1024 ناشراً و60 كاتباً ومبدعاً من مختلف أنحاء العالم في الدورة الـ 39 من الشارقة الدولي للكتاب
الشارقة- نهلة مجذوب
في تنظيم استثنائيّ ، وبمشاركة 1024 ناشراً، من 73 دولة، يرافقهم 60 كاتباً ومفكراً عربياً وأجنبياً، من 19 دولة، يقدمون 64 فعالية حوارية وندوة ثقافية متخصصة، تنطلق فعاليات الدورة الـ39 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب هذا العام تحت شعار “العالم يقرأ من الشارقة”، خلال الفترة من 4 وحتى 14 نوفمبر الجاري في مركز إكسبو الشارقة .
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته هيئة الشارقة للكتاب في مقرها بالإمارة، صباح أمس الاثنين ، نقلت وقائعه في بث مباشر عبر منصة (زووم)، بحضور عدد كبير من الصحافيين من مختلف أنحاء العالم، وتحدّث خلاله كلٌ من سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وسعادة عبد العزيز تريم، مستشار الرئيس التنفيذي، مدير عام شركة اتصالات في المناطق الشمالية، والعميد الدكتور أحمد سعيد الناعور، مدير عام العمليات المركزية في شرطة الشارقة، وسالم الغيثي، مدير قناة الشارقة، بحضور عدد من الشخصيات الرسمية والثقافية والإعلامية من مختلف بلدان العالم .
وأعلن رئيس هيئة الشارقة للكتاب في المؤتمر الصحفي عن أسماء ضيوف الدورة الـ39 وتفاصيل الفعاليات المصاحبة للمعرض،
كما كشف حزمة الإجراءات الاحترازية المتخذة بشان فيروس كورونا لضمان سلامة الزوار والمشاركين في المعرض .
كما شهد المؤتمر إطلاق (منصة الشارقة تقرأ)، التي ستستضيف جميع الفعاليات الثقافية التي تنظمها الهيئة (عن بعد)، حيث ستكون الفعاليات المصاحبة للمعرض أولى الفعاليات التي تستضيفها لتكون نافذة لجمهور الحدث من مختلف بلدان العالم .
ويستضيف المؤتمر هذا العام 578 ناشراً عربياً، و129 ناشراً أجنبياً، يعرضون ما يزيد عن 80 ألف عنوان على مساحة تصل لأكثر من 10 ألاف متر. وتتصدر جمهورية مصر العربية قائمة المشاركات بـ202 دار نشر، تليها دولة الإمارات بـ186 داراً، وجمهورية لبنان بـ93 داراً، والجمهورية العربية السورية بـ72 داراً، والمملكة العربية السعودية بـ46 داراً. أما دور النشر الأجنبية، فتصدرها المملكة المتحدة المشاركة بـ 39 داراً، تليها الولايات المتحدة الأمريكية بـ29 دار نشر، بالإضافة لـ 13 داراً من ايطاليا، و12 داراً من فرنسا، و8 دور نشر من كندا .
ويشارك في المعرض نخبة من ألمع الشخصيات الأدبية والثقافية، وسيكون الجمهور على موعد مع 60 كاتباً وأديباً من مختلف دول العالم، يقدمون 64 فعاليات ثقافية وإبداعية متنوعة، منهم الروائي الجزائري واسيني الأعرج، والكاتب المصري أحمد مراد، ومن الكويت الكاتب مشعل حمد، ومن العراق الدكتور الروائي محسن الرملي، ومن لبنان المخرجة والمؤلفة لينا خوري .
ويشارك في المعرض هذا العام أبرز الكتّاب والأدباء الأجانب منهم المحاضر العالمي في تطوير الذات الأمريكي برنس إيا، والمؤلف ورائد الأعمال الأمريكي روبرت كيوساكي، والكاتبة النيوزلندية لانغ ليف، والكاتب البريطاني إيان رانكين، والكاتبة الكندية نجوى ذبيان، والمؤلف الكندي نيل باسريشا، والكاتبة الإيطالية إليزابيتا دامي، والكاتب الهندي رافيندر، والدكتور شاشي ثارور من الهند، والمؤلف البريطاني ريتشارد أوفيندين، وغيرهم.
إجراءات احترازية وآلاف العناوين:
وسيكون زوّار المعرض على موعد مع آلاف الكتب ، يقدّمها ناشرون عرب وأجانب، ضمن إجراءات وقائية حيث اتخذت الهيئة جملة من التدابير الاحترازية التي تنسجم مع قرارات دولة الإمارات العربية المتحدة للحيلولة دون انتشار الفيروس، فسيوفّر المعرض بوابات تعقيم وماسحات حرارية موزعة على كافة مداخل ومخارج مركز إكسبو، كما سيتم العمل على تعقيم صالات وردهات وأروقة المعرض لمدة 5 ساعات يومياً.
وشددت الهيئة على ضرورة التزام الجميع بالإجراءات المتبعة بما يتعلق باتخاذ مسافات تباعد جسدي، وارتداء الأقنعة، والعمل على التعقيم المستمر، وغيرها من مستلزمات الوقاية العامة، حيث سيشرف مجموعة من المتطوعين في المعرض على مراقبة الالتزام بالقواعد والإجراءات الاحترازية المنصوص عليها. إلى جانب ذلك، تم تخصيص نظامٍ إلكترونيٍ ذكيٍ لإدارة وتنظيم الزيارات للمعرض ودور النشر على أربع فترات خلال اليوم، حيث سيتم منح الزوّار (سوار) بألوان مختلفة تحدد فترة تواجدهم في المعرض بناء على تسجيلهم عبر موقع إلكتروني sharjahreads.ae .
جلسات حوارية بلغات 8 لغات:
وللمرة الأولى في تاريخ المعرض، سيتم تنظيم ثمان جلسات حوارية بعدة لغات أجنبية تجمع نخبة من الكتاب والمثقفين الإماراتيين مع كتّاب وأدباء أوروبيين من إسبانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وروسيا، وغيرها، جاءت ثمرة لزيارات ولقاءات نظمتها الهيئة مع عدد من المؤسسات الثقافية الكبيرة في العالم.
إضافة لتنظيم جلسات خاصة للطلاب تتيح الفرصة أمامهم لالتقاء الكتّاب والمفكرين والمبدعين بشكل مباشر عبر برامج التواصل المرئي.
مؤتمر الناشرين وأهم القضايا :
ويستضيف المعرض هذا العام الدورة العاشرة من “مؤتمر الناشرين” الذي يحشد حوله 317 ناشراً، و33 متحدثاً من مختلف أنحاء العالم، ليقدموا 11 جلسة واقعية وافتراضية، للوقوف على أهم القضايا التي تعنى بالنهوض بهذه الصناعة، وعلى امتداد ثلاثة أيام من 1 وحتى 3 نوفمبر المقبل، في مركز إكسبو الشارقة.
مؤتمر المكتبات وتحديات الوضع الجديد :
وأعلنت الهيئة عن إقامة الدورة السابعة من مؤتمر المكتبات بالشراكة مع جمعية المكتبات الأمريكية خلال الفترة من 10 وحتى 12 نوفمبر، حيث ستعقد جميع الجلسات الخاصة بالمؤتمر (عن بُعد عبر منصة زووم)، لمدة ثلاث ساعات يومية، بمشاركة 12 متحدثاً و300 متخصص ومكتبي من مختلف أنحاء العالم، يناقشون محوراً رئيسياً يعنى بـ”مواجهة المكتبات وأمنائها لتحديات الوضع الجديد”، وستتضمن الجلسات ترجمة فورية.
كما أعلنت هيئة الشارقة للكتاب عن إلغاء حفل إفتتاح المعرض وعن تأجيل توزيع جوائز المعرض وتكريم الفائزين المبدعين إلى دورة العام المقبل نتيجة الظروف الراهنة.
وخلال كلمته في المؤتمر ، قال سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: “إن تنظيم المعرض هذا العام يترافق مع ظروف استثنائية يمرّ بها العالم جرّاء انتشار فيروس كورونا المستجد، لهذا أردنا أن نجدد التأكيد على أن القراءة قادرة على الانتصار على المسافات، وعلى المتغيرات، فهي التي ندخل من خلالها إلى عوالم جديدة، وهي التي تعزز فينا الثقة بأننا قادرون على الحلم، والإبداع، والعمل”.
وتابع العامري: “دورة هذا العام تنطلق من شعار يحمل رسالة إمارة الشارقة، ومشروعها الحضاري الذي وضع دعائمه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فالشعار الذي يرفعه (العالم يقرأ من الشارقة) يأتي ليؤكد أن حاجتنا للمعرفة لا ولن تنتهي، وأن الكتاب سيظل يجمعنا مهما كانت الظروف”.
وأضاف رئيس هيئة الشارقة للكتاب: “تساءلنا كثيراً وتناقشنا حول هل يمكن أن يمر هذا العام دون معرض الشارقة الدولي للكتاب، وجاءت الإجابة من قيادتنا، وليس للمعرض فقط، وإنما لكافة تفاصيل حياتنا في ظل هذه الجائحة، أنه بالالتزام المجتمعي والدعم المقدم من خطوط دفاعنا الأولى، نستطيع أن نمضي قدماً في مشاريعنا كافة، وسعداء أن نجتمع اليوم معاً على المعرفة وحب الكلمة المقروءة، واضعين صحة الزوّار وجمهور الأدب والثقافة على رأس أولوياتنا، فوصلنا إلى خيار يضمن سلامة الجميع ويجدد اللقاء بصنّاع الأدب والإبداع ويعيد إلى جميع البيوت رائحة الكتب الجميلة”.
