كادوقلى .. ازمات متكررة وارتفاع اعداد الوفيات اليومية

كادوقلى .. ازمات متكررة وارتفاع اعداد الوفيات اليومية

في مدينة كادقلي الواقعة بولاية جنوب كردفان، كشفت مصادر طبية بمستشفى كادقلي التعليمي لموقع “دارفور24” عن تدهور حاد في الوضع الصحي نتيجة تفشي وباء الكوليرا، مشيرة إلى أن عدد الوفيات تجاوز 500 حالة، معظمها تركزت في محليتي كادقلي والريف الشرقي. وأوضحت المصادر أن الأسابيع الأخيرة شهدت ارتفاعاً مقلقاً في معدل الوفيات اليومية، حيث تراوح العدد بين 10 إلى 15 حالة يومياً، وسط نقص شبه كامل في الأدوية الأساسية، وعلى رأسها المحاليل الوريدية التي لا تتوفر إلا في الصيدليات الخاصة بأسعار مرتفعة تصل إلى 50 ألف جنيه سوداني للدرب الواحد، ما يجعلها خارج متناول غالبية السكان.

انهيار الخدمات

المصادر ذاتها أكدت أن المستشفيات الحكومية في المدينة تعاني من شبه انهيار في الخدمات العلاجية، إذ تفتقر إلى الأدوية، والمحاليل المعملية، ومواد التخدير، ما يضاعف من معاناة النساء أثناء عمليات الولادة. وأشارت إلى أن الخدمات الطبية باتت متاحة فقط في العيادات الخاصة، التي تفرض أسعاراً مرتفعة لا تتناسب مع دخل المواطنين، حيث يتراوح أعلى راتب وظيفي حالياً بين 150 إلى 200 ألف جنيه، وهو ما يعكس فجوة كبيرة بين تكلفة العلاج والقدرة الشرائية للسكان، ويضع عبئاً إضافياً على الأسر التي تواجه تحديات معيشية متزايدة.

أزمة مزدوجة

المصادر الطبية حذرت من أن الوضع الصحي في كادقلي مرشح لمزيد من التدهور، في ظل ضعف عام في المناعة لدى السكان نتيجة الجوع ونقص العناصر الغذائية والسوائل. وأكدت أن انتشار أمراض مثل الملاريا يتفاقم بسبب انعدام تام لعلاجها، إلى جانب شح المضادات الحيوية ومخفضات الحرارة، ما يجعل المدينة أمام أزمة صحية ومعيشية مزدوجة تهدد حياة الآلاف. هذا التدهور يأتي في وقت تعاني فيه البلاد من اضطرابات أمنية واقتصادية، ما يزيد من تعقيد الاستجابة الإنسانية ويضع النظام الصحي تحت ضغط غير مسبوق.

بيانات رسمية

في وقت سابق، أفاد مصدر من وزارة الصحة لموقع “دارفور24” أن عدد الإصابات بالكوليرا حتى تاريخ 27 سبتمبر الجاري بلغ 1851 حالة، بينها 183 حالة وفاة مؤكدة. وأشار المصدر إلى أن الوباء انتشر في ثماني محافظات، تتصدرها كادقلي التي سجلت أعلى عدد من الإصابات، ما جعلها مركز التفشي الرئيسي للمرض. هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة الصحية التي تواجهها المنطقة، وتُبرز الحاجة الملحة لتدخلات عاجلة من الجهات الصحية المحلية والدولية لاحتواء انتشار الوباء وتقديم الدعم الطبي اللازم.

انفراج نسبي

على صعيد آخر، ساهم ظهور منتجات الخريف وتراجع أسعار بعض السلع الغذائية الأساسية في تخفيف الأعباء المعيشية عن المواطنين في كادقلي. وقال التاجر علي عبدالله صالح لموقع “دارفور24” إن أسعار السلع شهدت انخفاضاً ملحوظاً مقارنة بالأشهر الماضية، حيث تراجع سعر جوال الذرة الرفيعة من 90 ألف جنيه إلى ما بين 17 و24 ألف جنيه نقداً، وهبط سعر رطل الزيت من 50 ألفاً إلى 16 ألف جنيه، كما انخفض كيلو السكر من 55 ألفاً إلى 16 ألف جنيه. أما سعر الدقيق فظل متذبذباً بين 17 ألفاً و30 ألف جنيه، فيما تراوح سعر الأرز بين 50 و55 ألفاً. كذلك تراجع سعر طحين الذرة من 10 آلاف جنيه إلى 3 آلاف، وانخفض كيلو اللحمة العجالي من 32 ألفاً إلى 28 ألف جنيه. هذا الانخفاض في الأسعار، رغم محدوديته، يُعد متنفساً مؤقتاً للأسر التي تواجه ضغوطاً معيشية متزايدة في ظل الأزمة الصحية المستمرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *