سقوط ضحايا فى مواجهات عسكرية بالفاشر

سقوط ضحايا فى مواجهات عسكرية بالفاشر

لقي سبعة مدنيين مصرعهم وأصيب أكثر من عشرين آخرين في هجوم بطائرة مسيّرة استهدف سوق أبو قرون بمدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، وفقاً لما أفادت به مصادر ميدانية وشهود عيان صباح الأحد. الهجوم، الذي نُسب إلى قوات الدعم السريع، وقع في وقت تشهد فيه المدينة تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع في المحور الشمالي الشرقي، حيث اندلعت المواجهات منذ ساعات الفجر الأولى قبل أن تهدأ نسبياً مع تقدم النهار.

استهداف مباشر

آدم إبراهيم، أحد التجار في سوق أبو قرون، أكد في تصريحات لـ”دارفور24″ أن الطائرة المسيّرة التي نفذت الهجوم تتبع لقوات الدعم السريع، مشيراً إلى أن القصف خلّف خسائر بشرية جسيمة، حيث تم نقل المصابين إلى المستشفى السعودي لتلقي العلاج. مصدر طبي في المستشفى ذاته أفاد بأن المنشأة استقبلت عشرات الجرحى خلال اليوم، بينهم مصابون بالقصف المدفعي وآخرون نتيجة استهداف مباشر لمحيط مستوصف أبو قرون، ما يعكس تصعيداً خطيراً في استهداف المناطق المدنية والبنية الصحية.

نزوح متواصل

تشهد مدينة الفاشر موجات نزوح يومية للسكان، الذين يفرّون من مناطق الاشتباك سيراً على الأقدام أو باستخدام وسائل النقل التقليدية، في ظل استمرار العمليات العسكرية التي باتت تشكل تهديداً مباشراً لحياة المدنيين. النزوح الجماعي يعكس حجم المعاناة التي يعيشها سكان المدينة، حيث تتداخل المعارك مع الحياة اليومية، وتتحول الأحياء السكنية إلى ساحات قتال، ما يدفع الأسر إلى البحث عن ملاذات أكثر أمناً خارج نطاق الاشتباكات.

توغل عسكري

منذ أغسطس الماضي، وسّعت قوات الدعم السريع نطاق انتشارها داخل مدينة الفاشر، حيث سيطرت على عدد من المواقع الحيوية، من بينها مخيم أبو شوك شمال المدينة. وتشهد الفاشر منذ 11 مايو 2024 قصفاً متواصلاً بالمدافع والطائرات المسيّرة، ما أدى إلى تدمير واسع في البنية التحتية، وتفاقم الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق. هذا التوغل العسكري يأتي في إطار استراتيجية الدعم السريع للسيطرة على المدينة، التي تُعد آخر معقل رئيسي للجيش السوداني في إقليم دارفور.

انهيار الخدمات

النزاع المسلح في الفاشر أدى إلى توقف شبه كامل في مصادر المياه العامة والخاصة، كما خرجت 95% من المستشفيات والمرافق الصحية عن الخدمة، فيما تعمل النسبة المتبقية بشكل جزئي وتحت ضغط كبير. هذا الانهيار في الخدمات الأساسية يفاقم من معاناة السكان، ويحد من قدرة المؤسسات الصحية على التعامل مع الأعداد المتزايدة من المصابين، خاصة في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وانعدام الأمن في محيط المنشآت العلاجية.

حصار مستمر

تفرض قوات الدعم السريع حصاراً مشدداً على مدينة الفاشر منذ أبريل من العام الماضي، في محاولة للسيطرة الكاملة على المدينة التي تمثل آخر نقطة ارتكاز للجيش السوداني في دارفور. هذا الحصار، الذي يتزامن مع تصعيد ميداني متواصل، يضع المدينة تحت ضغط مزدوج، حيث تواجه تهديداً عسكرياً مباشراً إلى جانب انهيار في الخدمات الأساسية، ما يجعل الوضع الإنساني في الفاشر من بين الأسوأ في مناطق النزاع بالسودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *