وفاة ابرز القيادات فى حركة جيش تحرير السودان .. جدل وغموض

في تطور ميداني أثار اهتماماً واسعاً في الأوساط العسكرية والسياسية، أفادت مصادر عسكرية من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بوفاة أحد أبرز القيادات في حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، إلى جانب مسؤول رفيع في القوة المشتركة التابعة لحركات الكفاح المسلح المتحالفة مع الجيش السوداني. الحادثة، التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي، أثارت جدلاً واسعاً وتساؤلات متزايدة حول ملابساتها، خاصة في ظل غياب أي توضيحات رسمية من الجهات المعنية.
شخصية بارزة
المصادر التي تحدثت إلى منصة دارفور24 أكدت أن اللواء هارون، المعروف بلقب “أبوطويلة”، والذي يشغل منصب قائد استخبارات حركة مناوي ومسؤول السجون في القوة المشتركة، فارق الحياة في مدينة الفاشر. ووفقاً للمعلومات الأولية، فإن الوفاة جاءت نتيجة استهداف منزله في حي الدرجة الأولى بواسطة طائرة مسيّرة، يُرجح أنها تابعة لقوات الدعم السريع. إلا أن تفاصيل الحادثة لا تزال غير واضحة، في ظل عدم صدور أي بيان رسمي من قيادة حركة مناوي أو من القوة المشتركة حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
روايات متباينة
في المقابل، نقلت مصادر أخرى لدارفور24 رواية مختلفة، رجّحت فيها أن الوفاة كانت نتيجة عملية تصفية، دون أن تُحدد الجهة التي تقف وراءها. هذا التباين في الروايات يعكس حالة من الغموض والتكتم المحيط بالحادث، ويعزز من حالة التوتر داخل صفوف القوى المتحالفة، خصوصاً في ظل تصاعد العمليات العسكرية في المنطقة.
خلفية التوتر
الواقعة جاءت بعد أيام قليلة من إعلان قوات الدعم السريع عن اقتحام مقر بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي السابقة “اليوناميد”، والذي تحول في وقت سابق إلى مقر قيادة القوة المشتركة. العملية أثارت اتهامات بوجود تواطؤ داخلي سهّل عملية التوغل، خاصة وأن قوات الدعم السريع أعلنت لاحقاً أنها تمكنت من إطلاق سراح عدد من عناصرها الذين كانوا محتجزين داخل سجون القوة المشتركة في ذات الموقع.
أزمة يوليو
وتجدر الإشارة إلى أن القوة المشتركة كانت قد شهدت في يوليو الماضي اضطرابات داخلية، على خلفية اتهامات وجهتها قيادات عسكرية داخلها إلى جهاز استخبارات حركة مناوي، بالتورط في عملية هروب تسعة أسرى من قوات الدعم السريع كانوا محتجزين في مقر “اليوناميد”. تلك الحادثة ساهمت في تعميق الانقسامات داخل القوة المشتركة، وأثارت تساؤلات حول مدى تماسك التحالفات العسكرية في ظل تصاعد النزاع المسلح في دارفور.
غياب التصريحات
حتى الآن، لم تصدر أي جهة رسمية بياناً يوضح ملابسات الحادثة أو يحدد المسؤوليات، ما يترك الباب مفتوحاً أمام التكهنات ويزيد من تعقيد المشهد الأمني في شمال دارفور. ويُنتظر أن تُصدر قيادة حركة مناوي أو القوة المشتركة توضيحات خلال الأيام المقبلة، خاصة في ظل حساسية الموقع الذي كان يشغله اللواء هارون، ودوره المحوري في إدارة الملفات الأمنية داخل القوة المشتركة.