الاتحاد الافريقى وسد النهضة .. محدودية التفاعل

الاتحاد الافريقى وسد النهضة .. محدودية التفاعل

عصام الدين محمد صالح

يعتبر سد النهضة الاثيوبى من اهم  المتغيرات السياسية التى حدثت خلال العشر سنوات الماضية فى منطقة حوض النيل مما القى بظلاله على العلاقات السياسية  بين دول الحوض خاصة اصحاب المصلحة السودان واثيوبيا ومصر وعلى المستوى الاقليمى والدولى .

انتظمت المفاوضات والمباحثات بدء  فى عواصم الدول الثلاث لفترة تسع سنوات للوصول الى حلول ترضى جميع الاطراف فى المسائل الفنية والتى تتمثل فى طريقة الملء الاول والتشغيل للسد  والقانونية والتى تتمثل فى  قانونية والزامية  مايتم الاتفاق عليه وهى  ابرز الخلافات بين الاطراف الثلاث، لم تتوصل الدول الثلاث الى حلول فى القضايا مثار الاختلاف مما ادى الى دخول اطراف دولية  لتقريب وجهات النظر فى المسائل الخلافية ابرزها دعوة الولايات المتحدة الامريكية تحت رعاية  وزارة الخزانة الامريكية  والبنك الدولى والتى عقدت عدد من المفاوضات والمباحثات بالعاصمة الامريكية واشنطون وتوصلت الى حلول الى مايقارب 95% من القضايا مثار الاختلاف والتى صدمت  باعتزار الدولة الاثيوبية بالمضى قدما فى تلك المفاوضات بحجة اجازت ماتم التوافق عليه فى البرلمان الداخلى للدولة الاثيوبية وهو مايوكد تنصلها من كل ماتم التوصل اليه فى مفاوضات واشنطون مما ادى الى فشل المفاوضات بين الدول الثلاث مما ادى الى تدخل الاتحاد الافريقى فى دورته الحالية برئاسة دولة جنوب افريقيا وتم عقد قمة  بين روساء الدول الثلاث ومشاركة مراقبين من الاتحاد الافريقى والاتحاد الاوربى والولايات المتحدة الامريكية  افضت الى استئناف المفاوضات والمباحثات للوصول الى حلول توافقية ومرضية للدول الثلاث فى المسائل الخلافية .

انتظمت عدد من المفاوضات والمباحثات اسفيريا بين الدول الثلاث بحضور مراقبيين تم تعيينهم لمراقبة المفاوضات والمباحثات وتقديم تقرير الى رئيس الاتحاد الافريقى فى دورته الحالية (سيريل رامفاوسا ) الى ان ختام  تلك المفاوضات ادت الى تراجع كبير فى مجمل القضايا التى ذهبت بعيدا فى التوصل الى حلول بشانها  وعلى راسها القضايا الفنية والقانونية والفشل فى دمج مسودات الدول الثلاث ومقترحاتهم فى مسودة واحدة ورفعها الى الاتحاد الافريقى مما ادى الى رفع كل دولة مسودتها  فى شان الحلول منفردة الى رئيس الاتحاد الافريقى وانتظار ماتسفر عنه الخطوة القادمة من الاتحاد الافريقى والذى استمرت طويلا دون طرح ماسفرت عنه تلك المفاوضات  وعليه فان النظر الى وساطة الاتحاد الافريقى تتسم بعدد من الملاحظات وهى .

– بطء ومحدودية تحرك الاتحاد الافريقى للوصول الى حلول للقضايا العالقة بين الدول الثلاث فى القضايا الخلافية المختلفة لسد النهضة

 خاصة بعد اعلان الدولة الاثيوبية توليد الكهرباء خلال الاثنى عشر شهرا القادمة .

– عدم اكتراث الاتحاد الافريقى  لما يمكن ان يسفر عنه عدم التوصل الى حلول بين الدول الثلاث ومايترتب على ذلك من استقطاب الدول صاحبة المصلحة لبقية دول الحوض وعلى النطاق الاقليمى والدولى .

– النظرة الدونية  للاتحاد الافريقى وعدم قدرته على ايجاد الحلول لمشاكل القارة الافريقية خاصة وان سد النهضة يمثل اكبر تحدى لمدى  قدرة الاتحاد الافريقى ولجانه المختلفة  فى التعامل مع قضية سد النهضة وايجاد الحلول التوافقية بين الدول الثلاث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *