أميركا تسمي مبعوثا جديدا.. هل تنجح مساعي إيقاف الحرب ..؟

أميركا تسمي مبعوثا جديدا.. هل تنجح مساعي إيقاف الحرب ..؟

!
سودان تايمز : احمد خليل
آثار قرار مبعوث خاص للسودان التكهنات بخصوص الخطوة وعلاقتها بالحرب الدائرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل الماضي.
التوقعات بخصوص مهمة المبعوث لا تخرج عن كيفية إيقاف الحرب بالسودان ولكن الاختلاف حول الكيفية, فربما تلجأ واشنطون لاستخدام القوة الخشنة أو الناعمة.
سمت وزارة الخارجية الأمريكية مبعوث خاص جديد للسودان، السفير توم بريليو بعد أشهر من مطالبة المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين بتعيين خبير كبير في حل المشكلات للمساعدة في منع واحدة من أكبر الدول في أفريقيا من الانزلاق بشكل أعمق في الحرب الأهلية والتطهير العرقي، وواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
ويتزامن القرار مع قرار السفير الأمريكي لدى السودان، جون جودفري، بصفته المبعوث غير الرسمي، بالتنحي عن منصبه خلال الأسابيع المقبلة
ويهدف التعيين إلى إظهار التزام الولايات المتحدة بإنهاء الصراع الذي أدى إلى مقتل أكثر من 12 ألف سوداني وعرقلة الجهود الدولية لمساعدة الخرطوم على تطوير اقتصادها
يقول الخبير الاستراتيجي د. أمين المجذوب: واشنطون تصنف السودان باعتباره من مناطق الأمن القومي الأمريكي وأضاف: يأتي هذا الإهتمام من توسط السودان للقارة الأفريقية، وأي اضطرابات أمنية أو صراعات في السودان تؤثر على دول الجوار كما وضحت الآن التأثيرات التي حدثت في تشاد والنيجر ومالي بوركينا وكذلك إثيوبيا التي بدأت تتململ.
ومن الناحية الثانية هنالك الأهمية المرتبطة بالموارد المعدنية كالذهب واليورانيوم والنحاس والحديد بجانب التنوع الزراعي للسودان ومنتجاته مثل الصمغ العربي وهو مهم للولايات المتحدة
ويواصل امين حديقة قائلا: الناحية الثالثة للاهتمام الأمريكي بالسودان صراع نفوذ على شاطئ البحر الأحمر، الولايات المتحدة لن تسمح بأي تواجد روسي أو صيني أو غربي لأي دولة إقليمية لاتسبح في فلك ومحيط الولايات المتحدة ولذلك جاء هذا الإهتمام بتعيين مبعوث رئاسي بصلاحيات أكبر
مؤكدا المبعوث سيعمل علي ايقاف الحرب التي أثرت على المواطن السوداني وربما تقود إلى حرب أهلية وتنتقل لدول الجوار كما هو واضح الآن بالتواصل القبلي والاتصال الشعبي بين بعض القبائل في شرق وغرب السودان.
وراينا الآن معسكرات تدريب في دول الجوار الشرقي ودعم لوجستي من دول الجوار الغربي وهذا الأمر يؤدي إلى إطالة أمد الحرب
وبالتالي الولايات المتحدة الأمريكية تري، أن مصالحها مهددة،أيضاً من ناحية هدوء الأحوال في أفريقيا وتعتبر الاحتياطي لبعض الموارد يمكن تعويض القمح الذي حدث به نقص بسبب الحرب في أوكرانيا وأيضاً الغاز الطبيعي والمُسال تعوضه دول الشواطئ في أفريقيا لذلك الحوجة الآن إلى استقرار في أفريقيا والسودان قلب أفريقيا ومن هنا جاء هذا الإهتمام الأمريكي
وتوقع امين ممارسة البيت الأبيض للضغط علي أطراف الصراع خاصة بعد العقوبات التي تم ايقاعها على طرفي القتال في السودان (عقوبات اقتصادية علي شركات وبنوك)
فيما يقول آلان بوسويل، مدير مشروع القرن الأفريقي في مجموعة الأزمات الدولية، : “إن جهود السلام تعاني من فجوة بحجم الولايات المتحدة”. “الجميع يعرف كيف سيكون الرد الأمريكي الجاد على الأزمة يعلم الجميع أن هذا لم يكن استجابة جدية لقد قاومت الإدارة حتى الآن وجود مبعوث أمريكي خاص رفيع المستوى قادر على قيادة الجهود في العالمين العربي والأفريقي التي تبدو ضرورية لإنهاء هذه الحرب
وأضاف أكشايا كومار، مدير قسم الدفاع عن الأزمات في هيومن رايتس ووتش: “لم يعاني أي مكان من الفجوة بين خطاب صناع السياسة الأمريكيين بشأن منع الفظائع وقدرتهم على تحقيق ذلك أكثر من السودان”. “على عكس غزة، ينعم السودان بدعم الحزبين في الكونغرس.
أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أفريقيا د. محمد خليفة يعتقد أن الحديث عن الصلاحيات الواسعة للمبعوث الأمريكي الجديد مجرد تلاعب بالألفاظ
ويقول (لسودان تايمز )التعامل الأمريكي مع السودان خلال الفترة الماضية ظل مرتبك ولا توجد سياسة واضحة مثلا
السفير الأمريكي جو غودفرى في بداية الحرب كان يقول: لن يتم اجلاء الرعايا الأمريكيين من السودان وهذه ربما تحوي إشارة إلى أن الوضع سيؤل لسيطر الدعم السريع على السلطة وبعدها الولايات المتحدة تتواءم مع هذا الوضع بسبب فكرتها السابقة عن هذا التحرك ولذلك لم تبادر باجلاء رعاياها..
يؤكد خليفة أن المبعوث الجديد لن يقدم شيء واضح لأن مهمة المبعوثين رؤية الأحداث من على أرض الواقع ثم رفع تقارير إلى إدارتهم ليترتب عليها حدوث أشياء، بيد أن هذا المبعوث إذا كان مدعوم بقوة من الكونغرس او إذا استطاع أن يفرض شخصيته في المنطقة فالمبعوثين السابقين كمبعوث القرن الأفريقي والمبعوثين المؤقتين للسودان كانوا جميعهم لايصلون لنتائج واضحة ويظل الأمر بمكانه كما هو لكن ربما أن الأمر متعلق بما يحدث مؤخراً من تقدم الجيش على الأرض وتراجع الدعم السريع و المفاوضات الجارية في المنامة ومايحدث في مجلس الأمن الدولي من تقرير طُرح فضلاً عن نشاط المحكمة الدولية، كل هذا ربما جعل الأمريكان يسارعون للحاق بالموقف ليقولوا نحن موجودين، بالرغم من أن وجودهم قديم في منبر جدة الذي لم يحدث اختراق.
يقول خليفة المتغيرات التي طرأت في الساحة والمخاوف من انفراط العقد في جميع المنطقة جعل الأمريكان يتحركون ويقدمون المبعوث
ويدعو خليفة لعدم التسرع في الحكم علي المبعوث قائلا: علينا الا نستبق الأحداث ونترك المبعوث لفترة أولى يتلمس من خلالها الوضع من على الأرض بعدها نستطيع أن نحكم إن كان قادراً على إحداث إختراق ام لا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *