من هنا يبدأ الدرس ..

من هنا يبدأ الدرس ..

بقلم / الصادق علي حسن

معرفتي بالشهيد خميس عبد الله أبكر والي ولاية غرب دارفور المغدور به كان من المدخل الشخصي ، وبسبب تلك العلاقة الشخصية كنت اتولى عنه بعض شؤونه القانونية وأخرى الخاصة التي لا علاقة لها بالسياسة وكان ذلك قبل توقيعه مع رفقائه في الحركات المسلحة على اتفاق سلام جوبا وانضمامه للسلطة واليا لولاية غرب دارفور ، لقد كان لدى الإلمام عن أوضاع أسرته وأين تقيم بالقاهرة ومِن مَن تستأجر الشقة التي تقيم بها .كنت أعلم تماما عدم صحة الأقاويل الرائجة بعد استشهاده بان أسرته تمتلك أكثر من شقة بالقاهرة وانها مجرد اشاعات العمل السياسي التي يطلقها الخصوم السياسيين. قبل فترة مع بعض الزملاء زرنا أسرة خميس بالقاهرة هذه الأسرة العفيفة التي لا تتحدث عن مواجعها وكان الواجب يتطلب اطلاع الرأي العام بحقيقة ان أسرة خميس البسيطة لم تحصل حتى على استحاقات عائلها الوحيد وأبيه وشقيق إحدى زوجاته عقب استشهادهم في احداث الجنينة.
كتيبة بإسم الشهيد خميس أبكر يخاطبها الفريق أول البرهان لتوظيف رمزية إستشهاده في الحرب الدائرة ولكن ماذا يعرف البرهان عن حال أسرة خميس وماذا فعل لهذه الأسرة المنكوبة بعد استشهاد عائلها وهو على رأس ولاية من ولاياته. وزير المالية وحاكم إقليم دارفور من زملاء الشهيد خميس في الكفاح المسلح وهنالك نافذون كثر في المشهد السياسي ايضا من زملائه، فإذا تناسى البرهان مسؤولياته تجاه أسرة خميس وهو مهتما فقط بمن يخوض معه الحرب بشعار دماء خميس كما ويرفع الشعار من أجل الدفع بالمزيد من المحاربين للقتال بشعار مقتل خميس كقميص عثمان ومن يتعظ يدرك من إين يبدأ الدرس .
* سفارة السودان بالقاهرة بعد ان قامت بإتصالات متكررة بأسرة خميس عن زيارة السفير لها وفي كل مرة كان التخلف من دون إبداء أي سبب او إعتذار. علمت قبل عدة أسابيع بان سفارة السودان بالقاهرة أتصلت للمرة الخامسة بأسرة خميس بالقاهرة لزيارة الأسرة ومؤخرا استفسرت عن مصير هذه الزيارة لأداء وأجب العزاء والمؤجلة بلا سبب، وهل الزيارة حدثت بالفعل أم لم تتم؟ لقد علمت بان السفير بدلا عن الزيارة بنفسه أكتفى بإرسال مبلغ مالي قدره خمسة وعشرون الف جنيه مصري (اقل من خمسمائة دولار ) .
اللهم لا نسلك رد القضاء ولكن نسألك اللطف بعبادك، فإذا كان هذا السلوك في التعامل مع أسرة الشهيد خميس بعد استشهاده فما الذي يمكن ان يحدث لأسر عوام الناس الذين يدفع بهم في حملات الإستنفار والدهاقنة وأسرهم في تركيا وماليزيا ودول الخليج وغيرها يوقدون في نار الحرب ليصطلي بها غيرهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *