الفاشر تحت الحصار .. غلاء فى الاسعار ونقص فى السلع الاستهلاكية

الفاشر تحت الحصار .. غلاء فى الاسعار ونقص فى السلع الاستهلاكية

غادر مئات من سكان مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور خلال الأيام الأخيرة، متجهين نحو مناطق مثل مليط وطويلة وكورما وشنقل طوباي وأمبرو وكرنوي. تأتي هذه الموجة الجديدة من النزوح نتيجة لتفاقم الأزمة الإنسانية التي تعاني منها المدينة، والتي تفاقمت بفعل استمرار الحصار المفروض عليها. يعاني السكان من ظروف قاسية، حيث تدهورت الأوضاع المعيشية بشكل كبير، مما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية، بالإضافة إلى القصف المدفعي المكثف الذي تنفذه قوات الدعم السريع.

منذ أبريل من العام الماضي، تفرض قوات الدعم السريع حصارًا مشددًا على مدينة الفاشر، في محاولة للسيطرة عليها باعتبارها آخر معقل رئيسي للجيش في إقليم دارفور. وقد أشار بعض الشهود والمصادر المحلية إلى أن الوضع الإنساني في المدينة قد بلغ مستويات غير مسبوقة، حيث يعاني السكان من الجوع ونقص حاد في الاحتياجات الأساسية. في هذا السياق، أفاد محمد محي الدين، أحد سكان المدينة، بأن العديد من الفارين في الموجة الأخيرة هم من سكان مخيم أبشوك، حيث اضطر البعض إلى تناول “الأمباز” كوسيلة للبقاء على قيد الحياة.

في الوقت نفسه، أكد المتطوع هاشم أحمد إسماعيل من مدينة مليط أن المدينة استقبلت أعدادًا كبيرة من النازحين الذين وصلوا مشيًا على الأقدام أو على ظهور الحيوانات، مما يعكس الظروف الإنسانية الصعبة التي يواجهها هؤلاء الفارون. إن تدفق النازحين إلى مناطق جديدة يزيد من الضغط على الموارد المحلية، ويعكس حجم المعاناة التي يعيشها سكان الفاشر في ظل الأوضاع الراهنة.

تُقدَّر أعداد النازحين بحوالي 3,000 شخص، تم استقبالهم في المنازل ومراكز الإيواء بالمناطق التي وصلوا إليها، مع توقعات بقدوم المزيد منهم خلال الأيام القادمة.

أفاد أحد القادة المحليين في بلدة كورما، مانعًا ذكر اسمه، بأن أكثر من 70 عائلة، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، وصلوا في غضون أربعة أيام فقط، وهم في حاجة ماسة للغذاء والسكن.

قالت النازحة سارة محمد يعقوب، التي وصلت إلى بلدة طويلة، إنها غادرت الفاشر قبل ثلاثة أيام من عيد الأضحى، ومرت بمخيم زمزم، ووصلت إلى مخيم دبة نايرة بعد رحلة استمرت خمسة أيام باستخدام عربة كارو، وذلك بسبب نقص الغذاء، وارتفاع الأسعار، ونقص المياه والأدوية، بالإضافة إلى القصف المدفعي المستمر.

أوضحت أنها غادرت مع أكثر من عشر عائلات، حيث كان أغلبهم من النساء والأطفال وبعض كبار السن من الرجال.

تعاني مدينة الفاشر من ارتفاع غير عادي في أسعار المواد الغذائية، في ظل نقص حاد في المعروض.

قال التاجر موسى محمد إبراهيم إن المدينة تعاني من أزمة في السيولة النقدية، حيث يرفض معظم التجار استخدام التطبيقات البنكية ويفضلون الدفع نقداً. وعند استخدام التطبيقات، تُفرض عمولة تصل إلى 60% للحصول على 40% نقداً.

أشار موسى إلى أن إدخال المواد الغذائية إلى المدينة أصبح أكثر صعوبة بعد تشديد الحصار، موضحًا أن بعض المهربين توقفوا عن نشاطهم بعد اعتقال عدد منهم ومصادرة البضائع.

وأوضح أن التجار بدأوا في تهريب السلع باستخدام الدراجات النارية من مناطق شنقل طوباي وطويلة ومليط والكومة، ثم انتقلوا لاحقًا لاستخدام الجمال والدواب وعربات الكارو. لكن الدعم السريع قد فرض قيودًا مشددة مؤخرًا ومنع دخول أي مواد غذائية إلى المدينة.

وفقًا لعدد من التجار، سجلت أسعار المواد الغذائية في أسواق المدينة اليوم “الثلاثاء” من خلال التطبيقات البنكية: ربع الدخن بسعر 110,000 جنيه، وربع الذرة بسعر 100,000 جنيه، وكيلو السكر بـ 100,000 جنيه، وكيلو الدقيق بـ 40,000 جنيه، وكورة العدس بـ 40,000 جنيه.

سعر باكيتة المكرونة في ليبيا يبلغ 500,000 جنيه، ولتر زيت الطعام “قزازة” يكلف 30,000 جنيه، ورطل ملح الطعام يبلغ 15,000 جنيه، وجردل البصل يصل سعره إلى 450,000 جنيه، وكيلو لحم الضأن سعره 40,000 جنيه.

يبلغ سعر رطل الويكة 75,000 جنيه، بينما سعر جركانة الزيت 580,000 جنيه. أما برميل الماء، فيبلغ ثمنه 20,000 جنيه، وقطعة صابون الغسيل سعرها 25,000 جنيه. سعر جوال الفحم هو 125,000 جنيه، وصفيحة الجازولين تبلغ مليون و600,000 جنيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *