ترتيبات سودانية لإعادة إعمار مادمرته الحرب

ترتيبات سودانية لإعادة إعمار مادمرته الحرب

تقرير  : عاصم اسماعيل

ترتب الجهات المختصة فى السودان لعقد مؤتمر دولى فى الصين لتمويل مشروعات اعادة اعمار ما دمرته الحرب فى السودان بعد توقفها فى البلاد وذلك بمشاركة منظمات دولية مانحة وعدد من بيوت الخبرة والقطاع الخاص المحلى والاقليمى والدولى .

فاتورة الحرب : 
واكد القائم بأعمال سفارة جمهورية الصين الشعبية لدي السودان تشانغ شيانغ هوا ان الصين ستبذل كل مافي وسعها للمشاركة والوقوف بجانب السودان خاصة الاعمار بعد انتهاء الحرب.
وقال مختصون أن فاتورة الحروب الحقيقية فى السودان في صورتها النهائية لن تتضح إلا بعد توقف الحرب بين الجيش والدعم السريع واكدوا أنها قد تكون أكبر بكثير من كل التوقعات لتجد البلاد نفسها في مواجهة مهمة شاقة لإعادة الإعمار والبناء على كل المستويات.واضافوا انه في حال توصل إلى اتفاق وقف الحرب بين المتحاربين فى البلاد فإن خيارات الإصلاح والإعمار تبدو أمراً غاية فى الصعوبة والتعقيد.

تقديرات الخسائر:

تقديرات المعهد الدولي لبحوث سياسات الأغذية بالتعاون مع البنك الدولي أشارت إلى أن خسائر تبلغ نحو 15 مليار دولار فاقد من الناتج المحلي للسودان، أي ما يعادل نحو 50 في المئة منه، في حال استمرار الحرب وهو ما أصبح واقعاً الآن بل ربما تزيد التكلفة خلال العام الحالى 2024م.

وشهدت المعارك المستمرة الى الان دمارا على كافة المستويات حيث فقد القطاع الصناعي اكثر من 70 في المئة منه مدخلات الإنتاج والقوى العاملة، بينما تأثر القطاع الزراعي بنسبة نحو 40 في المئة، وفق تقديرات المعهد الدولي لبحوث الأغذية، أما القطاع الخدمي فقد بلغت نسبة الخسائر فيه نحو 50 في المئة تقريباً.

خمسة ملايين وظيفة :

لكن التوقعات المحلية اشارت الى فقدان 5 ملايين شخص وظائفهم بسبب الحرب معظمها في ولاية الخرطوم وبعض المناطق في إقليم دارفور وكردفان وولاية الجزيرة في وقت يستهلك فيه السودانيون مدخراتهم بسرعة كبيرة، إضافة إلى تراجع القدرة الشرائية وانخفاض الدخول بنسبة 50 في المئة وتوسع مظلة الفقر بسبب النزوح والتشرد واللجوء.

الحرب المستمرة منذ عام في السودان البلاد تسببت في خفض إيرادات الدولة بنسبة تفوق 80 في المئة، ولا يزال التدهور مستمراً مقابل تضاعف الإنفاق العام بصورة متزايدة منذ اندلاع الحرب في الـ15 من أبريل بحسب وزير المالية جبريل إبراهيم.

قطاعات مدمرة :

مبني وزارة الصحة السودانية

وعدد استاذ الاقتصاد محمد الناير القطاعات التي شهدت دمارا خاصة القطاع المصرفى والتجارى والزراعى والصحى والتعليمى والخدمى والبنية التحتية ما ادي الى تاثر ايرادات الدولة بشكل كلى وما تم نهبه من المواطنيين من سيارات ومصوغات ذهبية واموال وغيرها واثرها على حياة المواطنيين بالاضافة الى اثر النزوح على موارد الولايات الاخرى التي لم تطالها الحرب

وطالب الناير فى حديثه ل”سودان تايمز”بضرورة وضع رؤية اقتصادية كاملة لإصلاح الإقتصاد السوداني وخلق توازن فيه من خلال استهداف مؤشرات الإقتصاد من استقرار سعر الصرف وخفض معدلات التضخم وتحقيق معدل نمو وغيرها من المؤشرات التي يفترض وضع برنامج لها متكامل.

افكار نيرة :

ولكن الاقتصادى ابراهيم الزين يقول ل” سودان تايمز ” ان المشكلة في السودان أن الأفكار النيرة متوفرة وبكثرة ولكن من ينفذون هذه الأفكار هم النادرون. واضاف الحقيقة هى ان الفساد ظل يعطل كل الاجراءات سوى كان فى السابق او المستقبل فاذا غاب قانون المحاسبة فلن ينصلح حال البلاد خاصة وان التجارب السابقة كشفت ان 90 بالمائة من الاموال المخصصة للبناء والتعمير تذهب لجيوب مسؤولين اضافة الى سوء ادارة الاموال ، وطالب بضرورة معالجة ذلك عبر الشفافية الكاملة واشراك المجتمع المستفيد في كل التفاصيل، والحوسبة الكاملة

جهات مانحة : 

المنظمة العربية

الا ان عميد كلية الاقتصاد بجامعة السودان عبد العظيم المهل يقول فى حال توقف الحرب واقرار اعمار مادمرته الحرب ، بالضروة اشراك الجهات المانحة فى التنفيذ واختيار الكفاءة وقفل الباب امام “الترضيات” وطالب بعمل الدراسات اللازمة وعدم الاعتماد علي موظفي الدولة البيروقراطيين ويمكن الاستعانة بالخبرات خارج السودان أو بيوت الخبرة الداخلية عبر شركات متخصصة في هذا المجال .وقال المهل مطلوب تكوين لجنة لإعادة الإعمار لكل قطاع من مختصين وإشراك الجهات المانحة والمستفيدة.

مائدة مستديرة: 

السودان ومصر

وفي خطوة استباقية استضاف بيت السودان بالعاصمة المصرية القاهرة الشهر الماضي فعاليات مائدة مستديرة لإعادة الإعمار في السودان التي نظمها مركز التكامل السوداني المصري بالقاهرة، أصدرت نحو 70 توصية في خصوص إعادة الإعمار، تضمنت أبرز توصياتها ضرورة حصر الخسائر وإنشاء بنك للإعمار وإحكام سيطرة الدولة على إدارة القطاعات الاستراتيجية واستعادة دور الاقتصاد، والاستعانة بقطاع خاص مقتدر مالياً وفنياً، مع التركيز على إعادة بناء المواطن على أساس الحقوق والواجبات، وإنشاء مجلس للعلاقات الخارجية.

نداء دولى :

مبكرا أطلق وزير الصحة الاتحادي المكلف هيثم محمد إبراهيم نداءً دولياً وإقليمياً ومحلياً لإعمار قطاع الصحة بالسودان، وانعقد الاجتماع الأول للجنة العليا لنداء وزارة الصحة لإعمار المستشفيات بهدف وضع ترتيبات والموجهات الأساسية وأهداف واضحة للنداء

وأفرد الاجتماع محوراً خاصاً للمرحلة الأولى يتعلق بإعمار المستشفيات التي دمرتها الحرب، تعقبها مراحل أخرى لتأهيل وتقوية النظم الصحية في الولايات الأخرى.

اكتمال المشاورات: 

واكد وزير التجارة السوداني المكلف الفاتح عبدالله اكتمال المشاورات واللقاءات لوضع خطة وبرنامج عمل لاعادة إعمار وتنمية السودان بعد الحرب، مشيرا خلال لقائه اتحاد المصدرين والمستوردين العرب إلى ان العمل جار حاليا لكتابة الخطة في شكلها النهائي ووضعها كبرنامج عمل خلال المرحلة المقبلة بعد نهاية الحرب، في وقت اعلن اتحاد المصدرين والمستوردين العرب على لسان امينه العام مسعد عبد الحميد عن اكمال الاتحاد برئاسة امل زكي ترتيبات انعقاد مؤتمر دولي في الصين لتمويل مشروعات متعددة في اطار اعمار وتنمية السودان بعد الحرب تشمل بناء خمسة الاف وحدة سكنية خلال ثلاثة اشهر وتوفير مستشفيات متحركة بعد موافقة الجهات المعنية في السودان وتحديد الجهة المسؤولة عن متابعة هذه المشروعات وغيرها.

وشهد الاقتصاد السوداني انكماشاً بنسبة نحو 40 في المئة حتى نهاية العام الماضي، مع توقعات بارتفاع هذه النسبة خلال العام الحالي، فضلاً عن تدهور مريع في قيمة العملة الوطنية مقابل الدولار الأميركي من 570 جنيهاً سودانياً قبل اندلاع الحرب إلى نحو 1990 جنيها حاليا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *