سودانيون يعيشون تحت خط الفقر وسط أوضاع اقتصادية صعبة وغير مسبوقة
سودان تايمز
احكمت الازمة الاقتصادية والمعيشة حلقاتها على الشعب السودانى وبدات فى افرازات سالبة على المجتمع جراء ارتفاع الأسعار القياسي والذي أثر على جميع ولايات السودان من حيث ندرة فى السلع الاساسية واختفاء عدد منها فى الاسواق.
وبدأت ملامح الفقر والجوع والبطالة تدفع ملايين السودانين الى البحث عن لقمة العيش وبات الجميع يتوقعون أسوا الامور فى ظل انقطاع الكهرباء والمياة والخدمات الأساسية وتردى الاحوال الصحية الذي نتج عنه زيادة فى الأمراض المتعددة.
وبدأت الازمة تنسحب على الولايات الآمنة والمستقرة المستضيفة للنازحين عقب توقف الإنتاج المحلى وصعوبة الحركة فى كثير من الولايات بالإضافة إلى الرسوم الباهظة التى تفرضها حركات مسلحة على دخول السلع.
يشكو مواطنو الولايات من ارتفاع الاسعار وغلاء السلع وانعدام السيولة وسط المجتمع مع توقف الأعمال وحركة الانتاج وزيادة فى البطالة وانتشار الفقر لدى كثير من السودانين .
سلع اساسية ضرورية اختفت من الأسواق واخرى ارتفع ثمنها لم يكن فى مقدور الاسر تناولها مازاد الامر تعقيدا خاصة الامن الغذائي فانتشرت أمراض سوء التغذية بين الأطفال وكبار السن.
يقول الموظف محمد مصطفى كامل ان أستمرار نزوح السودانين فى الولايات مع نقص الامداد اثر بصورة مباشرة على مخزون الولايات مماجعل كثير من التجار يضاعفون الاسعار واثر ذلك بصورة مباشرة على سكان الولايات كما ان صعوبة التنقل وحركة السلع والرسوم فى الطرق زاد من تعقيد المشكلة..
قطاعات كبيرة من المواطنين دخلت تحت خط الفقر وأصبح البحث عن لقمة العيش سمة بارزة حيث لم تتمكن أسر من توفير سله اساسية لاطفالها ما جعل الأمراض تتحكم فى حياتها بسبب نقص الغذاء. كما ازدادت حدة الأمراض المستعصية والمزمنة لدى كثيرين بسبب نقص الأدوية والمستشفيات وصعوبة الوصول إلى المشافى لانعدام الوقود وتكلفة الترحيل العالية بالاضافة الى تعرض المرضي للنهب والسرقة فى الطرقات العامة قبل الوصول إلى المشافى خاصة وان كثير منهم يستخدمون عربات الكارو والتى تستخدم الدواب لايصال المواطنين.
وفى الاثناء بدا بعض المسلحين بفرض رسوم وضريية على التجار فى أسواق ولاية الخرطوم الطرفية والتى لاتزال تقدم خدماتها نظير السماح لهم بمزاولة اعمالهم الامر الذي رفع من اسعار السلع علي قلتها وسط انعدام السيولة وتداول واسع النطاق للعملات المزورة التى غزت الاسواق بصورة كبيرة خاصة فئة ال(500 وال200) جنيه وسط غياب تام للمساءلة حيث أصبح تداولها أمرا شائعا بين المواطنين وأضحت هذه النقود هى السمة البارزة فى التداول مع اختفاء العملات الاصلية.
ولازالت أسواق السلع المنهوبة تزاول أعمالها وانتقلت الى أطراف ولاية الخرطوم حيث تباع باسعار رخيصة كما يقول المواطن بابكر توفيق لولا هذه الاسواق لمات الناس جوعا فى ظل الحصار الكبير الذي فرضته الحرب على الخرطوم واصبح الناس يعيشون على ماتم نهبه وتخزينه من السلع المنهوبة من المصانع والشركات.
وتم تقييد حركة المواصلات الداخلية فى الخرطوم بصورة كبيرة من قبل مسلحين حيث يتم فرض رسوم على حركة المواصلات فى عدد من المواقع الامر الذي جعل كثير من المركبات العامة خارج الخدمة مع انعدام شبه تام للوقود الذي يباع فى السوق السوداء من قبل العناصر المنتمية إلى قوات مسلحة.
وتعيش الخرطوم على وقع انعدام تام لغاز الطهى والكهرباء ممادفع كثيرون ممن تبقى داخل العاصمة إلى استخدام بدليل تقليدي من حطب وفحم.
يقول خبراء ومختصون ان الأوضاع المعيشية والصحية اصبحت فى غاية الصعوبة فى عموم السودان بسبب صعوبة ايصال حتى الأدوية والمستلزمات الطبية الى مناطق امنة ونقص فى الأنتاج والحصار المفروض على الخرطوم وتوقف عجلة المصانع والشركات العاملة فى الأنشطة الاقتصادية واستمرار النزوح .
ويرى الباحث الاجتماعى والاقتصادي آدم مختار في حديثة (لسودان تايمز) ان سوء الاحوال المعيشية والخدمية فى السودان أمر طبيعى كشفت عنه الحرب المستمرة بين الجيش والدعم السريع فى ظل هشاشة البنية التحتية وسوء توظيف الاموال التى تركزت كلها فى الخرطوم واضاف: اذا استمرت الحرب شهر اخر ستضرب البلاد مجاعة حقيقية لان مناطق الانتاج الحقيقية توقفت عن العمل وحتى مايتم استيراده من الخارج لا يمكنه ان يصل إلى مواطنى الولايات المتأثرة بالحرب فى الوسط والغرب بسبب انعدام الأمن والرسوم التى تفرض فى الطريق العام.