البرهان يجدد الدعوة الى التعبئة العامة فى السودان

البرهان يجدد الدعوة الى التعبئة العامة فى السودان
عبد الفتاح البرهان

في تصعيد جديد يعكس تعقيدات المشهد العسكري والسياسي في السودان، أعلن قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، الجمعة، تجديد التعبئة العامة ودعا جميع السودانيين القادرين على حمل السلاح إلى التقدّم والمشاركة في المعارك ضد قوات الدعم السريع، مؤكداً أن المواجهة لن تنتهي إلا بالقضاء الكامل على ما وصفه بالميليشيا المتمردة.

دعوة للتعبئة

أمام حشد جماهيري في قرية السريحة بولاية الجزيرة، شدد البرهان على أن كل شخص قادر على حمل السلاح يجب أن ينضم إلى المعركة من أجل هزيمة قوات الدعم السريع والقضاء عليها في كل مكان. وأكد أن المعركة لن تُحسم عبر اتفاق أو هدنة، بل عبر المواجهة المباشرة حتى النهاية. وأضاف أن أي حوار مع قوات الدعم السريع لن يتم إلا بعد تجميعها في مكان واحد وتسليمها السلاح، مشيراً إلى أن الوسطاء يجب أن يدركوا أن التفاوض لن يبدأ إلا بعد نزع سلاح المتمردين، وأن الجيش سيواصل القتال حتى يحقق هدفه بالقضاء عليهم.

رد الدعم السريع

في المقابل، رد الباشا طبيق، مستشار قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، على تصريحات البرهان عبر تغريدة في منصة “إكس”، مؤكداً أن إعلان التعبئة العامة ورفض أي مفاوضات يمثل رداً مباشراً على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، ورسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن البرهان لن يستجيب للمبادرات الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب. ووصف شرط البرهان بتسليم قوات الدعم السريع لسلاحها قبل أي تفاوض بأنه مجرد “أحلام يقظة” وبعيد تماماً عن الواقع. وأشار إلى أن قوات الدعم السريع قبلت بمبادرة الهدنة الإنسانية التي طرحتها المجموعة الرباعية بقيادة الولايات المتحدة، والتي نصت على وقف إطلاق نار لثلاثة أشهر يعقبها اتفاق شامل، لكنها واصلت القتال، بينما لم يرد الجيش السوداني رسمياً على المبادرة واكتفى قائده بإعلان التعبئة العامة.

اتصالات دولية

على الصعيد الدولي، بحث وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في اتصال هاتفي مع الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، التطورات المأساوية في السودان. وأكد الشيخ عبد الله بن زايد أهمية تفعيل البنود الواردة في بيان المجموعة الرباعية، التي تضم الإمارات ومصر والسعودية والولايات المتحدة، والصادر في سبتمبر الماضي، بهدف إنهاء الصراع والتوصل إلى حل سلمي للأزمة السودانية. وأوضح أن تفعيل هذه البنود يمثل خطوة ضرورية لوقف الحرب المستمرة وتخفيف المعاناة الإنسانية التي تتفاقم يوماً بعد يوم.

أزمة إنسانية

في سياق متصل، حذرت الأمينة العامة للمجلس الدانماركي للاجئين شارلوت سلينتي من أن نصف سكان السودان، أي أكثر من 30 مليون شخص، باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة بعد أكثر من عامين من الحرب. وقالت سلينتي عقب زيارة ميدانية إلى الحدود السودانية التشادية إن معاناة السكان “لا يمكن تخيلها”، مشيرة إلى تدفق أعداد ضخمة من الفارين إلى داخل تشاد التي تستضيف حالياً نحو 1.5 مليون لاجئ سوداني يعيشون في مخيمات على طول الحدود.

انتقادات دولية

انتقدت سلينتي ما وصفته بـ”سلبية المجتمع الدولي”، مؤكدة أن إصدار البيانات لم يوقف العنف ولم يخفف من حجم الكارثة الإنسانية. وأشارت إلى أن السودان أصبح يضم أكبر عدد من النازحين داخلياً في العالم، مع تسجيل انتهاكات واسعة تشمل القتل الجماعي والعنف الجنسي والاعتقالات والخطف والإخفاء القسري. وأضافت أن العنف تصاعد بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر واتساع رقعة القتال إلى كردفان، حيث تُحاصر مدن كادوقلي، فيما تتواصل الهجمات على بابنوسة، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني والأمني في البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *