استمرار تسجيل العودة الطوعية للسودانيين من ليبيا

في تطور يعكس حجم الإقبال على برنامج العودة الطوعية إلى السودان، أفاد القنصل العام لجمهورية السودان في مدينة بنغازي، عبد الرحمن رحمة الله، بأن عدد المواطنين السودانيين الذين سجلوا رغبتهم في العودة إلى بلادهم عبر المنصة الإلكترونية المخصصة لذلك قد تجاوز خمسين ألف شخص، وذلك خلال الفترة الممتدة من بداية سبتمبر وحتى الخامس والعشرين من الشهر ذاته للعام 2025.
وجاء هذا الإعلان في سياق لقاء رسمي جمع القنصل السوداني بوزير الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الليبية، الدكتور عبد الهادي الحويج، حيث ناقش الطرفان سبل تعزيز التنسيق المشترك ومتابعة نتائج اللقاءات السابقة التي هدفت إلى تنظيم عملية العودة الطوعية للجالية السودانية المقيمة والنازحة داخل الأراضي الليبية.
وكانت القنصلية السودانية في بنغازي قد أعلنت في السادس عشر من أغسطس 2025 عن بدء استقبال طلبات العودة الطوعية، موضحة أن التسجيل متاح عبر الرابط الإلكتروني المخصص لذلك، أو من خلال مراجعة ممثلي الجاليات السودانية في عدد من المدن الليبية، من بينها المرج، البيضاء، شحات، القبة، درنة، طبرق، البريقة، إجدابيا، الواحات، الكفرة، سبها، والجفرة.
وفي تصريح رسمي صادر عن وزارة الخارجية الليبية، تم التأكيد على أن اللقاء الأخير مع القنصل السوداني خُصص لمراجعة الترتيبات المتعلقة بتنفيذ برنامج العودة، حيث قدم القنصل العام عرضاً مفصلاً حول الإجراءات المتبعة، بما في ذلك آلية التسجيل الإلكتروني التي شهدت تفاعلاً واسعاً من أبناء الجالية السودانية، مع استمرار عملية التسجيل حتى نهاية الفترة المحددة.
وأعرب القنصل العام خلال اللقاء عن شكره العميق لوزارة الخارجية الليبية والحكومة على ما تبديه من اهتمام بأوضاع الجالية السودانية، مشيداً كذلك بالدور الذي تضطلع به القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية في توفير الدعم والخدمات اللازمة لإنجاح هذا البرنامج الإنساني.
وأوضح أن هذا اللقاء يأتي في إطار استكمال الجهود المشتركة بين الحكومة الليبية والقنصلية السودانية في بنغازي، ويعكس التزام الطرفين بتوفير الظروف الملائمة لعودة المواطنين السودانيين إلى وطنهم، بما يحقق المصلحة المشتركة ويعزز العلاقات الأخوية بين الشعبين.
وفي سياق متصل، أعلنت الحكومة الليبية عن إطلاق قافلة طبية متكاملة موجهة إلى أبناء الجالية السودانية النازحين في المنطقة الجنوبية، وذلك تحت إشراف مباشر من ديوان وزارة الخارجية، وبالتنسيق مع المركز الوطني لمكافحة الأمراض، ومركز الخدمات الصحية، والمختبر المرجعي في مدينة سبها. وتهدف هذه القافلة إلى تقديم خدمات صحية عاجلة وضرورية لسكان المخيمات، في إطار جهود الدولة للحد من انتشار الأمراض والأوبئة وضمان حصول النازحين على الرعاية الطبية المناسبة.
وتعكس هذه المبادرة حرص الحكومة الليبية على دعم الأشقاء السودانيين في مواجهة التحديات الإنسانية والصحية التي يواجهونها، وتؤكد التزامها بمسؤولياتها تجاه الجاليات المقيمة على أراضيها، في تجسيد عملي لقيم التضامن والتكافل الإنساني.