الناطق بإسم المعدنيين لـ ( سودان تايمز): … هذه الأسباب فتحت الباب للفساد
الناطق الرسمي بإسم المعدنيين التقليديين بالولاية الشمالية الرشيد الطاهر لـ(سودان تايمز):
إيقاف تقنيين التعدين التقليدي فتح الباب للفساد
تراجع انتاج الذهب نتيجة لسياسات الشركة السودانية للموارد المعدنية
مصطلح (الجنقو) يجمعنا كسودانيين في مناطق التعدين بعيداً عن العنصرية
لجنة فض النزاعات تستقبل يوميا أكثر من (15) بلاغاً
بالرغم من مرور أكثر من خمسة عشر عام على تجربة التعدين التقليدي في الولاية السودان إلا أن القطاع لايزال يعاني من العديد من الاشكاليات.
الناطق الرسمي بإسم المعدنيين التقليدين في الولاية الشمالية وعضو لجنة فض النزاعات بسوق 625 بدلقو الرشيد الطاهر عثمان، أرجع في حديثه لـ (سودان تايمز) أسباب تراجع الإنتاج للسياسات الحكومية التي تنظم العمل خاصة بعد انتقال الإشراف من المحليات للشركة السودانية للموارد المعدنية.
*ماهي لجنة فض النزاعات ..؟
لجان فض النزاعات بالمناجم ومناطق التعدين جسم أهلي تكون برغبة واختيار المعدنيين (الجنقو) وهو الاسم الأحب إلينا عموما البدايات كانت في العام 2011 كلجنة مساعٍ حميدة تم اختيارهم بواسطة المجتمع المحلي بالأسواق .
وفي العام 2014 تم تكوين لجان فض النزاعات بمناجم الشمالية عبر مؤتمرات قاعدية في كافة المناجم ضمت قبيلة المعدنيين مستثمرين اصحاب آبار وعمال وصاغه واصحاب طواحين .
كانت اللجان في البداية تحت إشراف المحليات، وبعدها جاءت وزارة المعادن في العام 2014 وشرعت في إقامة نظام (الوثبات) لتحصيل رسوم العوائد الجليلة ولم يكون للشركة السودانية للموارد المعدنية متحصلين كان المعدنيين ولجانهم يقومون بمهام التحصيل استمر هذا الأمر لمدة سبعة أشهر .
وفي العام 2018 تم تغيير نظام العوائد الجليلة إلى نظام النسبة (10%) من الانتاج كمثال اذا انتج الشخص مائة جرام نصيب الشركة عشرة جرام وهكذا .وحاليا يتم تطبيق نظام تحصيل رسوم الحجر علي كل جوال حجر بواقع ثلاثة ألف جنيه .
هل تم تغيير نظام رسوم الحجر..؟
لا .. لم يتغيير النظام فقط طلبت الشركة السودانية من المنتجين المقتدرين نسبة (10%) وهي اختيارية للأوضاع التي تمر بها البلاد .
*دار حديث كثير حول تعرض أبناء دارفور وكردفان لإشكاليات وتعامل عنصري في مناطق التعدين الأهلي..؟
هذه مجرد اشاعات ولكنها انتشرت بكثافة مؤخراً نحن لا نتعامل كقبائل في مناطق الذهب يمجمعنا مصطلح واحد وهو الجنقو وهو قبيلتنا المهنية .
عموماً عندما انتشرت هذه الاشاعات جاء وفد بقيادة حاكم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان مني اركو مناوي لسوق 526 بدلقو وخاطب لقاءً جماهيرياً والتقى المعدنيين وتأكد بأن ما يدور مجرد أكاذيب.. المواطن في السوق من أي منطقة في السودان يشعر بأنه في بيته لا مكان للعنصرية والإثنية فمصطلح (جنقو) يجمعنا ليس لدينا أي إنتماء سياسي لحزب ولكن فقط نحن داعمين للقوات المسلحة وقدمنا دعم كبير للجيش وتبرع بالمال والدم .
*الوضع الأمني بأسواق الولاية عموماً وأسواق محلية دلقو علي وجه الخصوص ..؟
الجهات الأمنية تقوم بمجهود كبير لحفظ الأمن عموماً الوضع مطمئن حتى الآن .
*طبيعة النزاعات التي تفصل فيها اللجنة..؟
اللجنة تفصل في النزاعات حول الآبار من حيث المساحات والمسارات وأيضا الخلافات مع الشركات كما نساعد الجهات الأمنية في ضبط المتفلتين والمخالفين للقانون.
النزاع أساساً لديه ثلاثة أطراف صاحب الأرض والمستثمر والعمال ويحدث النزاع في الغالب بين هؤلاء الشركاء ويتم حله بواسطة لجان فنية.. أيضا نقوم بإعتماد الاتفاقيات بين المستثمر وأصحاب (العضم) اذا كان هنالك شخص يريد أن يشتري (عود) هنالك لائحة تنظم عملية البيع والشراء والمساهمة.
*هنالك حديث عن نزاع حكومي حول منجم البوم..؟
نعاني من النزاعات حتى على مستوى الإشراف الحكومي خاصة في (منجم البوم) الذي كان يتبع لمحلية دلقو والآن هنالك نزاع حول تبعيته لمنطقة عبري نضطر للذهاب لعبري أحيانا عند حدوث نزاع رغم أن المسافة الأقرب هي دلقو عموما نقول الشركة السودانية ليس لها دور إلا الجبايات .
قبل عامين أصدرت الشركة قراراً بفرض مبلغ ألف جنيه على كل جرام الذهب المرحل لخارج الولاية.. وجد هذا القرار اعتراضاً كبيراً من المعدنيين والصياغ وتأثر نصيب المعدنين نتيجة لشراء الصياغ للذهب بسعر أقل سعينا لإلغاء القرار الذي استمر لعامين بعد ذلك تم تخفيض المبلغ إلى (400) جنيه مما أثر سلبا علي التعدين التقليدي واخيرا تم الغاء القرار .
*دور الشركة السودانية تجاه المعدنيين..؟
نقول بصراحة ماتقدمة الشركة السودانية للتعدين التقليدي مقارنة بمساهمتنا للحكومة يساوي صفراً .
البيئة متردية في السوق الآن لأبعد الحدود “أوساخ ، بعوض وذباب” .
أيضاً لايوجد مركز حكومي صحي في سوق (625) أو جبل البوم كل المراكز الصحية والعيادات في السوق خاصة المعدن يدفع من جيبه الخاص للعلاج وأحيانا هنالك حالات تستوجب الذهاب لمستشفي دلقو أو عبري وأحيانا دنقلا ونضطر لا نتشال جثث الموتى الذين تتهدم عليهم الآبار و يوجد دفاع مدني بالمناجم وهذا أمر خطير .
*برأيكم لماذا توقف التقنين التعدين التقليدي..؟
في تقديري الشخصي التقنين توقف في 2016 بسبب أطماع الشركات فهي تحوز على مساحات كبيرة كامتياز، ومواقع للاستكشاف، ولاتريد أن تقنن أي أراضٍ لصالح المعدنين كمثال شركة دلقو التي كان تضغط على الشركة السودانية حتى لا يتم تقنين أي أراضي تقلل من حجم ورقعة الشركات .
*تأثير قرار عدم التقنيين..؟
عدم تقنيين الأوضاع بصورة قانونية سبب رئيسي في زيادة النزاعات يوميا تصلنا ما بين (15_20) بلاغاً.. من البلاغات المنتشرة هو النزاع حول ملكية الآبار مثلا شخص لديه بئر وعندما تصل مرحلة الانتاج يظهر شخص آخر يدعي ملكيته للبئر، و يكون لديه مستند خريطة كروكية فيتوقف العمل نتيجة للنزاع علما بأن التقنيين يمنح صاحب البئر (200) متر من الأمام و(30) متراً من الخلف وبالتالي يسد الذرائع أمام أي نزاع متوقع.
في اعتقادي الشخصي عدم التقنين يؤكد على أن هنالك فساد وعدم نزاهة من قبل الشركة السودانية.. نظام التقنيين كان موجود سابقا ويتم بواسطة المحليات ولم تكون هنالك مشاكل كما الآن .
*تأثير الحرب على حجم الإنتاج في التعدين التقليدي؟
هنالك تراجع في الانتاج أصلا حتى قبل الحرب نتيجة لانتشار النزاعات وبعد الحرب الانتاج تراجع بصورة أكبر في اعتقادي الذهب يتأثر بالاستقرار على كافة المستويات اذا أردنا أن نزيد من حجم الإنتاج يجب حفظ حقوق المنتجين بالمستندات بتقنين الآبار والمواقع.
الشركة السودانية ليس لديها اهتمام كبير بالتعدين التقليدي تركيزها منصب فقط على كبار المنتجين .
*المشاكل الصحية للزئبق..؟
استخدام الزئبق كان بشكل كبير قبل خمس سنوات، ولكن بعد انتشار الطواحين أصبح غسيل الذهب بالطواحين بالمياه وإنحصر الغسيل اليدوي بالزئبق في نطاف فردي وضييق جداً كل الشركات في الأسواق بالولاية تستخدم الزئبق .
*هل هنالك استخدام لمادة السيوريا..؟
استخدام السيوريا ليس موجود في الأسواق الكببرة ربما هنالك حالات فردية في التعدين التقليدي خارج الأسواق.