في حادثة جديدة تعكس تصاعد التوترات في شمال دارفور، أفادت مصادر طبية وشهود عيان من مدينة مليط، الواقعة على مسافة تقارب 65 كيلومترًا شمال مدينة الفاشر، بأن ضربة جوية نفذتها طائرة مسيّرة استهدفت مطعمًا شعبيًا داخل سوق المدينة يوم الجمعة، ما أدى إلى سقوط أربعة أشخاص وفقدانهم حياتهم، إلى جانب إصابات متفاوتة بين عدد من المدنيين.
مصدر طبي في مستشفى مليط الريفي أوضح في تصريح لموقع “دارفور24” أن المستشفى استقبل جثامين أربعة مواطنين، إضافة إلى عدد من المصابين الذين وصلوا في حالة حرجة نتيجة الاستهداف الذي طال موقعًا مدنيًا داخل السوق. ووفقًا لشهادة المواطن فضل المولى السيد فضل المولى، فإن الطائرة المسيّرة التي يُعتقد أنها تابعة للجيش السوداني نفذت الغارة الجوية على المطعم، ما أدى إلى إصابة أكثر من عشرة أشخاص كانوا في محيط الموقع، بينهم من كانوا داخل المطعم لحظة الاستهداف.
الشاهد أشار أيضًا إلى أن القصف تسبب في احتراق سيارة كانت متوقفة بالقرب من المطعم، ما فاقم من حجم الأضرار المادية في الموقع، وسط حالة من الذعر بين السكان المحليين الذين توافدوا إلى المكان عقب الحادثة. وتأتي هذه الواقعة بعد أيام قليلة من حادثة مشابهة شهدتها مدينة مليط مطلع سبتمبر الجاري، حيث استُهدف موقف كبكابية وسط المدينة بطائرة مسيّرة، وأسفر ذلك عن فقدان أكثر من ثلاثة عشر شخصًا لحياتهم، إلى جانب إصابة خمسة آخرين.
مدينة مليط تخضع منذ أبريل من العام الماضي لسيطرة قوات الدعم السريع، وذلك عقب مواجهات عنيفة دارت بينها وبين القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني، وانتهت بانسحاب الأخيرة من المنطقة. ومنذ ذلك الحين، تشهد مدن عدة في إقليم دارفور هجمات متكررة بطائرات مسيّرة يُعتقد أنها تابعة للجيش، وقد أسفرت تلك العمليات في مناسبات سابقة عن خسائر بشرية ومادية، كان أبرزها في مدينة نيالا، حيث سُجلت حالات وفاة وإصابة بين المدنيين نتيجة استهداف مواقع داخل المدينة. هذه التطورات تعكس استمرار التصعيد العسكري في الإقليم، وسط غياب واضح لأي مؤشرات على تهدئة أو تسوية سياسية قريبة.
