة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وبذلك، يرتفع العدد الإجمالي للحالات منذ بداية انتشار المرض إلى 11,733 إصابة، بينها 454 حالة وفاة، ما يعكس تصاعداً خطيراً في حجم الكارثة الصحية التي تواجه البلاد.
انتشار غير مسبوق في دارفور وتحديات إنسانية متزايدة
يتواصل انتشار الكوليرا بوتيرة غير مسبوقة في عدد من مناطق دارفور، خاصة في جبل مرة والمناطق المحيطة به، بما في ذلك نيرتيتي، تور، جلدو، ومديرية لوين، إضافة إلى روكيرو، شرق جبل مرة، زالنجي، طويلة، ونيالا، فضلاً عن مخيمات النازحين. ويواجه العاملون في المجال الإنساني تحديات جسيمة في التصدي للوباء، نتيجة نقص حاد في الإمدادات الطبية والخدمات الأساسية، إلى جانب تفشي الملاريا وسوء التغذية والجوع، وهي عوامل تهدد حياة السكان وتزيد من تعقيد الوضع الصحي.
الطويلة تسجل أعلى معدل إصابات في جبل مرة
في إقليم جبل مرة، سجلت منطقة الطويلة أعلى معدل تفشٍ للوباء، حيث بلغ عدد الحالات التراكمية 5,417 إصابة و78 وفاة، مع تسجيل 58 حالة جديدة خلال اليوم. وفي روبيا، بلغ العدد التراكمي 435 إصابة و25 وفاة، بينما سجلت قولو 1,329 حالة و52 وفاة. أما جلدو التابعة لدائرة لوين، فقد سجلت 363 حالة و26 وفاة، ونيرتيتي سجلت 268 حالة و10 وفيات، منها 9 حالات جديدة. وفي منطقتي قلول وطور، بلغ العدد التراكمي 4 حالات ووفاتين، بينما سجلت روكيرو 526 حالة و11 وفاة، وفنقا 225 حالة و6 وفيات، وشرق جبل مرة التابعة لديرة 270 حالة و11 وفاة. كما سجلت فينا 10 حالات مؤكدة، ودبوه العمدة 17 حالة و3 وفيات، فيما بلغ عدد الحالات في تيرتي بجنوب جبل مرة 9 حالات، وسجل مخيم سورتوني 97 حالة و11 وفاة.
تفشي واسع في جنوب وشرق دارفور ومخيمات النزوح
في جنوب دارفور، تم تسجيل 64 حالة إصابة جديدة و5 وفيات خلال اليوم، فيما بلغ العدد التراكمي في مخيم كلمة 457 حالة و64 وفاة، وفي مخيم عطاش 263 حالة و59 وفاة، وفي مخيم دريج 156 حالة و4 وفيات، مع تسجيل حالات إضافية في مخيم السلام. أما في شرق دارفور، فقد سجلت منطقة خزان جديد 102 حالة تراكمية و20 وفاة، ما يعكس اتساع رقعة انتشار الوباء في الإقليم.
زالنجي والمناطق المحيطة تشهد تصاعداً في الإصابات
تواصل الكوليرا انتشارها في مدينة زالنجي والمناطق المجاورة، حيث بلغ العدد التراكمي في مخيمي الحميدية والحصاحيصا 111 حالة و6 وفيات، بينما سجل مخيم خمسة دقيق 3 حالات ووفاة واحدة. وفي منطقة أزوم غرب زالنجي، بلغ العدد التراكمي اليومي 114 حالة ووفاتين، فيما سجلت زالنجي والمناطق المحيطة بها 109 حالات، ما يعكس استمرار التدهور الصحي في هذه المناطق.
في ظل هذا التصاعد الخطير، يُنظر إلى الوضع في السودان على أنه كارثة إنسانية منسية في بلد أنهكته الحرب والمجاعة. وتدعو المنظمات الإنسانية الدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، إلى تكثيف الجهود الوقائية والاستجابة العاجلة لهذه الحالة الصحية الطارئة التي تهدد المجتمعات السودانية، وسط مطالبات بتوفير الدعم الطبي والإغاثي اللازم لاحتواء الأزمة.