التعذيب الوحشي في مناطق سيطرة الدعم السريع ينهي حياة الشاب “وضاح” بام درمان

التعذيب الوحشي في مناطق سيطرة الدعم السريع  ينهي حياة الشاب “وضاح” بام درمان

تقرير _ناهد ادريس

أصبحت ضواحي أمبدة و “قندهار” في مدينة امدرمان ، معتقل أكثر قساوة لسكان تلك المناطق من المواطنين العُزل، فقد شهدت هذه خلال الأشهر الأخيرة إعتقالات ، تعذيب ، إختفاء ، وتصفية لعدد من الشباب والشابات من سكان منطقة امبدة التي تقع تحت سيطرة مليشيات الدعم السريع.

لم تكن الشابة ماريا خاطر التي فارقت الحياة نتيجة التعذيب، هي آخر الضحايا فقد شكل اختفاء وتصفية الشاب وضاح عوض أبشر عوض السيد ٣٢ عاما صدمة كبيرة وفاجعة لسكان المنطقة ولأسرته وزملاءه في الحارة، ولا تزال والدته تتجرع مر فقدان ابنها الشاب الذي كانت تمني نفسها بلقاء يجمعها به بعد أيام من اختفاءه المفاجئ.

رصد ومراقبة

شكلت خلية من مليشيات الدعم السريع بمنطقة امبدة خلية من مجموعة تتجسس وتراقب وترصد تحركات السكان المحليين المدنيين في امبدة مما أدخل الرعب والخوف في ظل إختفاء واعتقال طال عدد من الشباب والشابات لايزال مصيرهم مجهولاً.

وقائع الاختفاء والتعذيب

وقائع التعذيب، في مناطق خاضعة لمليشات الدعم السريع ، والوقائع تلك، مرتبطة بأسباب شتى، تتجاوز الاتهام بالتجسس والتخابر مع الجيش ، وتمتد إلى ما هو شخصي وعنصري. قالت والدة الشهيد وضاح أبشر (ولدي كان موجود بمنزلنا معه شباب من ذات “الحي”، وقد أصر علينا الخروج من المنطقة خوفاً على إخواته من الانتهاكات والتصرفات غير المبررة التي طالت شابات بنفس المنطقة
وكان خوفه الأكبر على والده مريض “سكري وضغط”، ورغم إصراري لخروجه معانا ، لكنه رفض وأصر على البقاء هو شقيقه الأصغر.. وبعد ثلاثة أيام أصر أخوه بالخروج من المنطقة وكان خايف على الجميع، خرج اخوه وكنا جميعا في امدرمان الثورة، وظل وضاح لوحده في المنزل.

فقدان التواصل

تقول والدة وضاح أبشر ..كنا وإخوته على تواصل معه بالهاتف خلال فترة فقدان الشبكة، لكن انقطع التواصل بيننا لمدة أسبوع.. و بعد عودة الخدمة تلقيت اتصالا من شقيقة وضاح التي تقيم في مدينة بورتسودان، قالت إن الشباب بالمنطقة والجيران في تواصل معها اكدوا أن واضح اختفى من المنزل والحارة.. و لا يعلم عنه أحدٍ شيءٍ وكان الخبر مزعج جدا لنا .. وحاوت الاتصال رغم سوء الشبكة.. وبالصدفة تواصلت مع جارنا كان في حالة من القلق ومنزعج جداً …

اعتقال وتعذيب
في حديثها الموجع تقول والدة وضاح: ” اليوم التاني بعد صلاة الفجر تلقيت اتصال من شخص غريب، قال ” إن ابنك وضاح كان معتقل في قسم امبدة ١٨ المربعات، لكنه مضروب ضرب شديد في كل أنحاء جسمه وتعبان.. وجدناه مرمياً خارج القسم، حاول عمال بالفرن قرب القسم اسعافه “.
و تواصل والدته المفجوعة قائلة: ” وقع الخبر علينا كالصاعقة وفي ظل الضرب والاشتباكات وصعوبة الوصول والحركة قررت أذهب الى المنطقة.. وعبر رحلة طويلة من منطقة الثورة طلبت عربية خاصة لكن رفض سائقها الذهاب نسبه لشدة الاشتباكات بالمنطقة.. وأضافت: حاولت الوصول عبر سوق صابرين.. اعترضنا الجيش لخطورة الوضع حيث تم منع كل المواصلات المتجهة على منطقة سوق ليبيا ومنطقة قندهار.

الفاجعة
في الوقت الذي كانت والدة وضاح أبشر تحاول جاهدة الوصول اليه كان وضاح يعاني من أثار الضرب والجروح بكل أنحاء جسمه يبدو أنه قد تعرض لتعذيب ما أفقده القدرة على الحركة ….
وأثناء محاولتها رغم خطورة الوضع الوصول إلى منطقة امبدة لرؤية ابنها في طريقها لمستشفى “النو ” تلقت والدته خبر وفاته !..

وشاية وتعاون وغدر

قال شهود عيان من شباب المنطقة، إن عدد من المتعاونين مع مليشيات الدعم السريع بمنطقة امبدة السبيل معهم سيدة تعمل في مجال التمريض، كانوا من تقدم بوشاية ضد المغدور وضاح نسبة لحديثه واعتراضه على تواجدهم بمنازل المواطنين والمنطقة وتصرفاتهم ضد العزل. بعدها تم اعتقاله هو وشاب آخر من الحارة حكى أن وضاح قد تعرض للضرب والتعذيب من عناصر الدعم السريع ونتج عن ذلك أذى جسيم فارق على إثره الحياة .

استهداف المدنيين
تؤكد والدة وضاح أبشر ان إبنها مثل كل شباب المنطقة لم تكن لديه عداوة مع شخص، لكن التواجد الكثيف لمليشيات الدعم السريع كان مسار استهجان له وشباب الحارة ، وكان دوما يتحدث عن عدم شرعية وجودهم كمجموعة مسلحة تمارس النهب والقتل وسط المدنيين الأبرياء لذلك أصبح هو والشباب هدفا للقوات.
وتقول والدة وضاح إن ابنها لم يتم اعتقاله من المنزل بل تمت ملاحقته في الشارع حيث كان في طريقه لشراء خبز وقتها كان هاتفه خالٍ من شحن كهرباء و ذهب لصديقه وترك الهاتف معه للشحن .. وبعدها لم يعد أبداً، الى أن استلمه صديقه و هو على وشك مفارقة الحياةو لم يسعفهم الوقت للوصول إلى المستشفى ففارق الحياة.

تجدر الاشارة أن ن”الفيديو” والصور التي تلقيناها تظهر جسم الشاب وضاح ابشر قد تعرض لضرب عنيف بكافة مناطق جسمه من كثافة الدم والجروح بمناطق متفرقة يبدو أن نهج التعذيب ، الضرب ، الاختطاف ، الاغتصاب بحق المدنيين بالمناطق الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع اصبحت منهج ضد كل من يعترض أو يعارض وجودهم وسط السكان ومنع السكان من ممارسة حياتهم الطبيعية ومراقبة تحركاتهم وإتصالاتهم بواسطة بعض العناصر التي تتعاون معهم من داخل الاحياء السكنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *