هل سيقود موقف مناوي وجبريل المنحاز للحرب إلى نسف إتفاق جوبا

هل سيقود موقف مناوي وجبريل المنحاز للحرب إلى نسف إتفاق جوبا

تقرير – سودان تايمز

منذ إندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع، في الخامس عشر من أبريل الماضي، شهدت جميع ولايات دارفور، باستثناء ولاية شرق دارفور معارك طاحنة أدت إلى مقتل وتشريد عدد كبير من المواطنين في مدن (الفاشر وكتم ونيالا وكاس وكبم وزالنجي والجنينة واردمتا وكبكابية وكلبس) وغيرها من المناطق الأخرى.

ولم يمنع اتفاق جوبا للسلام الذي وقعته الحكومة الانتقالية مع حركات الكفاح المسلح، وقف أعمال العُنف المتصاعدة في إقليم دارفور، وتعزو الحركات المسلحة الانفلات الأمني لعدم تتفيذ برتوكول الترتيبات الأمنية إلى أن اندلعت حرب أبريل وزادت الواقع تعقيداً.

وفي خطوة مفاجئة أعلنت اثنين من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام انحيازها للجيش السوداني في قتاله ضد قوات الدعم السريع، وأعلنت حركتا تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، والعدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم نهاية الأسبوع الماضي الخروج من حالة الحياد حيال الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي، وأعلنتا المشاركة في العمليات العسكرية لحماية المدنيين.

واتهم بيان أصدرته الحركتين قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في السودان ولا سيما جرائمها الموثقة بدارفور الأمر الذي يحتم اتخاذ الموقف الأصوب والأصح وهو عدم الإكتفاء بكتابة بيانات التنديد والشجب وانتظار وقوع المزيد من جرائم سفك الدماء إنما يجب مواصلة الكفاح مع جميع مؤسسات الدولة لإزالة البؤس الذي خيم علي سماء البلاد، وشدد البيان على أنه لا يمكن الصمت حيال عمليات القتل الممنهج وإهدار الكرامة الإنسانية من قبل قوات الدعم السريع علاوة على نهبها للممتلكات العامة والخاصة.

وفي الضفة الأخرى أعلن قادة ثلاث حركات من جملة خمس تمثل مسار دارفور في اتفاق جوبا لسلام السودان، انهم غير معنيين بإعلان حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة تخليها عن الحياد في الحرب، وأكد كل من الهادي إدريس رئيس حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي – والطاهر حجر رئيس تجمع قوى تحرير السودان وحافظ إبراهيم عبد النبي نائب رئيس التحالف السوداني، في بيان (الجمعة) الماضية أن المواقف التي أعلنها كل من رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم (الخميس) الماضي لاتعنيهم وأن ما صدر عنهما لا يمثل مسار دارفور.

وبحسب البيان فإن إعلان المشاركون في المؤتمر الصحفي (مناوي وجبريل) انحيازهم لأحد طرفي الصراع يخالف ما تم التوافق عليه منذ بدء الحرب في 15 أبريل الماضي، وأضاف (هذا الموقف يمثل من أعلنه وحده لا غير وهنا نؤكد نحن الموقعون على هذا البيان بأننا متمسكون بموقفنا المبدئي تجاه هذه الحرب وهو موقف الحياد غير المنحاز لطرف وفي ذات الوقت ساعين بكل جهد من أجل وقف الحرب بالطرق السلمية التفاوضية واستعادة التحول المدني الديمقراطي).

ورفض قادة الحركات الثلاث ما عدوه جر إقليم دارفور لحرب أهلية يسعى لها دعاة الفتنة لأجندة سياسة تخدم الأهداف الخبيثة لفلول النظام البائد – حسب البيان – ودعوا قيادات الإدارة الأهلية ومنظمات المجتمع المدني والقوى السياسية للعمل على درء الفتنة القبلية وفضح أطرافها.

ويذكر أن اتفاق جوبا للسلام تم توقيعه في الثالث من أكتوبر عام ٢٠٢٠م بين حكومة الفترة الانتقالية وحركات الكفاح المسلح، وضمت إتفاقية جوبا عدد من البروتوكولات، ولكن بعد مرور أكثر من ثلاثة سنوات على توقيع اتفاقية جوبا للسلام وتعيين مناوي حاكما على إقليم دارفور، وجبريل إبراهيم وزيرا للمالية، لازال حال المواطنين في دارفور كما هو بل وازداد الأمر سوء وتعقيد بسبب تجدد الصراعات في الإقليم، بجانب ما أفرزته حرب أبريل.

ويبدو واضحاً أن الموقف الذي أعلنه كل من مناوي وجبريل تم بضغوط من قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، والذي بدوره قام قبل أيام بإقالة الدكتور الهادي إدريس رئيس حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي من عضوية مجلس السيادة، وإقالة حافظ إبراهيم عبدالنبي نائب رئيس التحالف السوداني من منصب وزير الثروة الحيوانية.

فيما يؤكد الواقع ان شبح الحرب الأهلية لازال يهدد سكان دارفور بسبب عدم تنفيذ برتكول الترتيبات الأمنية وانتشار السلاح، بجانب الموقف المنحاز للحرب الذي أعلنه مناوي وجبريل، ووفقا لمختصين في شأن الإقليم، فإنه في ظل الهشاشة التي باتت سمة الحياة في دارفور، يصعب تحسن الأوضاع في الإقليم، لا سيما أن التحديات كثيرة، وربما يقود موقف مناوي وجبريل إلى مواجهات مسلحة تدخل الإقليم في حرب أهلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *