وفاة طالبة جامعية تعرضت للتعذيب الوحشي والإخفاء القسري من قبل عناصر ” الدعم السريع”
متابعة امدرمان _الدوحة : ناهد ادريس
أوقات عصيبة عاشتها أسرة الشهيدة ماريا محمد خاطر بمدينة أمدرمان محلية امبدة منذ أن حاصرت مليشيا الجنجويد مدينة امدرمان منطقة سوق ليبيا و “قندرهار ” وما جوراها من الأحياء حيث كانت حركة السكان مقيدة برقابة مشددة من أفراد المليشيا.
بصورة عامة تعتبر النساء هدفاًاً مباشر لانتهاكات الجنجويد حيث قامت الميلشيات منذ اندلاع الحرب في السودان باختطاف عدد كبير من النساء والأطفال لم يتم العثور عليهم حتي الآن. من يعثر عليه مصادفة تكون حالته الصحية سيئة جدا بسبب تعرضه للتعذيب الجسدي والنفسي والتجويع وكثير من الممارسات المريعة .
لم تكن ماريا خاطر محاربة في معركة ولم تنتم إلى أي طرف سياسي، وإنما كانت ضحية مثل آلاف النساء اللاتي يدفعن ثمنا باهظا في حرب ليس لهن فيها ناقة ولا جمل. تتنوع قصص الضحايا الأبرياء، خصوصا النساء والأطفال، ويجمعهم ثمن واحد يدفعونه: أرواح تزهق وأطراف تبتر بيوت تنتهك وتشريد ولجوء
اعتقال ، اختفاء تعذيب
خرجت طالبة الأحفاد ماريا محمد خاطر من منزلهم بغرض البحث عن شبكة اتصال للتواصل مع اسرتها بالخارج لترتيب وضع لخروجهم من المنطقة بعد تعثر الخدمات من انقطاع كهرباء ومياه ونفاذ الوقود وغيرها من الخدمات الأساسية اليومية.. كمعظم أهل المنطقة هناك مخدم “استار لينك” يتبع للمليشيات بالمنطقة.. هو المصدر الوحيد لدخول شبكة الإنترنت وعند عودتها للمنزل تبعها عدد من أفراد الملشية وبدأ الأمر حول السؤال عن امتلاك الشابة شريحة اتصال تخفيها للتواصل مع الشرطة والجيش.. وقامت قوة منهم بتفتيش المنزل وسط ترهيب وتخويف الأسرة بالسلاح وانتهي الأمر إلى اعتقال ماريا بمقر المليشيات بذات المنطقة لمدة خمس ساعات وبعدها تدخل عدد من أبناء الحارة.. و تم إطلاق سراحها عادت الى اسرتها.
لكن بعد ذلك بأيام داهمت المليشيا منزل الشهيدة ماريا بحجة انها تخفي شريحة وكانت المداهمة هذه المرة بقوة أكبر من ثم قامت المجموعة بضربها أمام والدتها واسرتها كما تم نهب كل مقتنيات العائلة من أثاث المنزل الذي تعيش فيه الأسرة منذ سنوات طويلة وبعد الاستيلاء على كل مقتنيات المنزل قاموا باقتيادها عنوة لمكان غير معلوم.
الاخفاء القسري
تعمد أفراد المليشات إخفاء الشهيدة ماريا محمد خاطر بمكان غير معلوم لمدة عشرة ايام مما جعل الأسرة في حالة من القلق والخوف والترويع وظل الجيران والأسرة في حال بحث عنها دون جدوى.. لم يفلح التواصل مع افراد ارتكاز المنطقة في معرفة مكان الشابة ماريا خاطر وظلت مخفية تماما تحت ظروف لا يعلمها أحد
وفي اليوم العاشر عندما تم تدمير منطق “قندهار” وسوق ليبيا وهروب عدد كبير من افراد الدعم السريع بعد نهاية المعركة وخلال طوفان بعض الشباب من أبناء المنطقة وجدت الشابة ماريا خاطر ملقاة على واحد من ارتكازات الدعم السريع بمنطقة امبدة وهي في حالة صحية خطيرة جدا لا تستطيع الحديث أو الحركة .. بعد حملها للمنزل وفحصها من أحد الجيران ( يعمل بمجال التمريض) اكد أن حالتها الصحية متدهورة يجب حملها الى المشفي وخلال الفحوصات تبين انها تعرضت لضرب مبرح بكافة جسمها مما ادي لفقدانها كمية كبيرة من الدماء وهناك انتهاكات جسيمة لها وكانت خاطر قد فقدت القدرة على الكلام بسبب الصدمة لم تستطيع التصريح أو الإدلاء باي تفاصيل وتعاني حالة من الذهول والخوف كما تبين انها لم تتناول الطعام والماء طول هذه الفترة ما عرضها لضرر كامل بالكلية استدعي حوجة عاجلة لنقل الدم إلا ان الاوضاع الصحية المتدهورة بكافة مستشفيات المنطقة لم تمكنهم من توفير الرعاية الصحية والكمية اللازمة من الدم رغم كل المحاولات من فرق الأطباء والعاملين الا انها فارقت الحياة لتترك خلفها اوجاع وحزن شديد بين افراد اسرتها بالداخل والخارج.. اماً ما عانت منه من أهوال أثناء الاعتقال لا يحدث عنه الا جسدها المنهك وعيونها الشاردة خوفها صمتها وقد عجزت عن وصف ما حدث من معاناة انتهت بموتها.
قالت سامية خاطر شقيقة الشهيدة .. إن ماريا كانت حلقة الوصل بيننا والوالدة والأسرة وهي بريئة لم ترتكب جريمة حتي تعذب هذا العذاب وتتحدث سامية في وجع عن وضع الأسرة بعد تعرضهم للترهيب والنهب والضرب.. قالت ان والدتها ظلت تعاني معاناة كبيرة منذ اختفاء ماريا واعتقدت ان عودتها اليهم قد تخفف وجع تلك الايام الا انها فارق الحياة وتركت خلفها وجع وحزن وجرح كبير بحجم جرح الوطن.
النساء والحرب في السودان
تصارع النساء على البقاء حيات في السودان لا سيما المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة منذ اكتر من عقدين من الزمن في بيئة تتسم غالبا بالعداء والعنف الممنهج وتهميش ضد المرأة. بل قد يصل الأمر إلى حد استخدام المرأة أداة حرب حينما تتعرض للعنف الجسدي.
تناشد النساء المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإنسانية لمساعدة النساء والأطفال لإنقاذ حياتهم خلال سعير الحرب والموت.