ناهد ادريس تكتب: مارس الحزين

ناهد ادريس  تكتب: مارس الحزين

وداعا_فراشة_الوعي

انطفأت شعلة من منارات الوعي

فراشة من فراشات العمل الإنساني والعمل العام بالدوحة…..

أكثر من ٢٠عاماً من العطاء والتفاني وإنكار الذات في نشر الوعي… حقاً كانت إسم على مسمى…..

فجعت كما كل نساء الدوحة صغار وكبار برحيل الدكتورة منار عثمان التي تركت بصمة وأثر لن يمحوه الزمن فقد نقشت داخل كل سيدة ذكرى خاصة كأنها خلقت لتكون أم للجميع وأخت ومرشدة ومناصحة دون مجاملة أو مواربة….

عرفت منار بدايةً قدومي الدوحة وقتها كان منزلي بمنطقة الدفنة قريباً من المركز الثقافي آنذاك بالمنطقة الدبلوماسية وقتها كان المركز الثقافى أنيقًا مرتباً تلمح فيه لمسات نساء سوا الجمعية التي عملت دكتورة منار ورفيقاتها على تأسيسها لتكون حصن لنساء الدوحة درع من الجهل والتجهيل الذى كانت تمارسه الإنقاذ عبر منافذ السفارات وبرامجها الفارغة المحتوى…

فتلك الفترة العصية العصيبة كانت منار ورفيقاتها يمارسن نشر الوعي المعرف التعليم …. في الأمسيات السعيدة كنت أسرق الوقت للذهاب للمركز الثقافي وقتها لم أكن عضوة برابطة المرأة لم أتعرف بعد على سيدات من الدوحة … كنت أجلس ركن اتابع الأنشطة في صمت ثم أعود ادراجي عقب عروض الثوب السوداني أو ندوات التوعية أحيانا كورسات الحاسوب التى ساعدت كثير من الشباب والشابات في تقديم أنفسهم للوظائف بالشكل المطلوب وبعد ما التحقت بالعمل بجريدة الراية كان الوقت مقسما بين العمل والمنزل ظلت سوا هى المكان الذى أهرب اليه كي أستنشق عبق الأسرة والبيت السوداني تقابلك منار بحضن الأم والأخت تدعوك للتسجيل دون تكلف أو ضغط تترك لك خيار أن تكون ضمن الأسرة الكبيرة رغم عدم رغبتي بالتسجيل كان المكان مفتوح فكنت اتابع معارض الأسر المنتجة ثم ليلة (الرحمتات) التي تربط اطفالنا بثقافة الوطن.

عندما رزقت بأحمد وكبر كانت سوا هي البيت الكبير كانت تجربة سوا مدرسة السبت مدرسة من مدارس بناء الشخصية الهوية لأطفالنا كانت زهرات الوعي الناضجات صويحبات أخوات منار النجيبة سهير سليمان، سارة بدوي، الرائدة محاسن عابدين أم وضاح هن من ذات عجينة الطيب الفواح دكتور منار

……الحديث عن منار وعن سوا لا ينتهي….

الحديث عن فقدنا لها لن ينسينا غيابها المر نعم في شهر مارس شهر المرأة والأم منار رحلت بهدوء دون ضجيج كانت منار قد غادرت الدوحة لتستقر بالسودان بعد انتهاء فترة عملها وزوجها الكريم دكتور فياض ذهبت منار ودعت صويحباتها رفيقات دربها كتبت حروف توجع القلب ( قالت بعد عدت وحيدة بعد أن كنت أملك عشرات الصحبات) كانت روح منار معلقة هنا برفيقات دربها، محاسن، عفاف، منى، وغيرهن من الماجدات المكافحات…

أذكر تماما آخر حفل وداع نظمته دكتور منار كان حفل وداع الجميلة Laila Salah يومها ، كالعادة كانت انيقة جميلة تنشر جمال روحها بين الجميع صدح الفنان بصوت كله حنين للوطن كان ذلك عقب سقوط نظام الانقاذ البغيض يومها حلقنا جميعا بروح الثورة كانت دموع الوداع ودموع فرح (بلا وانجلا) كأننا كنا على موعد للدرس الأخير مع دكتورة منار عثمان وقتها كانت تستقبل الجميع بذات الابتسامة التى عرفناها بها أول مرة كما عهدنا نساء سوا تم تكريم ليلى صلاح كان وفاء لأهل العطاء من منار ونساء سوا هدية ودرس لنا جميعًا أن كونوا في غربتكم سند لبعضكم البعض….

نعم الحزن يمزق الجميع الدموع تغالب كل من عرفها لكن وصية منار التى يعرف الجميع حبها للخير والحياة كأنها كانت تعلم

أنها سترحل قبل الجميع ستفارق في عنفوان عطاءها البازخ كانت وصيتها

في واحدة من المجموعات الكثيرة التى جمعت فيها الأخوات على المحبة والريادة والعمل منها صالون الدوحة، ايمو غالرى ثم قروب سوا (عند موتي لا تحزنوا عيشوا الحياة أدعوا لي) بتصرف.

اللهم ارحم فراشة الدوحة زهرتها المشرقة

اللهم أرحم منار بقدر ماقدمت فقد كانت

شعلة ضوء….

التعازي لكل اسرتها صديقاتها كل من عرفها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *