اليونسكو تنظم ورشة تدريبية للصحافة الأخلاقية ومكافحة خطاب الكراهية بالسودان

سودان تايمز: بورتسودان
إجتمع عشرون من الإعلاميين والإعلاميات من أبرز الصحف والإذاعات والقنوات التلفزيونية السودانية في ورشة تدريبية استمرت ثلاثة أيام بعنوان: (الصحافة الأخلاقية في أوقات الأزمات: أدوات لمكافحة خطاب الكراهية).
نُظمت الورشة من قبل قطاع الاتصال والمعلومات بمكتب اليونسكو في السودان، بدعم من مكتب اليونسكو الإقليمي في القاهرة، وبالتعاون مع مركز الخرطوم للإعلام، وبدعم متواصل من وزارة الثقافة والإعلام السودانية.
جاءت هذه المبادرة في وقت لا تزال فيه العديد من المؤسسات الإعلامية في السودان متأثرة بظروف الحرب، فيما تتزايد حملات خطاب الكراهية والرسائل الانقسامية. وقد شكلت الورشة مساحة مهمة للحوار والتعلم والتضامن بين الإعلاميين السودانيين.
(اليوم هناك عدد من صانعي المحتوى والناشرين يفوق عدد المتلقين، وهو ما يخلق تدفقاً هائلاً للمعلومات يترك الجمهور في حالة ارتباك وانفصال)، كما أشار أحد المشاركين.
تضمن البرنامج جلسات تدريبية مكثفة وأدوات عملية وأفضل الممارسات الدولية لمساعدة الصحفيين على مواجهة خطاب الكراهية والتضليل الإعلامي في عملهم اليومي. ومن خلال جلسات تفاعلية، تناول المشاركون مجموعة واسعة من المواضيع، من بينها:
ما هو خطاب الكراهية؟، والفرق بين حرية الرأي وخطاب الكراهية، دور وسائل الإعلام في مكافحة خطاب الكراهية، من أين يأتي خطاب الكراهية؟، واستراتيجيات التصدي لخطاب الكراهية في الإعلام والمجتمع، ولماذا يجب التصدي لخطاب الكراهية؟
وبنهاية الورشة، خرج المشاركون بمهارات مهنية معززة، إضافة إلى إلتزام متجدد بالصحافة الأخلاقية باعتبارها ركناً أساسياً لبناء السلام وتعزيز الحوار والتفاهم المتبادل في السودان.
وأكدت اليونسكو على جهودها الوطنية والعالمية في مكافحة خطاب الكراهية، مشيرة إلى الاستراتيجية وخطة عمل الأمم المتحدة لمكافحة خطاب الكراهية، وأدوات معالجة خطاب الكراهية عبر التعليم، ومؤشرات سلامة الصحفيين، باعتبارها مرجعيات أساسية تساعد الإعلاميين على التصدي لمخاطر التضليل والتحريض في أوقات الأزمات.
(في أوقات الأزمات، تنتشر المعلومات المضللة وخطاب الكراهية بسرعة، وغالباً بوتيرة أسرع من الحقائق. وهي قادرة على تعميق الانقسامات، وزيادة حدة العنف، وتقويض الثقة بالمؤسسات. ومن خلال تزويد الإعلاميين بهذه الأدوات، تساهم اليونسكو في ضمان أن يظل الإعلام قوة داعمة للسلام والحوار والتماسك الاجتماعي). صرح السيد جُنيد سوروش-ولي، مدير مكتب اليونسكو في السودان.
تعكس هذه الورشة التزام مكتب اليونسكو في السودان بمساندة الإعلاميين السودانيين خلال هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البلاد. فمن خلال تمكينهم من التصدي لخطاب الكراهية والمعلومات المضللة، تسعى اليونسكو وشركاؤها إلى تعزيز دور الإعلام كصوت موثوق يخدم المجتمعات المحلية، ويدعم بناء السلام، ويوفر المعلومات الدقيقة في الأوقات التي تشتد فيها الحاجة إليها.
«لقد وفر الميسّرون مساحة حقيقية للحوار، حيث كانت كل جلسة تفاعلية، وشجعتنا على التعبير بحرية، وفي الوقت نفسه اكتساب مهارات عملية لمواجهة المعلومات المضللة وخطاب الكراهية»، أضاف أحد المشاركين.
وشددت الورشة على أهمية تعزيز التعاون لتقوية قدرات الإعلاميين السودانيين، وتطوير مواد تدريبية تراعي خصوصية السياق المحلي، وتوسيع نطاق الاستفادة ليشمل جميع الولايات. كما أكدت على ضرورة إشراك مزيد من صانعي المحتوى والطلاب والشباب من أجل دعم الابتكار والشمولية، لبناء قطاع إعلامي قادر على مواجهة التضليل وخطاب الكراهية وتزويد الجمهور بمعلومات موثوقة. ويعكس التعاون مع مركز الخرطوم للإعلام والدعم المستمر من وزارة الثقافة والإعلام التزاماً مشتركاً بحماية حرية التعبير وضمان تمكين الصحفيين السودانيين من أداء رسالتهم بمسؤولية، والالتزام بالمعايير الأخلاقية، والمساهمة في المصالحة والتماسك الاجتماعي.
(رغم أنني بدأت من الصفر، لم يكن هناك مجال لليأس أو الاستسلام. فقد بنيت شبكات جديدة، وأسست وكالة “النصر نيوز”، واستمررت في التغطية، محولاً مرارة الحياة إلى قوة للاستمرار حتى مع تنقلي القسري بين الولايات بسبب الحرب)، ذكر مشارك آخر.
وسيواصل مكتب اليونسكو في السودان، بدعم من المكتب الإقليمي في القاهرة، تنفيذ تدريبات وأنشطة تهدف إلى حماية دور الإعلام المستقل وتعزيز الصحافة المسؤولة، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين لتحقيق السلام والاستقرار في السودان