مسؤول اممي: حرب السودان وحشية

مسؤول اممي: حرب السودان وحشية

في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، طالب مسؤول رفيع في الأمم المتحدة طرفي الصراع بتمكين المنظمات الإنسانية من الوصول الكامل إلى المناطق المتضررة، وضمان حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، محذراً من أن استمرار القيود يفاقم معاناة الملايين ويهدد حياة الفئات الأكثر هشاشة.

وصف وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر الحرب في السودان بأنها “وحشية وغير إنسانية”، داعياً خلال جولة ميدانية في إقليم دارفور جميع الأطراف إلى السماح بوصول المساعدات المنقذة للحياة وحماية المدنيين والعاملين الإنسانيين. وأكد أن الأوضاع تتدهور بشكل متسارع، حيث يواجه أكثر من 21 مليون شخص، أي ما يعادل 45% من إجمالي سكان السودان، انعداماً حاداً في الأمن الغذائي بعد أكثر من عامين ونصف من الصراع المستمر.

يواصل فليتشر زيارته إلى دارفور، حيث أمضى الليلة الماضية في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، ثم زار مدينة زالنجي في ولاية وسط دارفور، قبل أن يتوجه إلى ولاية شرق دارفور. وفي مقطع فيديو نشره عبر منصة “إكس”، قال: “نحن في جولة ميدانية كبرى. قضينا الليلة الماضية في الجنينة، وسأتوجه الآن أعمق داخل دارفور نحو بؤرة هذا النزاع، حيث شهدنا الكثير من الإعدامات الجماعية والنزوح الجماعي والاغتصاب الجماعي والمجاعة. هذه حرب وحشية وغير إنسانية حقاً، ويجب أن نكون هناك مع الناجين. يجب أن يُسمح لنا بإيصال مساعداتنا المنقذة للحياة”.

أوضح فليتشر أنه قضى يوماً في مدينة بورتسودان الساحلية، حيث التقى بالسلطات هناك، وتحدث مع الجنرال عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة السودانية، إلى جانب مسؤولين آخرين. وأضاف أنه أجرى محادثات مع قوات الدعم السريع، مطالباً بتمكين الأمم المتحدة من الوصول الكامل إلى كل مكان تحتاج إلى العمل فيه، وضمان حماية العاملين في المجال الإنساني والمدنيين.

قال فليتشر: “الأمم المتحدة هي السفينة التي لم تُبنَ لتبقى في الميناء. يجب أن نكون بجانب الأشخاص الذين جئنا لخدمتهم، وأريد أن أُظهر من خلال هذه الرحلة البرية، ومن خلال الأماكن التي أستطيع الوصول إليها، أننا سنفعل ذلك وسنُقدم المساعدة”. وأكد أن وجود الأمم المتحدة على الأرض يمثل ضرورة قصوى لتقديم الدعم المباشر للمتضررين.

 

تم تأكيد المجاعة في مدينتي الفاشر في شمال دارفور وكادقلي في جنوب كردفان، حيث يتعذر وصول المساعدات الإنسانية إلى هاتين المنطقتين. ومع ذلك، تمكن برنامج الأغذية العالمي من عكس ظروف شبيهة بالمجاعة في تسعة مواقع أخرى بفضل المساعدة المستدامة التي حافظت على وصول منتظم للمساعدات. وأوضح البرنامج أن انخفاض معدلات الجوع ارتبط بتراجع النزاع وتوسيع العمليات الإنسانية، مما يدل على أن الوصول المستمر هو الفارق بين التجويع والتعافي الفعلي.

تقوم الوكالة حالياً بالوصول إلى أكثر من أربعة ملايين شخص شهرياً عبر تقديم الأغذية الطارئة والدعم النقدي والتغذوي، بما في ذلك في مناطق كان يصعب الوصول إليها سابقاً في ولايات دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة. وأكد برنامج الأغذية العالمي أنه يمكنه، في حال توفر المزيد من الموارد، مضاعفة نطاق وصوله ليصل إلى ثمانية ملايين شخص شهرياً، والحد بشكل أكبر من خطر انتشار المجاعة في المناطق الأكثر تضرراً. لكنه حذر من أن هذا التقدم الهش قد يتلاشى بسرعة إذا لم يتم توفير الدعم الإضافي المطلوب.

حثت الأمم المتحدة المجتمع الدولي على مواصلة تصعيد الدعم والتمويل اللازمين لمساعدة الشعب السوداني، مؤكدة أن البلاد تمر بمرحلة حرجة وأن الملايين في أمس الحاجة إلى العون الإنساني العاجل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *