الهجرة الدولية : موجة نزوح جديدة من ولاية جنوب كردفان
في ظل تصاعد العمليات العسكرية وتدهور الوضع الأمني في ولايات كردفان، سجلت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة موجة جديدة من النزوح الداخلي، شملت آلاف المدنيين الذين فرّوا من مناطقهم خلال الأيام الأخيرة من أكتوبر، في مؤشر واضح على اتساع رقعة الأزمة الإنسانية في السودان.
أعلنت منظمة الهجرة الدولية، يوم الاثنين، أن ما لا يقل عن 360 شخصاً نزحوا من ولاية جنوب كردفان نتيجة لتصاعد وتيرة انعدام الأمن، وذلك عقب تكثيف القصف الجوي بواسطة الطائرات المسيّرة، التي استهدفت عدداً من المدن في الولاية خلال الفترة الماضية. وأوضحت المنظمة في بيان أن مدينة العباسية سجلت نزوح 180 شخصاً، فيما غادر العدد ذاته مدينة دلامي، متجهين إلى مواقع مختلفة داخل محلية دلامي بجنوب كردفان، بالإضافة إلى محلية تندلتي الواقعة في ولاية النيل الأبيض، في محاولة للبحث عن مناطق أكثر أمناً.
وفي تطور موازٍ، قدّرت المنظمة الدولية نزوح نحو 1,205 أشخاص من محليتي بارا وأم روابة بولاية شمال كردفان في 31 أكتوبر، نتيجة لتدهور الوضع الأمني في تلك المناطق. وأفادت بأن حوالي 580 شخصاً فرّوا من قرى العوجة، الأزحاف، وود سرور بمحلية بارا، بينما نزح 625 شخصاً آخرين من قرى أبو قرين، أبييّا، البرصة، أم جنّاس، الرحمانية، أم جزيرة، وشرقيلة بمحلية أم روابة. وتوجه النازحون إلى مواقع مختلفة بمحلية شيكان في ولاية شمال كردفان، إضافة إلى محليات الدويم، تندلتي، كوستي، وربك بولاية النيل الأبيض، وسط ظروف إنسانية صعبة.
أشارت المنظمة إلى أن هذه التحركات السكانية تمثل جزءاً من سلسلة حوادث النزوح التي شهدتها ولايات بارا، شيكان، الرهد، أم روابة، وأم دم حاج أحمد في شمال كردفان، والتي أسفرت عن نزوح تقديري بلغ نحو 36,825 شخصاً خلال الفترة من 26 إلى 31 أكتوبر 2025. وتأتي هذه الأرقام في سياق تصاعد القتال وتدهور الأوضاع الأمنية في مناطق واسعة من السودان، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وتزايد الحاجة إلى تدخلات عاجلة من الجهات الدولية المعنية.
