نقابة الصحفيين السودانيين تتلقى العزاء في عميد الصحافة السودانية “بكمبالا”

نقابة الصحفيين السودانيين تتلقى العزاء في عميد الصحافة السودانية “بكمبالا”

نقيب الصحفيين و”مركز الأيام” و”طيبة برس” يتلقون العزاء في عميد الصحافة السودانية “بكمبالا”

سلافة أبو ضفيرة – كمبالا

استقبل نقيب الصحفيين السودانيين وأسرة مؤسسة طيبة برس ومركز الأيام عدداً كبيراً من الصحفيين والشخصيات العامة الذين أتوا لتقديم واجب العزاء في وفاة فقيد الوطن وعميد الصحافة السودانية الأستاذ محجوب محمد صالح الذي وافته المنية بالعاصمة المصرية “القاهرة” أول أمس الثلاثاء.
عدد كبير من الصحفيين والكتاب والسياسيين توافدوا إلى مقر مؤسسة طيبة برس بالعاصمة الأوغندية “كمبالا” وكان على رأسهم وزير الإعلام السابق في حكومة الفترة الانتقالية الأستاذ فيصل محمد صالح ليعبروا عن حزنهم على فقيد الوطن وعميد الصحافة السودانية الذي أجبرته الحرب على ترك وطنه والموت بعيداً عن أرضه، وهو مصير يهدد كثير من السودانيين الفارين من جحيم الحرب في بقاع العالم المختلفة.

فقدنا رجل صاحب رؤية لإصلاح السودان.

وقال نقيب الصحفيين السودانيين عبد المنعم أبو إدريس إن رحيل الأستاذ محجوب محمد صالح هو فاجعة كبيرة للشعب السوداني وللوسط الصحفي في ظل الحرب المشتعلة الآن بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فقد كان الراحل رجل صاحب رؤية لإصلاح حال السودان، مهموماً بقضايا الوطن عبر التزامه بمهنة الصحافة، فسيرته الذاتية تشهد له بمواقف وطنية مشرفة فهو عميد الصحافة السودانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى وله دور كبير جداً في تأسيس نقابة الصحفيين السودانيين بعد ثورة ديسمبر 2019 وقد ظل على مدى 70 عاماً ملتزماً بهذه المهنة وخرّج عشرات الأجيال من الصحفيين المؤهلين لخدمة قضايا الديمقراطية والدفاع عن حقوق المدنيين.

الحرب اللعينة حرمتنا من توديع عميد الصحافة السودانية في وطنه.

وقالت الصحفية رشا عوض الناطقة الرسمية بإسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” ، فقدنا رمزاً فخيماً من رموز الصحافة في السودان فقد حرمتنا الحرب اللعينة من توديعه بين تلاميذه وعارفي فضله، إنه لأمر محزن أن نودع الأستاذ محجوب محمد صالح من المنفى، فالتراب السوداني الذي قضى فيه 70 عاماً من عمره لخدمة الوطن لم يحتضن قبره الآن، فقدنا رمزاً من رموز الحكمة في السودان ومرجعاً تاريخياً مهماً وما أحوجنا إلى أمثاله في هذه اللحظات العصيبة التي تمر بها البلاد.

الحزن حزنان.

هكذا وصف الصحفي محمد لطيف مدير “مؤسسة طيبة برس” رحيل الأستاذ محجوب محمد صالح، وأضاف “فقدنا إنسان سوداني أصيل” وقامة صحفية سامقة فالحزن حزنان، حزن على فقده، وحزن لأن الأستاذ محجوب محمد صالح لم يجد ما يليق به من التكريم والتشييع بأن يدفن في أرض أجداده بسبب الحرب، وذكر محمد لطيف بأن علاقته بالفقيد بدأت منذ منتصف الثمانينات ولم يفترقا منذ ذلك الوقت وقد تعلم منه أن مهنة الصحافة تعتمد على المصداقية في المقام الأول وأن الصحيفة التي تفقد مصداقيتها تصبح بلا قيمة، وأضاف لطيف، علمنا أستاذ الأجيال محجوب محمد صالح أن الصحفي موقف، فالصحفي الذي يساوم على موقفه غير جدير بأن يحمل قلم الصحافة، ولا غرابة بأن الأستاذ محجوب نال جائزة “القلم الذهبي” من المنظمة العالمية للصحافة في “باريس” فهو مثال للمصداقية والمهنية، واختتم الصحفي محمد لطيف حديثه بأن مؤسسة طيبة برس تحاول أن ترد ديناً باهظاً جداً للأستاذ محجوب محمد صالح، فقد كان الراحل المقيم أحد النجوم اللامعة التي جلست على منصات “طيبة برس” ولم يبخل على هذه المؤسسة بالنصح والمشورة، فهو الهادي والناصح والمرشد.

هذا الرحيل المر يجب أن يكون سبباً لإنهاء الحرب في السودان.

وقالت القيادية إقبال سر الختم، ممثلة كتلة كنداكات بحري في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” ، اجتمعنا اليوم في هذا المكان لتقديم واجب العزاء في فقيد الوطن والصحافة الأستاذ محجوب محمد صالح ونحن في دول الشتات، فقد رحل كثير من رموز المجتمع السوداني غرباء عن أوطانهم، حملتهم أقدار الحرب إلى أماكن لا يألفونها، فالألم يعتصرنا من قسوة الحرب وقسوة الموت بعيداً عن أهلنا وأوطاننا، ومثل هذا الرحيل يجب أن يكون سبباً من الأسباب الرئيسية لإنهاء الحرب في السودان.

رحيل محجوب محمد صالح يمثل فراغاً كبيراً في مهنة الصحافة.

وذكر الصحفي محمد عبد العزيز سكرتير نقابة الصحفيين السودانيين أن رحيل الأستاذ محجوب محمد صالح سيولد فراغاً كبيراً في مهنة الصحافة السودانية فقد خرّج الراحل أجيالاً من الصحفيين عملوا في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وصناعة السلام.

محجوب محمد صالح الذي غيبه الموت في العاصمة المصرية “القاهرة” عن عمر ناهز 96 عاماً، نعته فئات مختلفة من المجتمع في الداخل والخارج، فقد قال عنه رئيس وزراء جمهورية السودان السابق عبد الله حمدوك، رحل عن دنيانا أستاذ الأجيال محجوب محمد صالح بعد أن خلّف أثراً عميقاً في مسار بلادنا نحو الحرية والسلام والعدالة، وذلك عبر عمله الدؤوب لإرساء صحافة حرة ومهنية، وضع لبناتها مع رفيقه بشير محمد سعيد ومحجوب عثمان في صحيفة الأيام في العام 1953 وواصل في هذا المسار عبر عقود عديدة دون كلل أو ملل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *