اخلاء مدرسة فى الدمازين خلال ساعات الدراسة يثير موجة استياء وسط اولياء الامور
في مدينة الدمازين الواقعة بإقليم النيل الأزرق، نفذت السلطات القضائية يوم الأحد أمراً صادراً عن المحكمة يقضي بإخلاء مبنى مؤسسة “لاند مارك” التعليمية الإنجليزية الخاصة، وذلك خلال ساعات الدراسة الرسمية، في خطوة أثارت موجة من الغضب والاستياء في أوساط أولياء الأمور والمجتمع المحلي، الذين اعتبروا ما حدث انتهاكاً لحقوق الأطفال ومشهدًا مؤلمًا لا يراعي الجوانب الإنسانية.
وبحسب إفادات شهود عيان نقلتها منصة “دارفور24″، فقد تم تنفيذ الإخلاء باستخدام القوة الجبرية بينما كان التلاميذ داخل الفصول الدراسية، ما اضطرهم إلى مغادرة المبنى بشكل مفاجئ وسط ظروف مناخية ممطرة، حيث شوهد الأطفال واقفين في العراء، في حين جرى إخراج الأثاثات والكراسي والوسائل التعليمية ووضعها خارج المبنى بطريقة وصفها الأهالي بالصادمة والمؤثرة.
وأكد الشهود أن حالة من الذعر والخوف سيطرت على التلاميذ أثناء مشاهدتهم لعملية تفريغ الفصول وتحويل ممتلكات المدرسة إلى أكوام مبعثرة في الشارع العام، دون أي اعتبار للآثار النفسية التي قد تترتب على الأطفال جراء هذا الإجراء، خاصة في ظل غياب أي ترتيبات بديلة تضمن استمرار العملية التعليمية في بيئة تحفظ كرامتهم.
ووفقاً لمصادر قانونية تحدثت لـ”دارفور24″، فإن أمر الإخلاء صدر بناءً على بلاغات تقدم بها أحد جيران المدرسة، أشار فيها إلى تضرره مما وصفه بالإزعاج الناتج عن استمرار النشاط التعليمي داخل المبنى، وهو ما دفع المحكمة إلى إصدار قرار يقضي بإخلاء العقار بشكل فوري.
وقد خلّف تنفيذ القرار بهذه الطريقة ردود فعل غاضبة في أوساط سكان مدينة الدمازين، حيث عبّر عدد من المواطنين عن رفضهم لما جرى، معتبرين أن ما حدث يمثل إهانة لمستقبل الأطفال وتجاهلاً لحقهم في التعليم الآمن. وطالبوا الجهات التعليمية المختصة بالتدخل العاجل لإيجاد حلول بديلة تضمن استمرار الدراسة في بيئة مناسبة تحفظ للتلاميذ حقوقهم وتراعي ظروفهم النفسية والاجتماعية.
