تصاعد التوتر فى تلودى بعد تظاهرة لناشطين
في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد استخدام مادة السيانيد في عمليات تعدين الذهب بولاية جنوب كردفان، أفادت مصادر مطلعة الأحد أن قوات الشرطة في مدينة تلودي قامت بتحويل عدد من الناشطين المعتقلين إلى مقر قيادة الفرقة العاشرة في أبوجبيهة، وذلك بعد أيام من احتجازهم على خلفية رفضهم استخدام هذه المادة السامة في التنقيب.
شهدت مدينة تلودي في ولاية جنوب كردفان خلال أيام 8 و9 و10 نوفمبر الجاري حملة اعتقالات واسعة نفذتها السلطات الأمنية، استهدفت عدداً من الناشطين المدنيين. وجاءت هذه الاعتقالات وسط أجواء من التوتر المتصاعد في المنطقة نتيجة احتجاجات شعبية متزايدة ضد استخدام مادة السيانيد في عمليات تعدين الذهب. وأكدت المصادر أن الشرطة رحّلت المعتقلين إلى قيادة الجيش في أبوجبيهة، رغم تسجيل ثلاث بلاغات جنائية بحقهم بموجب عدة مواد من القانون الجنائي السوداني.
أوضحت المصادر أن البلاغات المقيدة ضد الناشطين شملت المادة 69 المتعلقة بالإخلال بالسلامة العامة والطمأنينة العامة، والمادة 63 الخاصة بمعارضة السلطة العامة بالعنف أو باستخدام القوة الجنائية، إضافة إلى المادة 51 المتعلقة بإثارة الحرب ضد الدولة، وهي مادة تصل عقوبتها إلى الإعدام. ونُفذت حملة الاعتقالات بمشاركة جهاز المخابرات العامة والاستخبارات العسكرية، ما يعكس حجم التصعيد الأمني في المنطقة.
أكدت المصادر أن البلاغات فُتحت ضد عشرة من الناشطين، وهم: خالد عمر حسين، عيسى حماد، محمد المصطفى عثمان، شوقي الأمين كاول، طارق عبدالله أبوفيدة، مقدم عبدالرحمن، جمال حسين عبدالرحيم، الحاج شنتر، عمر شرف الدين، وصابر حراز، ونصر الدين عبدالله التجاني. وأوضحت أن هؤلاء الناشطين كانوا قد شاركوا في احتجاجات واسعة بمدينة تلودي، نددت باستخدام مادة السيانيد في معالجة الذهب داخل المنطقة، وهي القضية التي أثارت خلال الأشهر الماضية موجة غضب واستياء كبير وسط المواطنين بسبب تأثيراتها البيئية والصحية الخطيرة.
خرج المئات من المواطنين في محافظة تلودي صباح 22 أكتوبر الماضي في مظاهرات غاضبة احتجاجاً على استمرار عمل الشركات العاملة في التعدين باستخدام مادة السيانيد السامة. وتوجه المحتجون نحو مواقع الأحواض في منجم الكيس شمال مدينة تلودي، حيث أوقفوا العمل هناك بالقوة، في خطوة وُصفت بأنها انتفاضة شعبية ضد الشركات المتورطة في ما اعتبره المواطنون “قتلاً بطيئاً للإنسان والبيئة”.
يقع منجم الكيس على طريق تلودي – مفلوع ويبعد أقل من كيلومترين عن المدينة، الأمر الذي أثار مخاوف واسعة من التأثيرات الصحية والبيئية الناتجة عن استخدام مادة السيانيد في عمليات استخلاص الذهب. ويعكس هذا القرب الجغرافي حجم القلق الشعبي من المخاطر التي تهدد حياة السكان والبيئة المحيطة، في ظل استمرار الجدل حول أنشطة التعدين في المنطقة.
