نقابة الاطباء تعرب عن قلقها ازاء تلوث مناطق فى العاصمة الخرطوم

في ظل تصاعد التحذيرات الطبية والحقوقية، أصدرت نقابة أطباء السودان الشرعية، وهي جهة غير مسجلة رسميًا، بيانًا أعربت فيه عن قلق بالغ إزاء ما وصفته بتلوث واسع النطاق في العاصمة الخرطوم وعدد من المناطق المتأثرة بالنزاع، نتيجة لاستخدام أسلحة كيميائية. النقابة أكدت أن الأوضاع الصحية الراهنة تشكل تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين، مشيرة إلى أن العودة إلى المدينة في الوقت الحالي غير ممكنة بسبب المخاطر المتزايدة المرتبطة بالتلوث الكيميائي.
البيان الصادر يوم السبت أشار إلى أن معدل الوفيات في الخرطوم بلغ مستويات مرتفعة للغاية، نتيجة أمراض قاتلة ناجمة عن التعرض لمواد كيميائية، موضحًا أن الحالات المرضية المنتشرة مؤخرًا لا تعود إلى الكوليرا أو الالتهابات الجلدية البكتيرية كما تداول البعض، بل ترتبط بشكل مباشر بالتلوث الكيميائي الذي خلّفته الأسلحة المستخدمة في النزاع.
وبحسب ما ورد في البيان، فإن هذه النتائج جاءت عقب تحريات ميدانية أجرتها النقابة بالتعاون مع منظمات دولية وإقليمية، خلصت إلى أن العاصمة السودانية لم تعد صالحة للسكن في المدى القريب، ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة تشمل تحديد مواقع التلوث الكيميائي وعزلها بشكل فوري. النقابة شددت على ضرورة تدخل الأطراف المعنية لحماية صحة وسلامة السكان، مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة المستمرة.
وتتزامن هذه التصريحات مع تصاعد المخاوف من استخدام أسلحة محظورة دوليًا في النزاع الدائر بالسودان، حيث سبق أن أوردت منظمات حقوقية وتقارير إعلامية اتهامات متكررة بشأن لجوء أطراف النزاع إلى أسلحة غير تقليدية. في هذا السياق، كانت الأمم المتحدة قد أكدت في مناسبات متعددة أن استخدام الأسلحة الكيميائية يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويعرّض المسؤولين عن استخدامها للمساءلة الجنائية أمام المحاكم الدولية.