سودانيين فى ليبيا .. اخطار تهدد حياة المئات

سودانيين فى ليبيا .. اخطار  تهدد حياة المئات

 

أعلن المرصد السوداني لحقوق الإنسان يوم الثلاثاء أن الأوضاع الإنسانية للاجئين السودانيين في غرب ليبيا، لا سيما في مدن طرابلس ومصراتة والزاوية وصرمان، بلغت مستوى بالغ الخطورة يهدد حياة المئات منهم. وأوضح المرصد أن الظروف التي يعيشها هؤلاء اللاجئون، الفارون من النزاع المسلح في السودان، باتت كارثية في ظل تصاعد الانتهاكات الممنهجة التي تستهدفهم، سواء من قبل جهات أمنية رسمية أو من خلال ممارسات مجتمعية عدائية. ويأتي هذا التحذير في وقت تتزايد فيه المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية التي تواجه اللاجئين السودانيين في ليبيا، وسط غياب أي تدخل دولي فعال لحمايتهم.

انتهاكات ممنهجة

أعرب المرصد عن قلقه العميق إزاء تصاعد خطاب الكراهية ضد الأجانب، وما يرافقه من حملات عنف واعتقالات تعسفية تطال اللاجئين السودانيين ضمن حملة أوسع تستهدف المهاجرين الأفارقة في ليبيا. وأكد أن الانتهاكات تتم على مستويين متزامنين: رسمي ومجتمعي، مشيرًا إلى أن جهات أمنية، من بينها جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، تنفذ مداهمات ليلية على مساكن اللاجئين، تعتقل خلالها المئات منهم دون إجراءات قانونية واضحة، وتنقلهم إلى مراكز احتجاز تفتقر لأدنى المعايير الإنسانية. وتُحتجز النساء والأطفال في ظروف مهينة، داخل شاحنات وساحات مفتوحة، ما يشكل انتهاكًا صارخًا للكرامة الإنسانية.

عنف مجتمعي

على المستوى المجتمعي، وثّق المرصد تصاعدًا في أعمال العنف الأهلي ضد اللاجئين السودانيين، تغذيه حملة تحريض واسعة ومنظمة على منصات التواصل الاجتماعي. وذكر أن هذه الحملة تبدو منسقة بشكل فعّال، وقد أسفرت عن اعتداءات مباشرة من قبل مجموعات من المواطنين الليبيين، شملت مهاجمة الأجانب في الشوارع، تخريب ممتلكاتهم، واقتحام منازلهم، وتهديد أسرهم بالسلاح الأبيض. كما أُجبر العديد منهم على إخلاء مساكنهم تحت التهديد، من بينهم الصحفي السوداني مصعب محمد علي وأسرته، الذين تعرضوا لهجوم في مدينة صرمان، في حادثة تعكس حجم الخطر الذي يواجهه اللاجئون في تلك المناطق.

خطاب عنصري

أوضح المرصد أن هذه الاعتداءات لا يمكن اعتبارها حوادث فردية، بل تمثل نتيجة مباشرة لخطاب عنصري متصاعد يصوّر اللاجئين السودانيين على أنهم مهاجرون غير شرعيين، ويصفهم بأنهم يشكلون خطرًا ديمغرافيًا على المجتمع الليبي. هذا الخطاب، بحسب المرصد، يتجاهل تمامًا حقيقة أن هؤلاء اللاجئين فرّوا من حرب مدمرة في بلادهم، ويبحثون عن ملاذ آمن بعد أن فقدوا كل شيء. ويؤكد المرصد أن استمرار هذا النوع من التحريض يهدد بتوسيع دائرة العنف، ويقوّض أي جهود محتملة لحماية اللاجئين أو تحسين أوضاعهم الإنسانية.

خطر على الصحفيين

أبدى المرصد السوداني لحقوق الإنسان قلقًا خاصًا بشأن سلامة ما لا يقل عن 45 صحفيًا سودانيًا لاجئًا في ليبيا، مشيرًا إلى أنهم باتوا أهدافًا سهلة نتيجة خلفياتهم المهنية السابقة، وظروفهم الحالية التي تتسم بالهشاشة الشديدة. وأفاد المرصد بأنه تلقى نداء استغاثة عاجل من 19 صحفيًا يتواجدون في مناطق عالية الخطورة، ويواجهون تهديدات مباشرة، ما يستدعي تدخلًا فوريًا لإجلائهم وتأمين سلامتهم. هذه الفئة، بحسب المرصد، تواجه خطرًا مضاعفًا نظرًا لطبيعة عملها السابق، وما قد يُنظر إليه كتهديد من قبل الجهات الأمنية أو المجتمعية في ليبيا.

مطالب عاجلة

دعا المرصد السوداني لحقوق الإنسان السلطات الليبية إلى وقف جميع حملات الاعتقال التعسفي والمداهمات التي تستهدف اللاجئين والمهاجرين الأفارقة، مطالبًا بتوفير حماية فورية وكاملة لهم، بما ينسجم مع الالتزامات الدولية في مجال حقوق الإنسان. كما طالب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بتفعيل ولايتها الحمائية بشكل كامل، وتسهيل عمليات الإجلاء الإنساني للحالات الأكثر عرضة للخطر. وفي السياق ذاته، ناشد المرصد منظمة اليونسكو التدخل العاجل لتفعيل آليات خطة عمل الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحفيين، في ظل التهديدات المتزايدة التي تطال العاملين في المجال الإعلامي من اللاجئين السودانيين في ليبيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *