سلسلة انفجارات جنوب العاصمة الخرطوم تثير هلعا

في حادثة أعادت القلق الأمني إلى جنوب العاصمة السودانية، شهد حي الأزهري صباح الجمعة سلسلة انفجارات متتالية ناجمة عن احتراق مخزن ذخيرة تابعة للقوات المشتركة، ما أدى إلى إصابة مدنيين وتطويق أمني واسع للمنطقة.

أفاد شهود عيان من سكان حي الأزهري جنوب الخرطوم أن انفجارات عنيفة هزت المنطقة صباح الجمعة، أعقبها تصاعد كثيف للدخان من موقع يتبع لإحدى الحركات المسلحة، ما تسبب في حالة من الهلع بين المواطنين. وأوضح الشهود أن الحادث وقع إثر اندلاع حريق في عربة من نوع “دفار” كانت محملة بالذخيرة، حيث تعددت الروايات حول أسباب اندلاع النيران. وأسفر الانفجار عن إصابة شخصين بجروح متفاوتة، فيما سارعت السلطات الأمنية إلى تطويق الموقع ومنع الحركة في محيطه، وسط حالة من الترقب والخوف بين السكان المحليين.

أكدت مصادر محلية أن الانفجار وقع داخل مخزن ذخيرة تابع للقوات المشتركة، وتحديداً مجموعة خميس أبكر، ويتمركز في سوق ستة الجديد بالقرب من منطقة “الكونيكا” شمال غرب مربع 25 بحي الأزهري. ووقع الحادث يوم الجمعة  ، في وقت كانت فيه المنطقة تشهد هدوءاً نسبياً منذ انسحاب قوات الدعم السريع من الخرطوم في مايو الماضي. وأشارت المصادر إلى أن الانفجار كان عنيفاً، وتسبب في سلسلة تفجيرات متتالية داخل الموقع، ما أدى إلى حالة من الذعر في الأحياء المجاورة.

أوضحت المصادر أن الحادث أسفر عن إصابة شخصين تم نقلهما إلى مستشفى بشائر لتلقي العلاج، حيث وصفت حالتهما بأنها مستقرة. كما أكدت أن الانفجارات المتتالية أثارت موجة من الخوف بين السكان، خاصة مع انتشار أصوات الذخيرة المتفجرة في محيط المنطقة. وشهدت الأحياء المجاورة حالة من الشلل المؤقت في الحركة، فيما أغلقت بعض المحال التجارية أبوابها تحسباً لأي تطورات أمنية. وتُعد هذه الحادثة الأولى من نوعها منذ عدة أشهر، ما أعاد المخاوف من تجدد التوترات في جنوب الحزام.

هرعت فرق الدفاع المدني إلى موقع الانفجار فور وقوعه، وتمكنت من السيطرة على الحريق الذي اندلع في العربة المحملة بالذخيرة، ومنع امتداده إلى مواقع أخرى داخل السوق. وأفادت المصادر بأن عملية الإخماد استغرقت وقتاً نظراً لطبيعة المواد المتفجرة التي كانت داخل العربة، فيما استمرت القوات الأمنية في تطويق الموقع لساعات بعد الحادث. ويأتي هذا الانفجار بعد فترة من الهدوء النسبي الذي شهدته المنطقة، حيث لم تُسجل أي حوادث مماثلة منذ انسحاب قوات الدعم السريع من العاصمة في مايو الماضي، ما يثير تساؤلات حول استقرار الوضع الأمني في جنوب الخرطوم.