عبد الرحمن الصادق المهدى يرد على الواثق البرير

عبد الرحمن الصادق المهدى يرد على الواثق البرير

اتهم القيادي في حزب الأمة القومي الفريق عبد الرحمن الصادق المهدي الأمين العام للحزب الواثق البرير بتجاوز الأطر التنظيمية الداخلية، مشيرًا إلى أن الأخير بات يفرض سيطرته على مختلف مفاصل الحزب، متجاهلًا المؤسسية التي تمثل جوهر العمل السياسي والتنظيمي داخل الحزب. جاء ذلك في بيان رسمي أصدره الصادق ردًا على تصريحات البرير، حيث أكد أن محمد عبد الله الدومة قد تم تعيينه رئيسًا للحزب بقرار صادر عن مؤسسة الرئاسة، وهو ما حظي بتأييد مؤسسات الحزب في الولايات، وفق ما ورد في البيان.

وفي سياق انتقاده للقيادة الحالية، أشار الصادق إلى أن الطرف الآخر داخل الحزب، بقيادة فضل الله برمة، قد تخلى عن الدور التاريخي لحزب الأمة القومي، وساهم في ما وصفه بمسار تفكيك الوطن، متهمًا إياه بتقويض الثوابت والمبادئ التي تأسس عليها الحزب.

وكان الأمين العام لحزب الأمة القومي، الواثق البرير، قد شن هجومًا على عبد الرحمن الصادق المهدي، نجل الزعيم الراحل للحزب، مؤكدًا أن شرعية القيادة لا تُمنح عبر الوثائق أو المذكرات، بل تُكتسب من خلال المواقف المبدئية والتضحيات والالتزام بمبادئ الإمام الصادق المهدي. ونفى البرير ما وصفه بمحاولات “التسلق الأسري” داخل الحزب، رافضًا أي إعلان عن قيادة جديدة خارج الأطر التنظيمية، ومؤكدًا أن إعلان محمد عبد الله الدومة نفسه رئيسًا للحزب لا يستند إلى أي شرعية دستورية، ولا يمكن الاعتراف به، لأن الرئاسة لا تُكتسب بالتنصيب الذاتي، بل عبر المؤسسات المنتخبة وإرادة القواعد الجماهيرية.

وفي بيان توضيحي، رفض البرير ما ورد في تصريحات الفريق عبد الرحمن الصادق المهدي بشأن ابتعاد الحزب عن العمل السياسي داخل السودان، مشيرًا إلى أن النظام السابق وأعوانه مارسوا ضغوطًا ممنهجة على القوى المدنية الديمقراطية، واستهدفوا حزب الأمة وقياداته من خلال تشريعات مقيدة وفتاوى سياسية، إلى جانب إغلاق الحسابات المالية للحزب.

وشدد البرير على أن قوة الحزب تنبع من التزامه بمبادئ الشفافية واحترام مؤسساته والاحتكام إلى لوائحه الداخلية ودستوره، وليس من الأشخاص أو الأسماء، مؤكدًا أن ثورة ديسمبر كانت انتفاضة شعبية شبابية خالصة، دفع فيها المئات من الشباب أرواحهم من أجل تحقيق الحرية والعدالة. وانتقد البرير من يدّعون اليوم أنهم من صناع الثورة، مشيرًا إلى أنهم كانوا جزءًا من منظومة الإنقاذ ويتمتعون بامتيازاتها، بينما كان الثوار يواجهون الرصاص بصدورهم العارية في الشوارع.

وفي معرض حديثه عن دار الأمة، أكد البرير أنها تمثل رمزًا تاريخيًا للحزب وليست مجرد مبنى إداري، مشددًا على أن إدارتها تقع ضمن صلاحيات الأمانة العامة وفقًا للوائح التنظيمية المعتمدة، واعتبر دخولها بصحبة قوة عسكرية تصرفًا غير مبرر وانتهاكًا صريحًا للضوابط التنظيمية.

واختتم البرير تصريحاته بالتأكيد على أن إرادة الشعوب أقوى من أي أدوات قمع أو سلاح، مشددًا على أن حزب الأمة القومي سيظل متمسكًا بخطه السياسي وإرثه الوطني، حتى يستعيد السودان مساره الديمقراطي ويعود إلى مؤسساته المدنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *