الإصلاح الأمني والعدالة الانتقالية.. تفاصيل إنطلاق الورشتين

الإصلاح الأمني والعدالة الانتقالية.. تفاصيل إنطلاق الورشتين

 

كمبالا : أحمد خليل

بحضور جهات دولية ووفد رسمي من الحكومة اليوغندية وسياسيين من قيادات تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية بجانب خبراء ومختصين انطلقت ورشتي الإصلاح الأمني والعسكري والعدالة الانتقالية اليوم الأحد في العاصمة اليوغندية كمبالا  وستمتمد لمدة خمسة أيام أي في الفترة من (٣_٧) مارس ولترفع التوصيات إلى المؤتمر التأسيسي الذي سينطلق بأبريل القادم، “سودان تايمز” كانت في قلب الحدث وتناولت تفاصيل عن الورشتين مع مشاركين بهما..

 

أكثر من “٨٠” ممثلاً

القيادي بتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”  إسماعيل التاج قال إن أهمية ورشتي الإصلاح الأمني والعسكري والعدالة الانتقالية تأتي في إطار الإعداد للمؤتمر التأسيسي الجامع الذي يؤطر لمستقبل السودان الجديد والحديث، والذي يقوم على مفهوم المواطنة وحقوق المواطنة ودولة المؤسسات وسيادة حكم القانون.
وأشار التاج إلى العدد الكبير المشارك في هاتين الورشتين والذي يتجاوز لـ”٨٠” شخصاً من العاملين في المجال السياسي ومنظمات المجتمع المدني ولجان المقاومة والطرق الصوفية والمجتمع المدني من داخل وخارج السودان، مُبدياً أمله في أن تكون هنالك توصيات بالمؤتمر العام الكبير، منوهاً إلى أن هذه بادرة لتجميع المجتمع المدني في إطار مهني يساعد في أن يكون المستقبل مضئ للشعب السوداني.

 

لإجابة أسئلة رئيسية
عضو لجان المقاومة والمكتب التنفيذي بالهيئة القيادية  بتنسيقة القوى المدنية “تقدم” زعلان تية، أوضح أهمية ورشتي “العدالة والعدالة الانتقالية ، ورشة الإصلاح الأمني والعسكري”  في الموقف التفاوضي للقوى المدنية في اي تفاوض قادم، مشيراً إلى إنطلاق بدء الورشتين اليوم الأحد بالعاصمة اليوغندية كمبالا.
وأبان تية بتصريحه لـ”سودان تايمز” أن ورشة العدالة الانتقالية تحدد جزء من الإشكالات فيما يخص إيقاف الحرب لجهة أن الأطراف المتصارعة ارتكبت الكثير من الإنتهاكات، مشدداً على أنها جاءت لتؤكد على حقوق الضحايا السودانيين بجميع الانتهاكات من حروب وبثورة ديسمبر المجيدة وحتى حرب ١٥ أبريل، وتابع : جاءت الورشة لتجيب على أسئلة رئيسية كحق الضحايا وجبر الضرر، وهي مهمة للظرف الحالي الذي يمر به السودانيين من انتهاكات يقوم بها الطرفين.
ونوه تية إلى جعل الضرورة بالنسبة للسودان بناء جيش مهني قومي جديد وكذلك المؤسسات الأمنية والعسكرية في السودان، قاطعاً بأن التاريخ أثبت فشل الجيش كمؤسسة موجودة.
وأردف: رشة الإصلاح الأمني والعسكري أتت لإعادة بناء الأجهزة الأمنية والعسكرية على أسس و مباديء جديدة.

خلق نموذج سوداني

زاهر عكاشة أحد المشاركين بورشة العدالة الانتقالية اعتبر هذا النهج مهماً و أحد الدروس المستفادة لاحتوائها على خبراء يعكسون عدد لا بأس به من التجارب لبدان كانت لديها ظروف تاريخية  يمكن أن تكون شبيهة في كيفية معالجتها لقضية العدالة الانتقالية وأهميتها بالنسبة للانتقال بصورة عامة.
وأوضح عكاشة أن العدالة الانتقالية إجراءات تتخذها البلدان والمجتمعات في حالة الحروب الواسعة وطويلة الأمد ومتعددة الانتهاكات الممنهجة واستمرت لفترات أطول او أنها كانت تعاني من أنظمة ديكتاتورية وشمولية لفترات طويلة و تصاحب هذه العملية انتهاكات واسعة النطاق يعجز نظام العدالة التقليدي في الدولة والمجتمع المعني في أن يستجيب لها لذلك يحتاجون إلى تدابير استثنائية، مشيراً إلى أن السودان يعاني من الحالتين.
وأضاف: مر السودان بحكم شمولي لأكثر من ثلاثون عاماً واستمر حتى بعد الفترة الإنتقالية الأولى نتيجة للتدخلات العساكر لصالح الدولة العميقة وأيضا مر السودان بحروب في جميع أنحاء السودان والحرب الجارية الآن تؤكد على هذا ولا يكاد يخلو مكان من وجود الحرب وأثرها.
وتابع : نحن نحتاج للعدالة الإنتقالية في الجانبين لتضميد الجراح وتعافي المجتمعات المحلية لذلك أهمية ركن في عملية الانتقال هو العدالة الانتقالية وهي أيضآ تؤكد على ضرورة الحوار وأنها ليست نموذج جاهز ولابد من صناعة نموذجنا كسودانيين يستجيب لتحديات الصياغة لدينا والذي يبني على تراثنا في المسائل المتعلقة بالعدالة والحقوق وحتى كيفية ممارسة هذه الانتهاكات.
وقطع عكاشة بأهمية خلق نموذج سوداني من الآن و وضع ملامحه العامة بحيث عندما تتاح فرصة استئناف الانتقال من جديد تكون أجندة العدالة الانتقالية واضحة من أين تبدأ  ومن يقوم بها واهدافها ومطلوبتها بنهاية العملية والأهم كيفية انخراط المجتمع السوداني في تطبيق العدالة الانتقالية وادواره المختلفة بها.
وأردف: اعتقد هذا النوع من الحوارات والقضايا مهم والأهم أن تتم عبر تشاور وحوار واسع وشامل للقضايا وللجميع من فاعلين ومعنيين بالأمر.

 

مخاطبة القضايا الأساسية

امين الإعلام والمتحدث الرسمي باسم حركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس عبد الرحيم عبد الكريم آدم قال لـ”سودان تايمز” : بتقديري إن الورشتين مهمتين لأنهما تتعلقان بمخاطبة القضايا الأساسية في السودان بالتالي هذه الورشة بإصلاح القطاع الأمني ستسهم بشكل حقيقي وسيمهد لعملية سياسية بعد إنهاء الحرب بشكل مهني الأمر الذي سيفضي إلى تشكيل جيش مهني وحديث يخدم مصالح الشعب السوداني ويوفر الأمن الإنساني ويكون ضمان لحماية الدستور وحدود وممتلكات الشعب.
و أوضح عبد الكريم أن هذه الورشة تأتي في مرحلة فاصلة وظروف في غاية الصعوبة والتعقيد جراء الحرب العبثية، مشدداً على أهمية مشاركة كل الشعب السوداني و الفاعلين في إطار العمل العام بشكل فعال للوصول إلى تكوين وهيكلة جيش موحد يستطيع أن يخدم عملية التحول الديمقراطي باشراك السلطة المدنية.

 

لبنة بناء الدولة

المشاركة نجاة سيد أحمد اعتبرت ضرورة هذه الورش في أنها تجمع كل السودانيين، قاطعةً بأن هذا هو المهم بالبدء من أسفل ثم الصعود بقرارات توافق مشاكل السودان الموجودة وعلى أمل ان تكون بمثابة لبنة لبناء الدولة السودانية بعد الحرب.

من برامج “تقدم” المهمة

عضو المكتب التنفيذي والسياسي بتقدم خالد عثمان سر الختم قال انطلقت اليوم ورش العدالة والعدالة الانتقالية والإصلاح الأمني والعسكري لتشكيل الجيش القومي المهني الواحد، مشيراً إلى أن الورش تأتي ضمن البرامج المهمة لتقدم وهي ورش يتم عقدها بين المكونات المختلفة مع تنسيقيات الأمم المتحدة والقوى الديمقراطية من أجل الوصول لإتفاق للسودان من ناحية البرنامج السياسي ومبادئ إيقاف الحرب.
وشدد سر الختم على أن الضرورة تقتضي من كل الموجودين في التحالف السياسي الذي سيتم تأسيسه في أبريل القادم بالمؤتمر التأسيسي القادم تقتضي أن يتفق التحالف السياسي في تفاصيل القضايا الموجودة.
وأضاف: في ورشة العدالة الانتقالية لابد أن يتم الإتفاق على تفاصيل العدالة الانتقالية ليسهل ذلك من العملية السياسية وإعادة إعمار البلاد وإيقاف الحرب وما إلى ذلك الامور.
وتابع: نتمنى أن تعبر الورش والمؤتمر التأسيسي عن كل القضايا السودانية ويخاطب المشاكل الحقيقية التي انتجت او افرزت الحرب الحالية وماصاحبها من نزوح ولجوء وتشريد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *