موسم الهجرة إلى المسرح…سنوات دراسية في الفضاء

موسم الهجرة إلى المسرح…سنوات دراسية في الفضاء

بات شهر يوليو من كلّ عام هو الموعد الذي ينتظرُه عشّاق المسرح التونسي ليتفاعلوا مع العروض التي ينظّمها “فضاء تياترو” تحت عنوان “موسم الهجرة إلى المسرح” بمبادرة من المسرحي توفيق الجبالي، ويقوم عليها مسرحيون قضوا سنوات دراسية في الفضاء، فتبدو التظاهرة مزيجاً من الاختبار الفعلي وحفلاً بتخريج دفعة جديدة.

هذا العام، انطلق الموسم في السابع عشر من الشهر الحالي بعرض “القسم الميّت” (50 دقيقة) بتوقيع وليد العيادي، وفيه محاولة لقراءة الموقف الإنساني من الوجود، بمراوحته بين الضعف والقوّة. أمّا “جوابات منسيّة” الذي قُدّم يوم الأربعاء الماضي، ورغم مدّته القصيرة (30 دقيقة)، إلّا أنّ هيكل الرحالي تمكّن من الذهاب إلى مستوى من العلاقات الإنسانية فيه الكثير من الشفافية، مزيجٌ من الذكريات والأحلام والانتظار يمسّ كلّ ذات إنسانية.

كذلك “سفر.. أمّا بعد” (45 دقيقة) الذي يسلّط فيه هيكل الرحالي الضوء على سؤال المكان وعلاقته باللحظة المُعاشة، والقسمة بين الماضي والحاضر والمستقبل هذه الحدود التي تطوّق الإنسان وتجعله دائم التفكير في مصيره وانتمائه المكاني أيضاً.

في حين قدّم توفيق الجبالي نصّه “هنا تونس” (60 دقيقة) وفيه انتقل إلى استحضار البطولة الجماعية وهي تتمثّل بعائلة تونسية إلّا أنّها أيضاً تعاني من تخبّطات جمّة، وهل هي في انتظارها للمخلّص تعكس واقعاً اجتماعياً وسياسياً أكبر. أمّا عرض “سلعة” (65 دقيقة) لوليد العيادي، فقد تطرّق إلى معضلة الاستهلاك في المجتمعات والتفاوتات الطبقية بين الناس.

كما حضرت فلسطين في التظاهرة من خلال العمل الذي حمل عنوان “لوين رايح حبيبي” (50 دقيقة) الذي وقّعه نوفل عزاره وعُرض ليلة أمس، وصدّر العرض رسائل عن التضامن الحقيقي والتفاؤل بوصفه فعل تحرّر مثّله غسان كنفاني الذي استلهمه صنّاع العمل للتعبير عن مزيج من الأحاسيس بين الحب والموت إنّما بإطار رؤيا سياسية شاملة وليست فردية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *