توقف انتاج وتصدير النفط من حقل هجليج

توقف انتاج وتصدير النفط من حقل هجليج
حقل نفط

توقفت عمليات إنتاج وتصدير النفط في أجزاء من السودان وجنوب السودان عقب هجوم بطائرة مسيّرة استهدف منشأة هجليج النفطية الحيوية، ما أدى إلى خسائر بشرية وإغلاق طارئ للمنشأة، في حادثة تعكس هشاشة البنية التحتية النفطية في البلدين اللذين يعتمدان بشكل كبير على عائدات الخام.

استهدفت قوات الدعم السريع يوم الخميس الماضي منشأة المعالجة المركزية في حقل هجليج النفطي، حيث أدى الهجوم إلى مقتل عدد من عمال النفط وتوقف العمل بشكل كامل. وأكدت شركة بترولاينز للنفط الخام المحدودة «بيتكو» في بيان رسمي أن طائرة بدون طيار أطلقت ثلاثة صواريخ على ورشة الصيانة والمختبر التابعين للمنشأة، ما تسبب في أضرار مباشرة وإغلاق المنشأة بصورة عاجلة. وأعلنت الشركة حالة القوة القاهرة، وهو بند قانوني يُستخدم عندما تمنع أحداث استثنائية الشركة من الوفاء بالتزاماتها التعاقدية.

قل النفط الخام القادم من جنوب السودان، الذي لا يملك منفذاً بحرياً ويعتمد على خطوط الأنابيب المارة عبر السودان لتصدير إنتاجه عبر ميناء بورتسودان على البحر الأحمر. ويبرز هذا الاعتماد أهمية المنشأة في تأمين تدفق النفط بين البلدين، حيث يشكل أي توقف في عملياتها تهديداً مباشراً للإمدادات النفطية وللاقتصادين السوداني والجنوبي.

أوضح مهندس سوداني يعمل في حقل هجليج أن الهجوم وقع يوم الخميس باستخدام طائرات مسيّرة، وأسفر عن مقتل ثلاثة من زملائه. وأضاف في تصريح لراديو تمازج أن المنشأة أُغلقت فوراً بعد الهجوم، وغادر معظم العمال بينما بقي عدد محدود لمتابعة الأوضاع داخل الحقل. وأكد أن الأضرار شملت توقف العمل بشكل كامل، فيما بقيت الأدوية والأجهزة داخل المنشأة دون استخدام.

بعد يومين من الهجوم، أعلنت شركة خطوط أنابيب بشائر «بابكو» التي تشغّل خطوط النقل بين السودان وجنوب السودان إغلاقاً طارئاً. وأفادت الشركة في رسالة إلى شركة دار للبترول «دي بي أو سي» أن منشأة المعالجة المركزية ومحطة توليد الطاقة في الجبلين تعرضتا للهجوم، ما دفعها إلى تفعيل مركز التحكم في الطوارئ وإيقاف العمليات بشكل فوري لحماية منشآتها وموظفيها.

وصفت شركتا بابكو ودار للبترول عمليات الإغلاق بأنها إجراءات احترازية تهدف إلى حماية الموظفين والبنية التحتية ريثما يتم تقييم الوضع الأمني. وأكدتا أن هذه الخطوات ضرورية لتفادي مزيد من الخسائر في ظل استمرار التهديدات الأمنية التي تواجه صناعة النفط في المنطقة.

يُبرز هذا الحادث هشاشة صناعة النفط في السودان وجنوب السودان، حيث يعتمد البلدان بشكل كبير على عائدات النفط الخام. ويعتمد جنوب السودان بصورة خاصة على صادرات النفط التي تمثل أكثر من تسعين في المئة من إيرادات الحكومة، ما يجعل أي تعطيل في عمليات الإنتاج أو التصدير مؤثراً بشكل مباشر على موارده المالية الأساسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *