جنوب السودان تنفى ترحيل فلسطيين الى اراضيها …ومساعدات اسرائيلية الى جوبا

أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بوجود محادثات بين تل أبيب وجنوب السودان تتعلق بإمكانية نقل فلسطينيين إلى أراضي الأخيرة، في سياق خطة تهجير مرتبطة بالأوضاع في قطاع غزة، إلا أن حكومة جنوب السودان سارعت إلى نفي هذه المزاعم، مؤكدة في بيان رسمي أن تلك الأنباء لا تستند إلى أي أساس واقعي.
في سياق موازٍ، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية يوم الاثنين عن قرار بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة إلى جنوب السودان، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي استجابة لحالة الطوارئ الصحية التي تمر بها البلاد، لا سيما تفشي وباء الكوليرا والنقص الحاد في الموارد الأساسية. ووفقاً لما ورد في بيان رسمي صادر عن الوزارة، فإن المساعدات ستتضمن تجهيزات طبية، وأجهزة لتنقية المياه، ومواد وقائية مثل القفازات والأقنعة، إلى جانب أطقم نظافة مخصصة للحد من انتشار الكوليرا، بالإضافة إلى طرود غذائية موجهة للفئات الأكثر احتياجاً.
هذا الإعلان تزامن مع تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد فيها أن حكومته ستسمح للفلسطينيين في قطاع غزة الذين يرغبون في مغادرة المنطقة بالرحيل، مشيراً إلى أن إسرائيل تجري اتصالات مع عدد من الدول التي قد تكون مستعدة لاستقبالهم. وذكرت تقارير صحافية أن جنوب السودان كانت من بين الدول التي طُرحت في إطار هذه الاتصالات، إلا أن السلطات في جوبا نفت بشكل قاطع وجود أي تفاهمات بهذا الشأن.
وكانت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي شارن هاسكل قد أجرت زيارة رسمية إلى جوبا الأسبوع الماضي، حيث التقت بالرئيس الجنوب سوداني سلفا كير ميارديت، في لقاء لم تُعلن تفاصيله بشكل موسع، لكنه جاء في ظل تصاعد الحديث عن العلاقات الثنائية بين البلدين.
ويأتي إعلان إسرائيل عن إرسال مساعدات إلى جنوب السودان في وقت يشهد فيه قطاع غزة أزمة إنسانية متفاقمة نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من اثنين وعشرين شهراً، حيث تعاني المنطقة من نقص حاد في الغذاء والماء والوقود، وسط قيود مشددة على دخول المساعدات الإنسانية. وقد تصاعدت الانتقادات الدولية الموجهة إلى إسرائيل بسبب هذه الأوضاع، إذ حذرت الأمم المتحدة ومنظمات دولية من خطر المجاعة في القطاع، فيما اتهمت منظمة العفو الدولية إسرائيل يوم الاثنين باتباع سياسة تجويع ممنهجة بحق السكان المحاصرين.
من جهة أخرى، يواجه جنوب السودان تحديات داخلية كبيرة منذ انفصاله عن السودان في عام 2011، إذ لا تزال البلاد تعاني من آثار الحرب الأهلية التي اندلعت بين أنصار الرئيس سلفا كير ومؤيدي نائبه السابق رياك مشار بين عامي 2013 و2018، وأسفرت عن مقتل نحو أربعمئة ألف شخص، وتهجير ما يقرب من أربعة ملايين مواطن، ما أدى إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي المستمرة حتى اليوم.