فنانون سودانيون يحيون انشطتهم بالعاصمة المصرية

فنانون سودانيون يحيون انشطتهم بالعاصمة المصرية

يعيد فنانون سودانيون اليوم إحياء أنشطتهم الفنية في العاصمة المصرية القاهرة، بعدما أجبرتهم ظروف الحرب في بلادهم على ترك المسرح في العاصمة السودانية الخرطوم.

فمع بداية الصراع المسلّح في السودان، ترك أمجد وفاطمة ومازن معداتهم وآلاتهم الفنية خلفهم وذهبوا إلى خارج البلاد بحثًا عن مأوى آمن، حالهم حال العديد من مواطنيهم.

وعلى الرغم من ذلك، يجد الفن نفسه أقوى من السلاح حيث تنبعث النغمات السودانية وألوان الحياة في اللوحات من جديد اليوم بعد 8 أشهر على الحرب في الخرطوم، ولكن هذه المرة على بعد بضع خطوات من ميدان التحرير الشهير في العاصمة المصرية.

ووفق تقرير لوكالة “فرانس برس”، يستمتع قرابة 100 سوداني بحفلة موسيقية ومعرض للفن التشكيلي في القاهرة، بعيدًا عن الحرب التي تدور رحاها في بلادهم، حيث يطرب الموسيقي مازن حامد الجمهور في العاصمة المصرية، بعدما قرر الفرار حاله حال آخرين كثيرين، “من دون أن يحمل معه آلاته أو معداته لكيلا يلفت الانتباه عند نقاط التفتيش” التي أقامتها قوات الجيش و”الدعم السريع” في مناطق مختلفة.

وأدت الحرب السودانية إلى نزوح 7,1 مليون شخص بحسب الأمم المتحدة في “أكبر أزمة نزوح في العالم”، فيما حذرت المنظمة الدولية للهجرة من أن ما يشهده السودان “مأساة إنسانية ذات أبعاد هائلة”.

أما الرسامة فاطمة إسماعيل، فتعرض اليوم لوحاتها في القاهرة بعدما تمكنت من الفرار مع أسرتها على متن أول حافلة رأوها في مدينة خاوية ومدمرة.

وتروي الشابة البالغة من العمر 26 عامًا أنها اختبأت داخل منزلها قبل أن تفرّ منه بعدما علمت بوجود حالات اغتصاب على يد عناصر من قوات “الدعم السريع” الذين كانوا يتمركزون “أسفل المنزل”، وقالت: “لو أنهم عرفوا بوجود شابات في البناية، لكان الأمر رهيبًا”.

وبعدما وصلت إلى القاهرة، عادت إسماعيل الى لوحاتها التي تحاول من خلالها “مكافحة شياطين الحروب”، وتضيف قائلةً: “أبدأ من الصفر مجددًا”، إذ مثل الموسيقي مازن حامد رحلت عن بيتها ولم تحمل معها لا أدواتها ولا معداتها.

بدوره، يقول عازف الغيتار أمجد بدر من القاهرة: “هذا المساء، أعزف على غيتار أعارني إياه أحد الأصدقاء”، بعدما اضطر هو الآخر إلى الهروب تاركًا كل أغراضه خلفه.

كما يكشف بدر عن وجود عدد كبير من الفنانين السودانيين في مصر وكذلك في نيروبي وفي إثيوبيا.

فقد لجأ السودانيون إلى هذه البلدان هربًا من الحرب، حيث تستضيف مصر قرابة 400 ألف سوداني اختاروا اللجوء اليها.

وفي المعرض عينه بالقاهرة، يروي هاشم نصر قصص المنفى والحرب والموت بصوره الفوتوغرافية.

لكن المصور الفوتوغرافي كان قبل ذلك يعمل طبيب أسنان، قبل أن يحط الرحال في مدينة الإسكندرية ويخبر عن مآسي الرحيل عن الوطن من خلال تصوير عائلته لأنه “لا يعرف أحدًا هنا”.

ويختم نصر مشدّدًا: “سنعود.. الساحة الموسيقية كانت بدأت تتطور حقًا قبل الحرب، لذا فإننا سنعود قريبًا أقوى مما كنا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *