معاناة نساء الفاشر… أزمة فوط صحية

تعاني النساء والفتيات في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور من أزمة حادة في توفر الفوط الصحية، مما يجبرهن على اللجوء إلى استخدام الأقمشة وبقايا الملابس القديمة. هذه الظروف الصعبة تثير مخاوف كبيرة بشأن الصحة العامة، خاصة في مراكز الإيواء التي تستضيف النازحين، حيث تزداد الحاجة إلى مستلزمات النظافة الشخصية في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية.
منذ مايو 2024، تفرض قوات الدعم السريع حصارًا مشددًا على مدينة الفاشر، مما أدى إلى نقص حاد في السلع والخدمات الأساسية، بما في ذلك المستلزمات الطبية. هذا الحصار أثر بشكل كبير على حياة السكان، حيث أصبح من الصعب الحصول على المواد الضرورية، مما يزيد من معاناة النساء والفتيات في هذه الظروف القاسية.
في يوم السبت، عبرت مجموعة من النساء والفتيات، بما في ذلك ناشطات محليات، عن تدهور أوضاعهن خلال فترة الدورة الشهرية بسبب الظروف الإنسانية الصعبة. وأشارت تهاني عبد الرحمن آدم، الصيدلانية والناشطة في العمل التطوعي، إلى أن النساء والفتيات يواجهن تحديات متعددة، تشمل الجوع والمرض، بالإضافة إلى معاناتهن خلال الدورة الشهرية التي أصبحت كابوسًا بسبب نقص الفوط الصحية، وقلة المياه، وغياب المراحيض الآمنة، ونقص الملابس النظيفة.
وأشارت إلى أن النساء والفتيات في مراكز الإيواء وتجمعات النازحين في الأماكن العامة يعانون بشكل أكبر من عجز الحصول على الفوط الصحية.
أشارت تهاني إلى أن النساء والفتيات يواجهن تحديات صعبة في ما يتعلق بالرعاية الصحية والاحتياجات الخاصة وخدمات الصحة الإنجابية، بما في ذلك الرعاية بعد الولادة وفترة الحيض.
وأضافت: “تعاني النساء خلال فترة الدورة الشهرية، بالإضافة إلى التأثير النفسي، من الألم قبلها وبعدها وأثناءها، خصوصاً الفتيات المراهقات.”
وحذرت تهاني من أن النساء والفتيات قد يواجهن مضاعفات صحية طويلة الأمد في المستقبل بسبب نقص الفوط الصحية والرعاية الطبية.
وأشارت إلى أن العديد من النساء والفتيات معرضات للإصابة بفقر الدم بسبب نقص التغذية المتكاملة، نتيجة للأزمات الإنسانية المتزايدة الناجمة عن الصراع العسكري المستمر في الفاشر، مما جعل حياة النساء تتحول إلى معاناة يومية.
من جهتها، أفادت المواطنة حواء عثمان الدومة، لـ”دارفور24″، أن النساء والفتيات في الفاشر يعانين من تحديات كبيرة، وخاصة أثناء فترة الدورة الشهرية، مما يزيد من المخاطر الصحية.
أشارت إلى أن الحصار ورفض إدخال المساعدات تسبب في ارتفاع أسعار معظم الاحتياجات، وخاصة الفوط الصحية، مما يجبر العديد من النساء على البحث عن بدائل رغم مخاطرها.
وأبرزت حواء أن انشغال الأسر بتكاليف المعيشة اليومية في الفاشر أدى إلى تهميش احتياجات النساء، مما جعلهن يعتمدن على الأقمشة وبقايا الملابس، بعد أن تجاوزت أسعار الفوط الصحية في الصيدليات 7 آلاف جنيه.
وطالبت الدومة بزيادة الوعي بين الأسر وتشجيعهم على الاهتمام بالاحتياجات الأساسية للنساء. كما دعت الجهات المعنية، وخاصة المنظمات، للتدخل من أجل توفير الفوط الصحية والرعاية الطبية لضمان سلامة النساء والفتيات في الفاشر.
في هذا السياق، أفادت نازحة في مخيم نازحي الريف الغربي بحي أبو شوك الحلة، التي تبلغ من العمر 20 عامًا، لموقع “دارفور24” بأنهن يواجهن ظروفًا صعبة، إذ يفتقرن إلى الخصوصية بسبب الازدحام في المخيمات المفتوحة التي تفتقر إلى ضروريات الحياة الأساسية.