الهجرة الدولية … فقدان عشرات السودانيين اثر انقلاب قارب من السواحل الليبية

في تطور مأساوي جديد ضمن سلسلة حوادث الهجرة غير النظامية، أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين يوم الأربعاء عن فقدان عشرات الأشخاص، غالبيتهم من الجنسية السودانية، إثر انقلاب قارب كان يقلّهم من السواحل الليبية باتجاه اليونان. الحادث وقع قبالة شواطئ مدينة طبرق في الثالث عشر من سبتمبر الجاري، حيث كان القارب يحمل 74 مهاجرًا، معظمهم من أبناء الجالية السودانية، وفق ما جاء في بيان رسمي صادر عن مكتب المفوضية في ليبيا عبر صفحته على موقع “فيسبوك”.

ناجون ومفقودون

أكدت المفوضية أن الحادث أسفر عن نجاة 13 شخصًا فقط، بينما لا يزال عشرات آخرون في عداد المفقودين، وسط استمرار عمليات البحث والإنقاذ. ووصفت المفوضية هذه الواقعة بأنها الثانية من نوعها في ذات المنطقة خلال فترة زمنية قصيرة، ما يعكس تصاعدًا خطيرًا في وتيرة الحوادث المرتبطة بالهجرة غير النظامية عبر البحر الأبيض المتوسط. وقدّمت المفوضية تعازيها الحارة ومواساتها الصادقة لأسر الضحايا، مؤكدة تضامنها الكامل مع جميع المتأثرين بهذه الفاجعة الإنسانية.

دعوة للحل

في سياق متصل، شددت المفوضية على أن الحل الجذري لهذه المآسي يكمن في إنهاء الحرب الدائرة في السودان، بما يتيح للمواطنين العودة إلى ديارهم بأمان، دون الاضطرار إلى خوض رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر. وأشارت إلى أن المسارات الآمنة والقانونية للهجرة لا تزال محدودة للغاية، ولا تتاح إلا لعدد ضئيل من الأفراد، ما يدفع الكثيرين إلى اللجوء لطرق غير نظامية رغم المخاطر الجسيمة التي تنطوي عليها.

حادثة ثانية

وفي حادثة منفصلة وقعت يوم السبت قبالة سواحل طبرق شرق ليبيا، لقي نحو 15 شخصًا مصرعهم إثر غرق مركب في البحر الأبيض المتوسط، بينما تمكن خفر السواحل الليبي من إنقاذ 63 آخرين، في حين لا يزال 20 شخصًا في عداد المفقودين. هذه الحادثة تأتي لتؤكد استمرار التحديات المرتبطة بالهجرة غير النظامية في المنطقة، وتسلط الضوء على المخاطر المتزايدة التي تواجه المهاجرين في ظل غياب حلول سياسية وإنسانية شاملة.

أرقام مقلقة

وبحسب آخر تحديث صادر عن منظمة الهجرة الدولية، فإن خفر السواحل الليبي اعترض 769 مهاجرًا في البحر خلال الفترة ما بين 31 أغسطس و6 سبتمبر الجاري، وأعادهم إلى الأراضي الليبية. كما أظهر التقرير أن عدد المهاجرين الذين تم اعتراضهم خلال العام 2024 بلغ 21,762 شخصًا، مقارنة بـ17,190 مهاجرًا في العام 2023. أما في العام الجاري 2025، فقد وصل عدد المهاجرين الذين تم اعتراضهم وإعادتهم إلى ليبيا منذ بداية يناير وحتى منتصف سبتمبر إلى 16,241 مهاجرًا، ما يعكس استمرار الضغط على المسارات البحرية وتفاقم أزمة الهجرة في المنطقة.