من التعدين الى التجنيد .. شباب السودان الى واقع جديد

من التعدين الى التجنيد .. شباب السودان الى واقع جديد

أفادت شهادات ميدانية ومصادر محلية من مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، أن قوات الدعم السريع شرعت في تجنيد عدد كبير من الشباب العاملين في قطاع التعدين التقليدي ببلدة سنقو، الواقعة جنوب المدينة على مسافة تقارب 288 كيلومتراً. المعلومات التي تم تداولها السبت، تشير إلى أن عمليات التجنيد استهدفت المعدّنين في مناطق جمبانة، وأغبش، وضرابة، وأم حجارة، حيث جرى نقل ما بين 350 إلى 400 شاب إلى معسكر تدريب في نيالا، تمهيداً لإلحاقهم بصفوف الدعم السريع في العمليات العسكرية الجارية.

توقيت التجنيد

بحسب مصادر محلية متطابقة تحدثت إلى منصة “دارفور24″، فإن عملية تجميع المجندين تمت خلال شهري يونيو ويوليو من العام 2025، مستغلة فترة توقف نشاط التنقيب عن الذهب نتيجة الأمطار الموسمية التي تعطل العمل في المناجم خلال فصل الخريف. ووفقاً للمصادر، لعبت الإدارات الأهلية في محليتي الردوم وبرام دوراً محورياً في تعبئة الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و20 عاماً، وتوجيههم نحو معسكرات التدريب التابعة لقوات الدعم السريع، في خطوة أثارت تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين السلطات المحلية وتلك القوات.

معسكر موسية

المجندون الذين تم نقلهم إلى نيالا تلقوا تدريباً عسكرياً استمر لأكثر من أربعين يوماً داخل جامعة نيالا الواقعة في ضاحية موسية، والتي تحولت إلى ثكنة عسكرية تستخدمها قوات الدعم السريع كمركز لتأهيل العناصر الجديدة. وأكدت المصادر أن موعد تخريج هؤلاء المجندين بات قريباً، وسط مؤشرات على استعدادهم للمشاركة في العمليات القتالية. ويُعد استخدام منشآت تعليمية كمواقع تدريب عسكري تطوراً لافتاً في المشهد الأمني بالولاية، ويعكس مدى توسع نفوذ الدعم السريع في المناطق الحضرية.

تحركات مرصودة

في السياق ذاته، أفاد سكان من ضاحية موسية جنوب نيالا بأنهم رصدوا دخول أربع شاحنات كبيرة محملة بالشباب إلى جامعة نيالا خلال شهر يوليو. وأوضحوا أن هؤلاء المجندين يظهرون بشكل منتظم كل يوم جمعة، إما بالزي العسكري أو المدني، ويتجولون في سوق موسية، ما يعزز من صحة المعلومات المتداولة حول نشاط التدريب العسكري داخل الجامعة. هذه التحركات أثارت اهتمام السكان المحليين، الذين باتوا يراقبون عن كثب ما يجري داخل محيط الجامعة، وسط حالة من الترقب والقلق من تداعيات محتملة على الوضع الأمني في المدينة.

نشاط اقتصادي

في موازاة ذلك، تنشط شركة الجنيد، التابعة لقوات الدعم السريع، في عمليات معالجة “الكرتة” داخل مناجم الذهب في بلدة سنقو، التي تضم آلاف المعدّنين التقليديين. ويُنظر إلى هذا النشاط الاقتصادي على أنه جزء من منظومة أوسع ترتبط بالدعم اللوجستي والتمويلي لتلك القوات، حيث تُستخدم عمليات التعدين كمصدر تمويل غير رسمي لدعم التحركات العسكرية. ويثير هذا التداخل بين النشاط الاقتصادي والتجنيد العسكري تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين الشركات المرتبطة بالقوات شبه النظامية والبيئة المحلية التي تعتمد على التعدين كمصدر رزق أساسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *