الامم المتحدة ترحب بالتطور الايجابي فى ايصال مساعدات انسانية لولاية جنوب كردفان

أعلنت الأمم المتحدة عن ترحيبها بالتطور الإيجابي الذي شهدته ولاية جنوب كردفان في السودان، بعد نجاح قافلة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في إيصال مساعدات إنسانية إلى مدينة الدلنج، وذلك في خطوة تُعد الأولى من نوعها بهذا الحجم منذ أكتوبر من العام الماضي، وفقاً لما أفاد به المتحدث الرسمي باسم المنظمة الدولية، ستيفان دوجاريك.
وأوضح دوجاريك، خلال الإيجاز الصحفي اليومي، أن هذه القافلة تمثل أول عملية إيصال واسعة النطاق للمساعدات الإنسانية إلى المنطقة من قبل أي وكالة تابعة للأمم المتحدة منذ أكثر من عشرة أشهر، مشيراً إلى أن القافلة ستتابع مسارها باتجاه مدينة كادقلي، التي تُعد العاصمة الإدارية للولاية. وأضاف أن أكثر من 120 ألف شخص من الفئات الأكثر هشاشة في منطقتي الدلنج وكادقلي سيستفيدون من هذه الإمدادات، في وقت وصلت فيه الاحتياجات الإنسانية إلى مستويات حرجة، نتيجة الحصار الذي فرض على المجتمعات المحلية لفترات طويلة.
وفي سياق متصل، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من استمرار تصاعد أعمال العنف في ولاية شمال دارفور، مشيراً إلى أن الوضع الأمني المتدهور دفع نحو ألف شخص إلى مغادرة مخيم أبو شوك للنازحين، الواقع على أطراف مدينة الفاشر، وذلك خلال يومي التاسع عشر والعشرين من أغسطس الجاري، بحسب تقديرات المنظمة الدولية للهجرة. ويُعد هذا المخيم من أكثر المناطق تضرراً من المجاعة، وقد شهد في الأسابيع الأخيرة سلسلة من الهجمات العنيفة، تخللتها تقارير عن اختطاف نساء وأطفال.
كما أبدى مكتب أوتشا قلقه البالغ إزاء الأنباء الواردة عن موجة جديدة من العنف في مدينة الفاشر، بما في ذلك تقارير تفيد بتعرض المستشفى الرئيسي في المدينة لقصف مدفعي، ما يهدد سلامة المدنيين ويزيد من تعقيد الوضع الإنساني. وفي شمال دارفور أيضاً، أشار المكتب إلى تفاقم أزمة التغذية في منطقة مليط، حيث كشف مسح ميداني أجرته منظمة الإغاثة الدولية، وهي إحدى الجهات الشريكة للأمم المتحدة، أن واحداً من كل ثلاثة أطفال يعاني من سوء تغذية حاد، ما يعرض آلاف الأطفال دون سن الخامسة لخطر الإصابة بأمراض خطيرة، ومضاعفات صحية قد تؤدي إلى الوفاة أو التأخر في النمو.
وتجدر الإشارة إلى أن المنطقة نفسها كانت قد شهدت الأسبوع الماضي هجوماً استهدف قافلة مساعدات تابعة لبرنامج الغذاء العالمي أثناء محاولتها تفريغ شحنات إنسانية، ما يعكس حجم التحديات التي تواجه عمليات الإغاثة في ظل الوضع الأمني المتدهور.
وفي ختام تصريحاته، أكد ستيفان دوجاريك أن الأمم المتحدة وشركاءها يواصلون التزامهم بتقديم الدعم الإنساني للسكان في المناطق المتضررة، كلما سمحت الظروف بذلك، مشيراً إلى أن استمرار انعدام الأمن، إلى جانب العقبات اللوجستية ونقص التمويل الحاد، لا يزال يشكل عائقاً كبيراً أمام جهود الإغاثة. وجدد دعوته لكافة الأطراف المعنية إلى احترام القانون الدولي الإنساني، وضمان وصول آمن ودون عوائق للعاملين في المجال الإنساني، مع ضرورة إعطاء الأولوية القصوى لحماية المدنيين في جميع المناطق المتأثرة.