💢ما قل ودل💢 علي احمد عباس.. 🔥حرب15ابريل 🔥

❗عبر ودروس ❗
ان المتتبع لمجريات الحرب الدائرة الآن في السودان يدرك انه قد تبين من خلال مجرياتها وتداعياتها ان كثيرا من المفاهيم التي كنا نعتقد فيها وترسخت في دواخلنا وظلت عالقة باذهاننا لعقود طويلة من الزمان وتمسكت بها اجيالنا المتعاقبة كمسلمات وثوابت ظللنا نحافظ عليها ونمجدها ونفخر فيها قد تكشف بأسف من خلال مجريات الحرب بضراوتها وتمدد مداها المكاني والزماني انها قد اضحت مجرد اوهام واقنعه زائفةوادعاءات جوفاء من الماضي التليد اذ سرعان ما سقطت في اتون هذه الحرب بل كانت سببا رئيسا في اندلاعها بعد ان تفككت عناصر الأمة وهياكل الدولة واهتزت وتلاشت مرتكزاتها وقوتها التي انبنت عبر التاريخ بتعدد اعراقها واثنياتها والتعايش السلمي والتسامح الديني الذي كان سائدا بين ابنائها وحل محلها روح الكراهية البغيضة التي استشرت بين أهلها فشهدنا في هذه الحرب الإبادة الجماعية والقتل بدم بارد والتمثيل بالجثث والاغتصاب والنهب والسلب والتهجير القسري بل والإحتلال.فيجب ان نعترف بان هذه العلة ظلت تنخر وتسري في جسد امتنا لعقود من الزمان فلم نتداركها برغم محاولات خجولة لمعالجتها قد جرت بحسبان انها نتاج وافراز طبيعي لصراع بين الهامش والمركز.
وفي نهاية المطاف وقع الفأس في الراس وفات الأوان بعد ان تشتت الرصاص واشتعلت الحرب في 15 ابريل وتمددت كما النار 🔥 في الهشيم ولم يسلم احد منها عندما حانت ساعة الامتحان بعد اختبار طال فكان سقوطنا مدويا في كل مكان.
وهكذا نقضنا غزلنا ومزقنا نسيجنا الاجتماعي الذي كان متينا ومتماسكا بصورة غير مسبوقة تصعب معالجتها.