حملة روحية لدعم السلام فى السودان

في خطوة رمزية تحمل دلالات إنسانية وروحية عميقة، أعلن مجلس الزعماء الدينيين الأفارقة عن اعتماد الحادي والعشرين من سبتمبر يوماً أفريقياً مخصصاً للسلام في السودان، وذلك بالتزامن مع الاحتفال العالمي بيوم السلام. ويأتي هذا الإعلان في سياق مبادرة جماعية تهدف إلى حشد الدعم المعنوي والديني من مختلف أنحاء القارة، في سبيل إنهاء النزاع الدائر في السودان والدعوة إلى وقف الحرب وصون حياة المدنيين.
المجلس الذي يتخذ من العاصمة الكينية نيروبي مقراً له، يضم ممثلين من أربعين دولة أفريقية، وينتمي أعضاؤه إلى طيف واسع من الأديان والمعتقدات، ما يمنح هذه المبادرة طابعاً شاملاً يعكس تنوع القارة ووحدة موقفها تجاه الأزمة السودانية. وفي تصريح خاص لراديو دبنقا، أوضح نصر الدين مفرح، رئيس منظمة الاعتدال وعضو المجلس، أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود روحية موحدة تهدف إلى دعم الشعب السوداني في محنته، وحث الأطراف المتصارعة على تغليب صوت العقل وإنهاء الحرب.
وأشار مفرح إلى أن فعاليات هذا اليوم ستشمل أنشطة دينية وروحية متعددة، من بينها صلوات جماعية وصيام ودعوات مشتركة يشارك فيها المسلمون والمسيحيون وأصحاب المعتقدات المحلية، وذلك عبر المساجد والكنائس والمعابد المنتشرة في الدول الأعضاء. كما ستتضمن الفعاليات بث رسائل مكتوبة ومرئية عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، تحمل مضامين تدعو إلى السلام وتحث على نبذ العنف والكراهية.
وأوضح أن المساجد في الدول الأعضاء ستخصص خطب صلاة الجمعة الموافق التاسع عشر من سبتمبر للدعاء من أجل السودان، بينما ستقيم الكنائس قداسات وصلوات خاصة في اليوم المخصص للسلام في الحادي والعشرين من الشهر ذاته. وأضاف أن العاصمة نيروبي ستشهد في الثاني والعشرين من سبتمبر اجتماعاً يضم نحو مئة شخصية من منظمات دولية وإقليمية وسودانية، بهدف إصدار بيان موحد يدعو إلى الحل السلمي للأزمة السودانية، ويتزامن مع حملة إعلامية واسعة على منصات التواصل الاجتماعي لمناهضة خطاب الكراهية وتعزيز ثقافة التعايش.
وأكد مفرح أن منظمة الاعتدال، التي يترأسها، انضمت إلى هذه المبادرة بالتنسيق الكامل مع المجلس الأفريقي للزعماء الدينيين، مشدداً على أهمية المشاركة الشعبية في هذه الحملة الروحية، سواء من داخل السودان أو من خارجه، من المسلمين والمسيحيين على حد سواء. واعتبر أن هذه المبادرة لا تحمل سوى رسالة واحدة، وهي الدعوة إلى إحلال السلام والاستقرار في السودان، بعيداً عن لغة السلاح والانقسام، وبما يعكس تطلعات الشعب السوداني إلى مستقبل آمن ومزدهر.