من جانبه قال العميد الدكتور أحمد سعيد الناعور، مدير عام العمليات المركزية في شرطة الشارقة: “إن رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، جعلت من معرض الشارقة الدولي للكتاب محركّاً يدفع كافة قطاعات المجتمع وأفراده ومؤسساته للتفاعل مع المناخ الثقافي والمعرفي والكلمة المطبوعة على مستوى المنطقة والعالم أجمع، ما جعل من الشارقة مركزاً للإشعاع الحضاري والمعرفي بشهادة العالم ومؤسساته ورموزه الفكرية”.
مبينا ان القيادة العامة لشرطة الشارقة تحرص على دعم هذا الحدث والمشاركة في إنجاحه، حيث اتخذت حزمة من الإجراءات الوقائية والاحترازية المطلوبة التي تأتي انسجاماً مع الهيئة الوطنية للطوارئ والأزمات والكوارث على مستوى الدولة.
موضحا ان القيادة العامة لشرطة الشارقة وضعت خطة أمنية متكاملة من الجانب المروري والأمني، تتمثل في إدارة المرور والمهام الخاصة، مخصصة عدد من الدوريات لمراقبة المعرض وتسهيل حركة السير في الطرق العامة والداخلية المؤدية إليه ، كما سيتولى عدد من العناصر التابعين لإدارة المهام الخاصة متابعة الزوّار واحتياجاتهم، إضافة الي تأمين المعرض بكاميرات المراقبة ، لضمان الخروج بأفضل النتائج المرجوة التي تعكس أهمية هذا المعرض اقليمياً وعالمياً في ظلّ التحديات الراهنة”.
وفي السياق قال سعادة عبد العزيز تريم، مستشار الرئيس التنفيذي ومدير عام “اتصالات” في الإمارات الشمالي: “نفخر في (اتصالات) بأن نكونَ راعياً رئيسياً لهذا الحدث السنوي الأبرزِ في عالم الكتابِ والأدب والثقافة، وأن نساهمَ في دعمِ مساعي المعرض المتجسدة في إبرازِ الهويةِ الحضاريةِ والأصالة التاريخية لإمارةِ الشارقة، وإثراءِ الأفرادِ والمجتمعات بالمعرفة والأدب”.
وتابع: “إن رعايتنا المتواصلة للمعرض وعبر كل تلك السنوات تعكس إيماننا بالدور الذي تلعبه الفعاليات الوطنية الثقافية في بناء مجتمعٍ ينعمُ أبناؤه بالعلمِ والمعرفةِ للمضي قُدماً في بمسيرة التقدم والازدهار لدولةِ الإمارات. بجانب المسؤولية المجتمعية لـ”اتصالات” والحرص على الارتقاء بالمشهدِ الثقافي في الدولة”.
مؤكدا أن هذا اللقاء يعكسُ التزامَ كافةِ الأطرافِ بمواصلةِ المسيرة نحوَ تعزيز التواصل المعرفي والفكري من خلالِ هذا المحفل الثقافي بالرغم من الظروفِ والتحدياتِ التي يشهدها العالم.
وممثلاً عن هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، ألقى سالم الغيثي، مدير تلفزيون الشارقة كلمة قال فيها: “تنطلق الهيئة في مجمل الشراكات وجهود الرعاية والدعم الذي تقدمه للمعرض، من ركيزة أساسية، تؤمن فيها بأن الإعلام الناجح لا يستكمل المشاريع والمبادرات الكبيرة وحسب، وإنما يقود حراكاً مجمعياً ومؤسسياً لمزيد من الجهود والمنجزات، ويقدم لمتابعيه نماذج يمكن الاحتذاء بها والوقوف عند تجاربها لتحقيق نهضة مجتمعية كاملة”.
كاشفا أن الهيئة بمختلف قنواتها وإذاعتها ومنصات التواصل الاجتماعي الخاصة بها تضع برنامجاً كاملاً لتغطية فعاليات المعرض تتناسب مع برامج المعرض وفعالياته الاستثنائية، يتضمن نقل مباشر للفعاليات، وحوارات مع ضيوف المعرض، بالإضافة إلى برامج خاصة، وحزمة تقارير تقدمها (قناة الشارقة)، و(قناة الشرقية من كلباء)، و(قناة الوسطى من الذيد)، و(إذاعة الشارقة)، و(إذاعة بلس 95).
كما ستتولى منصات التواصل الاجتماعي التابعة للهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون تغطية أهم فعاليات المعرض ونقلها للجمهور، كما سيقدم مركز التدريب الإعلامي سلسلة من الورش عن بُعد، تعنى بتسليط الضوء على أفضل الممارسات النشر المكتبي وفنون ومهارات التصميم الجرافيكي، وكتابة السيناريو وغيرها من المعارف القيمة.