الواثق البرير لـ (سودان تايمز): نفتقد القيادة المسؤولة ونخشى انزلاق البلاد إلى الأسوأ

الواثق البرير  لـ (سودان تايمز): نفتقد القيادة المسؤولة ونخشى انزلاق البلاد إلى الأسوأ

الأمين العام لحزب الأمة القومي والقيادي في (تقدم) الواثق البرير يجيب على تساؤلات (سودان تايمز) حول الراهن السياسي:
– دون توفر القيادة المسؤولة الرشيدة ستنزلق البلاد إلى ماهو أسوأ ..
فتح المعسكرات وتسليح بعض قوى (اتفاقية جوبا) إعادة لإنتاج الأزمة
– لدينا تحفظات حول حجم تمثيل الحزب في (تقدم)..ولكن الوقت ليس للاستقطاب

،، على هامش ورشتي الترتيبات الدستورية للمرحلة الانتقالية والحكم المحلي وقضايا الأقاليم في نيروبي جلست “سودان تايمز”، إلى الأمين العام لحزب الامة القومي والقيادي بتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ” تقدم” الواثق البرير في حوار بدء الترتيب له منذ فترة في العاصمة الاثيوبية أبابا. ورأى البرير، أن إنهاء الحرب (مسألة لا بديل لها وليس هنالك منتصر وراء هذه الحرب العبثية)، لافتاً الى ما آلت إليه الأوضاع من تشرد ونزوح ولجوء ملايين السودانيين داخل وخارج السودان.
حوار: احمد خليل

(-) الحرب تمضي لإكمال العام.. هل تملك (تقدم) رؤية واضحة لإنهاء هذه الحرب..؟
(تقدم) منذ إنشائها قامت بعمل كبير جداً في وضع الرؤى لكيفية إيقاف هذه الحرب ورفعت شعار لا للحرب لأننا في (تقدم)، كنا نعلم بوضوح حتى مع بدء هذه الحرب إن تكوين هذه التحالفات والجبهات المدنية هي إحدى الأسباب أو من المطلوبات الأساسية لإيقاف الحرب.. إلى الآن نحن متقدمون بخطى ثابتة ووطيدة لأن فكرة إيقاف الحرب هذه لا بديل لها وليس هنالك منتصر فيها، ماتقوم به (تقدم) الآن من ورش واجتماعات ومناقشات هي خطوات جادة وايجابية لرفع الوعي أولآ لدى المواطن السوداني بأهمية وقف الحرب،
ومن المؤكد أن المواطن السوداني يدرك أهمية إيقاف الحرب لما عاناه من ويلاتها والدمار الذي صاحب هذه الحرب، بالتالي حتى التصورات التي تم وضعها وهي الرؤية السياسية وتحديد القضايا وتحديد الأطراف جميعها من المؤكد عمل جيد وايحابي من (تقدم)، ونأمل من الآخرين أن يحذوا ذات الحذو وأن ينسقوا مع (تقدم)، وهي مفتوحة لكل المكونات الأخرى في التوجه القومي لتكوين الجبهة المنشودة لإيقاف الحرب.

(-) تتحدث عن أن (تقدم) مفتوحة للجميع بما فيها قوى (الإطاري) من شعبي واتحادي، لم يكونوا جزءاً منكم .. لماذا.؟
ضرورة وجود جميع القوى المؤمنة بالتحول المدني وضرورة إيقاف الحرب ضمن التكتلات لبناء الجبهة المدنية العريضة، ماحدث في موضوع المجموعات التي كانت بالاتفاق الإطاري سوف يتم حسمه في المؤتمر التأسيسي بالتأكيد، وتم التأجيل بسبب آراء بعض المجموعات، وهذا هو الإتفاق وسيتم مناقشة هذا الأمر وحسمه.

(-) بالنسبة لتوسعة التنسيقية ومفهومها.. هل الآليات المُتبعة الآن كافية لجهة أن البعض يرى أنكم بعيدون عن الجماهير. ؟
هذا الحديث ليس حقيقي فالمجهودات المبذولة، وإذا تابعت ا(لسوشيال ميديا) والإعلام.. هنالك مكسب جديد وهو بداية اقتناع الناس أن الدعاية الإعلامية الأخرى والغرف التي تتكلم عن استمرار الحرب و”البل” ومايسمعى “الجغم” بدأت تتضآل تدريجياً في إتجاه الخطوة الإيجابية لأهمية وقف هذه الحرب، وكما يدرك المتابعين القبضة الأمنية إذا تحدثنا عن نشاط جماهيري فالوضع الأمني لا يسمح بنشاط جماهيري مباشر لكن، مؤكد التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي والأسافير متقدم نوعاً ما، ونحن نسعى لتطوير العمل الإعلامي بشكل أو آخر لأجل التواصل مع الآخرين، وهنالك عدد من الأنشطة في ولايات السودان المختلفة، وخاصة في القضايا الإنسانية والمساعدات لتحفيف الضرر ومآسي السودان، مؤكد أن هنالك عدد من الغرف ودعم (تقدم) والتواصل مع القوى الإقليمية والدولية في الدفع بهذا الإتجاه مؤكد أنها خطوات إيجابية ومهمة، فقط يتبقى كيف يتم ابرازها للإعلام ليعرف المواطن، التواصل يكون مختلف مؤكد في هذه الظروف الحربية والأمنية لكن المؤكد المجهودات مبذولة ونحن ماضين بإذن الله لتصل لأكبر عدد من جماهير الشعب السوداني لتفهّم هذه الجبهة وأهدافها بالضبط.

(-) الوضع الإنساني بالسودان معقد جدآ، ومن المؤكد أن لكم دور كقوى سياسية ..ماذا فعلتم حياله..؟
نعمل باجتهاد وبالتنسيق مع غرف الطوارىء والقوى الإقليمية والدولية ومحاولة تبصيرهم بالمآسي وأننا مواجهين بمجاعة أكيدة بدأت تظهر آثارها ومؤشراتها في السودان وكل هذا مرتبط بعوامل السلام، ولكن مجتهدين في هذا الإطار وبدأنا أيضآ تكوين تنسيقيات أو غرف إضافية للمساندة في هذا الإتجاه.
(-) ثمة حديث بأن (الحرية والتغيير)، مسيطرة على (تقدم) بالرغم من غياب النشاط الإعلامي للحرية والتغيير وفي ذات الوقت.. هناك من يرى أهمية نشاطها بشكل أو آخر.. ؟
من الواضح أن معسكر المتأسلمين برغم حملاتهم الإعلامية يحاولون الربط مابين الحرية والتغيير و(تقدم)، وربطوا بينهما والحرب، وكلها خطط موضوعة لتجريم واغتيال العمل السياسي العظيم الذي تقوم به هذه المجموعات ويوجد بعض منا للأسف ينساقون وراء هذه الحملة الإعلامية المضللة وهذا حديث غير صحيح ونحن بالوعي نتحدث وبالأدلة نرجو أن يكون الحديث، وأن يكون إيجابي ومحسوس، ولكن إطلاق هذه التهم هي مردودة وغير حقيقية، (تقدم) لها تكويناتها وهياكلها وهنالك البعض يناقشون الآن وجود الحرية والتغيير كجسم فاعل أو أن تفكر في خيارات أخرى بالنسبة لها، وهذا نقاش يخص الحرية والتغيير فيما بينها، (تقدم)، من المؤكد أنها جسم جديد يحتاج لدعم و تماسك وتحتاج لخبرة من القوى السياسية، ونأمل في المؤتمر التأسيسي القادم بشهر أبريل ان تتم مناقشة عدد من القضايا التي تهم وتساعد في تماسك تقدم بدلاً عن تبادل الإتهام من المغرضين وتبني وجهات النظر لبناء هذه الأجسام المهمة لإيقاف الحرب ومستقبل السودان وبناء المرحلة السياسية القادمة.

* بعض عضوية حزب الأمة يرون أن تمثيلهم في (تقدم) لا يتساوى مع حجم حزبهم..؟
هذا حديث صحيح وأنا ضمن هؤلاء الناس لكن بالنسبة إلينا تركيبة (تقدم) في الأساس تركيبة مختلفة والعلاج واضح فشكل وتركيبة تقدم يأتي بعد المؤتمر التأسيسي، عضوية حزب الأمة لا يريدون السيطرة او الهيمنة، ولكن يريدون التمثيل الحقيقي، وهذا سيأتي من خلال المؤتمر، فالحزب موجود ومنفتح نحو الولايات والفئات المتعددة والإدارات الأهلية ونحو القطاعات التقليدية، وهذا مكان تواجد القوى تقليدياً والأمر ليس متعلق فقط بحزب الأمة بل بجميع الأحزاب، الوقت الآن ليس للتنافس والهيمنة والاستقطاب، الوقت لكيفية بناء جسم يؤمن بالتحول الديمقراطي وإيقاف الحرب ومن ثم يأتي التنافس الحقيقي بعد الإستقرار وقيام إنتخابات حرة وبعدها كلٌ يدلي بدلوه وحينها نكون في بيئة سياسية مناسبة تجعلنا نحكتم لصناديق الاقتراع.

* الحرب هاجس للجميع.. في إطار ايقافها وتواصلكم مع الطرفين، ما الذي يحدث..؟
قبل أبريل وعندما حذرنا من حرب آتية أخذها صغار العقول دعوة للحرب، محاولاتنا جادة لإيقاف الحرب وبذلنا كل الجهود الممكنة لإيقاف هذه الحرب حتى قبل انقلاب (٢٥ أكتوبر)، المؤشرات كانت واضحة، هذه القوات العسكرية إذا لم نجد طريقة لتصل لتكوين واحد مهني يستطيع أن يكون به نوع من الحلول الحقيقية، اجتهدنا ومنذ اليوم الأول للإنقلاب للتواصل مع قيادات الإنقلاب انذاك إن كان الفريق البرهان أو الفريق حميدتي وأسفرت الجهود عن الاتفاق الذي تم توقيعه قبل النكوص عنه من ذات القيادات العسكرية رغم أنه كان تحت الرعاية الرباعية، نحن اجتهدنا وجلسنا كثيراً وكدنا أن نصل لتفاهمات ثم يحدث النكوص مرة أخرى، اجتهدنا كثيراً في اللقاءات الفردية والثنائية، وعلى الأقل نحن راضون عن هذه الجهود لإيقاف الحرب، كانت هنالك رغبة وإرادة لقطع الطريق أمام التحول المدني الديمقراطي بدعم من قوى الردة السابقة، وهذا ما أوصلنا لهذا الوضع، قراءتنا كانت صحيحة بأن هناك قضايا إذا لم يتم التعامل معها ستؤدي إلى ما وصلنا إليه اليوم، وكانت الحلول أسهل وبالاتفاق الإطاري.

* هل لديكم تصور لشكل الجيش المهني..؟
من المؤكد أن قضية الجيش معقدة ومرتبطة بعدة عوامل، فالجيش منذ تأسيسه قبل مئة عام كان يشعر بالوصاية على الشعب السوداني، وصاية أمنية وعسكرية وحتى الاقتصادية وفي ذات الوقت الجيش مؤسسة مهمة لحفظ تماسك السودان وحفظ الدستور، ولكن مع الأسف طوال هذه الفترة أدى تدخل الجيش في السياسة والاقتصاد إلى ابعاده عن المهام الأساسية له ومن ثم تم تكوين الدعم السريع وقبله الدفاع الشعبي وقبله كثير من القوات خارج النظم العسكرية، التصور لكيفية دمج وإصلاح وتكوين مهني واحد به كل هذه القوات بما فيها الحركات التي دخلت عبر الاتفاقيات هم أساسي، عقدنا له العديد من الورش والجلسات والعديد من المناقشات، وكان هنالك مقترح متقدم عبر الإتفاق الإطاري في مناقشاته وبلجانه من الجيش والدعم السريع، وكذلك توجد عدد من المقترحات إذا توفرت الإرادة وابتعد الجميع عن الذاتية والشخصية فالحلول سهلة بالنسبة للشعب السوداني ومتوفرة لها وسائل ولا تحتاج إلى كل هذا العنت.

* تصاعد لافت لخطاب الكراهية.. كيف تواجهونه..؟
هنالك جزء من هذه الورش التي تنعقد عن كيفية محاربة خطاب الكراهية وهو تم عن قصد من تعبئة واستنفار واستخدام الجهوية والإثنية، البعض للأسف لا يتعظ من الدروس من جميع الأطراف، والآن يعيدون تسليح بعض القوات التي دخلت في إعادة الدمج, ودخلت إتفاقية جوبا الآن يعيدون تسليحهم وفتح معسكراتهم في ذات طريقة إعادة إنتاج الأزمات، للأسف لا توجد قيادات تفكر فيما بعد هذا، نحن ندور في ذات الدائرة تفكيك وتسريح وإعادة دمج، نحن نفتقد الآن القيادة الواعية المؤمنة بالوطن وتحمل هموم الشعب وتتأثر بما يتأثر به الشعب الذي يعاني الآن من كل مرارات الحرب ويعاني من الذل واللجوء والفقر والنزوح،إذا لم تتوفر القيادة المسؤولة الرشيدة لن يكون هنالك حل وستنزلق البلاد فيما هو أسوأ مما يحدث الآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *